لليوم الثاني على التوالي، نفذت الطائرات الأميركية، أمس، عدة ضربات جوية ضد مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سورية، استهدفت 10 منها مقار ومراكز في دير الزور وأخرى تجمعات قرب مدينة كوباني الواقعة تحت حصار التنظيم، في حين أبدى النظام ارتياحه للهجوم الدولي واتخاذه المسار الصحيح.

Ad

شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة طوال ليل الثلاثاء ـ الأربعاء غارات جوية جديدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية، دمرت العديد من الآليات ومواقع لتجميع الأسلحة، خصوصاً في المناطق القريبة من مدينة كوباني (عين العرب) التي يطوقها التنظيم بالكامل، وتعد ثالث تجمّع للأكراد في سورية.

ووفق القيادة الأميركية الوسطى، فإن الجولة الجديدة من القصف، والتي وصل عددها في سورية إلى 20 وكانت ناجحة جداً، نفذتها مقاتلات وطائرات من دون طيار وقاذفات و47 صاروخ توماهوك.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أن «أماكن في منطقة صرين ومناطق خطوط إمداد تنظيم الدولة الإسلامية التي تبعد نحو 35 كم جنوب شرق كوباني تعرضت قبيل منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء وبعد منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس، لغارات جوية من طائرات حربية جاءت من الأراضي التركية».

وفي شرق سورية، أكد المرصد وقوع 10 غارات على مقار ومراكز وحواجز لتنظيم «الدولة» في منطقتي الصناعة والهجانة قرب البوكمال في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، مشيراً إلى أن «هدير الطائرات وشدة القصف يختلفان عن القصف وشدة الانفجارات الناجمة عن الغارات التي تنفذها طائرات النظام».

خضوع أميركي

وبينما أكدت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) وقوع الغارات على مقار وتجمعات تنظيم «داعش» في المنطقة الصناعية لمدينة البوكمال، اعتبر وزير المصالحة الوطنية علي حيدر، أمس، أن الغارات الأميركية تسير في الاتجاه الصحيح من حيث إبلاغ الحكومة وعدم التعرض للمدنيين أو الأهداف الحكومية.

وقال حيدر، لوكالة رويترز، إن «الأميركي خضع للشروط السورية، لذلك قالت سورية إنها أبلغت»، مضيفاً: «ليست لدينا مشكلة في أن تقوم الدول بواجبها تجاه محاربة الإرهاب، ولكن من دون أن يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية».

وأشار حيدر إلى أنه «لايزال قدر من التنسيق مطلوب، ومن دون شك ننظر بعين الحذر لجميع التطورات»، مبيناً أن «الحرب على الإرهاب ليس لها شكل واحد. الغارات الجوية لا تشكل الوسيلة الوحيدة ومن دون شك العمل العسكري ممكن أن يطول، وهذا جزء من مشروع محاربة الإرهاب».

جبهة كوباني

في المقابل، استأنف «داعش» زحفه باتجاه كوباني، وذلك بعدما عزز صفوفه. وقال نائب قائد القوات الكردية، أوجلان إيسو، إن مزيداً من مقاتلي الدولة والدبابات وصلوا بعد الغارات الجوية التي شنها التحالف، مؤكداً أن «عدد مقاتليهم زاد وعدد الدبابات زاد أيضاً منذ قصف الرقة».

 وكرر دعوته للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للتوسع في الغارات الجوية لتمتد للمواقع المتاخمة لعين العرب قائلاً: «كوباني في خطر».

نقل ذخائر

وفي الرقة، التي تعرضت إضافة لريفي حلب وإدلب لغارات دامية، خرجت أربع شاحنات محملة بالذخيرة واتبعت طريق الرقة - دير الزور الدولي، برفقة رتل كبير من السيارات المرافقة مزودة برشاشات 14.5 و23 و57.

وأفاد ناشطون بنقل الذخيرة إلى منطقتي العكيرشة ومعدان، وذلك لوجود معسكرات تدريبية لـ«داعش» فيها، مرجحة أن التنظيم سيقوم بتخريج دفعة جديدة من مقاتليه من هذا المعسكر، قبل إنهاء دورتهم التدريبية.

انسحاب «النصرة»

في غضون ذلك، بدأت جبهة النصرة، أمس، إخلاء مراكزها في محافظة إدلب. وبث حساب «مراسل إدلب» التابع للجبهة على موقع «تويتر» تغريدة يفيد فيها عن «إجلاء معظم مقار جبهة النصرة القريبة من المسلمين»، في اشارة الى المواقع القريبة من أماكن سكنية. وأرفقت التغريدة بصورة تظهر مقاتلاً يحمل على ظهره عتادا عسكريا، وهو يخرج من بوابة سوداء اللون.

وأكد المرصد السوري أن «آلاف العناصر من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية أخلوا مراكزهم في محافظة إدلب»، مشيراً إلى أن الحركة طلبت من عناصرها «إخلاء المقار والورشات والمعسكرات» و»إخطار المدنيين الموجودين بالقرب من المقار بالابتعاد» عنها.

وتعد الحركة من أبرز مكونات «الجبهة الإسلامية» التي قاتلت الى جانب «جبهة النصرة» منذ يناير، في المعارك ضد تنظيم «داعش».

مقاتلات وقواعد

خارجياً، أكدت وزارة الدفاع البلجيكية، أمس، أنها سترسل 6 طائرات للانضمام إلى التحالف، مشيرة إلى أن الوزير بيتر دي كريم عرض المساهمة المقترحة من بلجيكا على لجنة الدفاع البرلمانية، بعدما تلقى طلباً رسمياً من الولايات المتحدة.

وأكدت مصادر رسمية تركية، أمس، عدم استخدام المجال الجوي التركي ولا قاعدة أنجيرليك (جنوب شرق) في الضربات التي وجهها الائتلاف إلى «داعش».

وفي هولندا، قالت وكالة الأنباء (ايه.إن.بي) إن الحكومة بحثت، أمس، المساهمة بأربع طائرات «إف 16» مقاتلة في العملية التي تقودها الولايات المتحدة ضد جهاديي «الدولة».

(دمشق، أنقرة، أمستردام، بروكسل ـ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، كونا)