عندما نمسك القلم لنكتب أو نتحدث عن أمر ما أو هَمٍّ أو مشكلة أو سلبية أو مصيبة... لا تحوم في الفكر إلا قضية التنمية المعطلة في البلد، وتلك الأموال المهدرة بلا رقيب ولا حسيب، وعندما نريد أن "نفضفض" عما في القلوب، لا تخرج منا إلا تلك الآهات والتنهيدات التي تسببت بها ملايين ذهبت من خيرات البلد دون وجه حق (على الأقل من وجهة نظرنا).

Ad

والمصيبة الكبرى عندما تقدم الحكومة وتشمِّر عن سواعدها لتصلح أي خلل نتيجة ممارساتها غير الصحيحة، والاستشارات العقيمة الموجودة لديها، يكون الحل الضغط على المواطن، علاج التسيب والتقصير والسرقات بفرض رسوم على المواطن، وبرفع الدعم عن المنتجات الوطنية، وأبسط مثال رفع الدعم عن منتج "الديزل"، ليرتفع سعره بشكل خيالي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والمنتجات الأخرى وآلية نقلها.

ومع كل هذا وذاك يخرج المسؤول، بكل قلب بارد ومشاعر لا تحمل في طياتها أي ذرة من المسؤولية أو الاعتراف بالخلل الموجود في سياسات حكومات متعاقبة، ليبدأ بشعار زائف وإبرة مخدرة لتقبل السم الموجود في العلاج، فيقول إن أي تغييرات أو تعديلات أو إضافات في رسوم الدولة لن تمس ذوي الدخل المحدود، وأول من يطالب بتفعيل كل ذلك هم أصحاب الدخل المحدود.

لقد عانى الشعب ويلات الإيداعات والتحويلات ما عانى، واليوم أصبحت في مهب الريح، وكأنها قصة خيالية أو أكذوبة درامية ليس لها من الواقع شيء، فإن كانت حقاً وواقعاً فلماذا يُترَك من تلاعب بأبناء الشعب وأمواله؟! ولماذا يُترَك من يزيف الحقائق، ويدّعي أننا دولة غارقة في الرفاهية، وشعبها محسود على التنمية التي تسابق الزمن؟ ولماذا يُترَك من يحاول في الفضائيات إظهار المجتمع بصورة مخملية؟ ولماذا لا نضع أيادينا على الجرح الحقيقي ونبدأ بالعلاج وإن كان الكي؟!

لنكن خير عون لقائد المسيرة، وربان السفينة، لنبعد عنه شرار الأنفس، والمرتزقة ومصاصي الجيوب والخيرات، فهذه بلادنا لا نتنازل عن شبر من ترابها الغالي، وإن ضحّى بها من ضحّى، فنحن لا ملاذ لنا بعد الله إلا هذه الأرض، وسنبقى شعب الكويت. فما أنا لكم إلا ناصح أمين.