يا غافل لك الله

نشر في 04-12-2014
آخر تحديث 04-12-2014 | 00:01
 علي البداح الآن نحن في وضع سيئ، عمليات الابتزاز السياسي تتطلب أموالاً طائلة، والعقاب الاقتصادي يستنزف أموالاً أكثر، وأصحاب المشروعات لا يريدون أن يتوقف الاستنزاف الداخلي، فما العمل لحماية البلاد؟

قبل فترة قصيرة قرع البنك الدولي جرس الإنذار لترشيد الإنفاق والتوجه نحو استثمارات تدر دخلاً على البلاد، وقد سبق البنكَ الدولي كثيرٌ من المخلصين لهذا البلد. كانت الدعوات كلها تنبه إلى خطورة الاعتماد على مصدر واحد ناضب للدخل، وقيل الكثير عن تأمين مصادر للطاقة والماء لا تعتمد على النفط، ولكن الحكومة، ومن أمامها وخلفها الحالبون لضرع الوطن، لا يسمعون وإن سمعوا لا يهتموا.

اليوم وقعت الواقعة وانخفض سعر المورد الوحيد إلى مستوى خطير، وتوقعنا أن نرى موقفاً حازماً في مواجهة هذا الخطر، فإذا حكومتنا الرشيدة ومن أمامها وورائها حلابو ضرع الوطن يردون بأنْ "لا تخافوا ولا تحزنوا"، فميزانية البلاد بنيت على سعر أقل مما وصلت إليه الأسعار، وحين صدرت أصوات من أحد الوزراء بالانتباه تصدى له الحالبون والحالمون بأنْ "لا تخافوا ولا تحزنوا"، فالضرع مازال فيه الكثير، وهنا قصدوا أيضاً احتياطيات الأجيال القادمة، وهو ما ستتوجه إليه الأيادي النهمة في المرحلة المقبلة، أو ما بقي من تلك الاحتياطيات قابلاً للتسييل والبلع.

وحتى لا ننام مع حملة التخدير أود لو أن رئيس الهيئة العامة للاستثمار يوضح للشعب الكويتي ما قيمة هذه الاحتياطيات الحكومية سوى احتياطيات الأجيال القادمة، وأي احتياطيات أو أموال جارية تحت يد الهيئة، وأين وكيف تنمى وما نوع استثماراتها؟ وكم تدر على البلاد من دخل حقيقي؟ ويا ليت وزير المالية يبين لنا كم هي أموال الدولة التي لا تقع تحت إدارة الهيئة العامة للاستثمار، وكيف تدار؟

بالأمس القريب صرح مسؤول بأن خطة التنمية لن تتأثر بانخفاض أسعار النفط، طبعاً لن تتأثر، فأموالها تذهب كما ذهب غيرها إلى جيوب الأحباب ولا تنمية ولا يحزنون، والحمد لله أنهم يتنافسون فيما بينهم والكل يدفع لكي لا يذهب مشروع إلى غيره، مما عطل كثيراً منها بسبب حيرة القائمين عليها حول من يُرضون أولاً؟!

الآن نحن في وضع سيئ، عمليات الابتزاز السياسي تتطلب أموالاً طائلة وعمليات العقاب الاقتصادي تستنزف أموالاً أكثر، وأصحاب المشروعات لا يريدون أن تتوقف عملية الاستنزاف الداخلي، فما العمل لحماية البلاد؟ هل نستمر في هذا العبث إلى أن تقع البلاد و"يقب" عنها من يملك الملايين وعشرات البيوت في كل أنحاء العالم ويتركون الشعب يبحث عن الماء فلا يجده، فهل ننتظر حتى تنتهي الكويت؟

back to top