الفلسطينيون يشيّعون «أبوعين»... ويحمّلون إسرائيل المسؤولية

نشر في 12-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 12-12-2014 | 00:01
No Image Caption
• تل أبيب تعزز إجراءاتها الأمنية بالضفة ونتنياهو يعد بالتحقيق
• أيرلندا تعترف بـ «دولة فلسطينية»
شيع آلاف الفلسطينيين، أمس، مسؤول ملف الاستيطان لدى السلطة زياد أبوعين الذي قتل أمس الأول بعد ضربه بأيدي جنود إسرائيليين، وسط توتر شديد، وبينما نشر الجيش الإسرائيلي تعزيزات في الضفة المحتلة لمواجهة أي تظاهرات، حملت نتائج تشريح جثة أبوعين تل أبيب المسؤولية عن الوفاة.

وسط أجواء مشحونة بالتوتر والغضب شارك آلاف الفلسطينيين، أمس، في تشييع رسمي لجثمان الوزير الفلسطيني المسؤول عن ملف الاستيطان زياد أبوعين الذي قتل بعد تعرضه للضرب من قبل جنود إسرائيليين خلال مسيرة سلمية في الضفة الغربية، أمس الأول، بينما شل إضراب شامل احتجاجا على عدم صرف الرواتب كافة المؤسسات والوزارات والهيئات الحكومية قطاع غزة.

وتقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمدالله مراسم التشييع التي جرت في  مقر الرئاسة برام الله، قبل أن تنتقل الجنازة إلى مقبرة البيرة الملاصقة لمستوطنة إسرائيلية، حيث تعالت هتافت تطالب بـ»الانتقام» عبر مكبرات الصوت.

وأطلق مسلحون فلسطينيون النار بكثافة في الهواء خلال التشييع، وهي مظاهر غابت منذ سنوات خلال الجنازات، في حين أغلقت المدارس والمحال التجارية في رام الله أبوابها في أول أيام الحداد الثلاثة على مقتل أبوعين.

ونتيجة التوتر الذي نجم عن الحادث، أصيب فتى فلسطيني برصاصة في الرأس مساء أمس الأول خلال مواجهات وقعت عند مدخل مخيم الجلزون للاجئين القريب من رام الله.

السلطة تحمّل

في هذه الأثناء، حملت الحكومة الفلسطينية إسرائيل مسؤولية مقتل الوزير الذي توفي بعد أن دفعه شرطي إسرائيلي بقوة وأمسك بعنقه، بعد أن أظهر تشريحاً لجثته أن «الوفاة ناتجة عن إصابة وليست طبيعية».

وقدّم مسؤولون فلسطينيون ومسؤول إسرائيلي روايتين متعارضتين أمس لسبب وفاة الوزير الفلسطيني، حيث صرح حسين الشيخ وهو مسؤول فلسطيني بارز لـ»رويترز» بأن الأطباء الأردنيين والفلسطينيين الذين شاركوا في فحص جثمان أبوعين (55 عاما) في ساعة متأخرة الليلة الماضية خلصوا إلى أنه توفي نتيجة تعرضه للضرب واستنشاق الغاز المسيل للدموع، وعدم تلقي رعاية طبية في الحال.

لكن مصدرا طبيا إسرائيليا على دراية بنتائج تشريح الجثة قال إن «أبوعين توفي نتيجة أزمة قلبية، وأنه كان يعاني أصلا من مشكلات في القلب»، مضيفاً «موته نجم عن انسداد الشريان التاجي نتيجة للضغط الذي يمكن أن يكون حدث عند إمساكه من رقبته».

وشارك طبيبان أردنيان في عملية التشريح التي أوضحت تعرّض أبوعين للإصابة بقوة نوعا ما في مقدمة الوجه، أدت إلى كسر للأسنان الأمامية وخلعها ودخولها إلى التجويف الفموي».

بدوره، قال وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد إن «الطبيب الإسرائيلي رفض التوقيع على تقرير التشريح، بحجة عدم وجود نسخة باللغة العبرية».

وعلى صعيد ردود الأفعال الدولية، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في برقية عزاء بعث بها إلى نظيره الفلسطيني حادث مقتل أبوعين بـ»الخسيس»، وبينما عبرت الولايات المتحدة الأميركية عن قلقها العميق، أعربت إسبانيا عن أسفها لوقوعه.

تعزيزات إسرائيلية

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نشر، أمس، تعزيزات في الضفة الغربية لمواجهة أي تظاهرات.

وقالت متحدثة باسم الجيش «تقرر نشر تعزيزات تضم كتيبتين من الجنود وسريتين من حرس الحدود في الضفة الغربية».

من جهة أخرى، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نقل رسالة إلى السلطة الفلسطينية بواسطة موفده الشخصي يتسحاك مولخو، تعهّد فيها بإجراء تحقيق في حادث «وفاة» المسؤول الفلسطيني زياد أبوعين. ودعا نتنياهو الفلسطينيين إلى «الحفاظ على الهدوء».

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أعرب مساء أمس الأول، في بيان، عن أسفه لمقتل أبوعين، قائلا إن «قوات الجيش الإسرائيلي تحقق في الحادث».

اعتراف أيرلندي

في سياق منفصل، أقر البرلمان الأيرلندي أمس الأول مذكرة غير ملزمة تطالب الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين.

وبذلك يكون النواب الايرلنديون قد لحقوا بركب نظرائهم الفرنسيين والبريطانيين والإسبان، مسلطين الضوء أكثر على شعور الغضب الأوروبي المتنامي حيال إسرائيل بسبب الشلل الذي تعانيه مفاوضات السلام بينها وبين الفلسطينيين.

والمذكرة غير الملزمة تطلب من الحكومة الإيرلندية «الاعتراف رسميا بدولة فلسطين على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما تنص على ذلك قرارات الأمم المتحدة».

إلى ذلك، رحبت منظمة التحرير وحركة «حماس» أمس بتصويت البرلمان الأيرلندي.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، أمس الأول، أن وزير الخارجية جون كيري سيسافر إلى روما بعد غد الأحد لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن التطورات في إسرائيل والضفة الغربية، ومقترحات يجري طرحها الآن في الأمم المتحدة بشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

في غضون ذلك، جاء في تقرير توضيحي مشترك نشر أمس الأول أن مشروع قرار يتعلق بالإنفاق وسيطرح على الكونجرس هذا الأسبوع للموافقة عليه، سيرفع الإسهام الأميركي في نظام القبة الحديدية الإسرائيلي للصواريخ الاعتراضية الذي بدأ في 2011 إلى 1.2 مليار دولار، بزيادة قدرها 175 مليون دولار.

(رام الله، القدس ـ أ ف ب،

د ب أ، رويترز)

back to top