توعد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس، بالرد القاسي على إعدام تنظيم "داعش" العشرات من أبناء عشيرة البونمر السنية في محافظة الأنبار (غرب وسط).

Ad

وقال العبادي، في بيان، إن "جريمة إعدام عدد من أبناء عشيرة البونمر في محافظة الأنبار على يد تنظيم داعش، تكشف أن هؤلاء الإرهابيين لا يميزون بين عراقي وآخر في إراقة الدماء وانتهاك الحرمات"، معتبراً أن "هذه الجريمة ما هي إلا تغطية على هزائم التنظيم".

ودعا العبادي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الى "بذل أقصى جهودها لمطاردة المجرمين وإنزال القصاص العادل بهم"، متوعدا بـ"الرد بكل قوة وحزم على هذه الجريمة البشعة بحق إخوتنا وأبنائنا من عشيرة البونمر".

يشار الى أن مسلحي تنظيم "داعش" أعدموا 46 شخصا من عشيرة البونمر غرب الرمادي مركز المحافظة، بحجة مقاتلة التنظيم، بعد اختطافهم من منطقة حي البكر وسط قضاء هيت.

وأفادت مصادر أمنية عراقية، أمس، بأنه تم العثور على مقبرة جماعية في منطقة صحراوية قرب منطقة بوعلي الجاسم شمال الرمادي تضم قرابة 200 جثة من عشائر البونمر، أعدموا من قبل عناصر "داعش" الذين اقتادوا المئات منهم قبل أيام قليلة إلى منطقة خنيزير باتجاه صحراء الأنبار.

وتعد عشيرة البونمر غرب الأنبار في العراق ضحية سنية جديدة وقعت في مخالب التنظيم المتطرف، على غرار ما حدث بعشيرة الشعيطات في دير الزور السورية.

ويواصل التنظيم حصار 500 عائلة من هيت وحصار عائلات مهجرة في صحراء الأنبار منذ ثلاثة أيام، تعاني نقصاً في المواد الغذائية والطبية في منطقة خنيزير، وسط مخاوف من حصول إبادة جماعية.

تسليح العشائر وآلن

في السياق، أكد مبعوث الرئاسة الأميركية في التحالف الدولي ضد "داعش" جون آلن، في تصريحات تلفزيونية، أمس، أن بلاده "ستعمل عن قرب مع المؤسسات الأمنية العراقية في موضوع دور العشائر"، مؤكداً أن "العشائر هي عامل رئيسي في المعادلة".

ونفى آلن وجود قرار بتسليح العشائر السنية العراقية حتى الآن، معتبراً أن بلاده مستعدة لتدريبهم، ولكن على الحكومة العراقية أن تسلحهم.

وكانت تقارير صحافية أشارت الى أن العبادي تعهد خلال لقاء مع ممثلين عن عشائر الأنبار خلال زيارته الى الأردن بتسليح هذه العشائر لمواجهة "داعش"، إلا أن مكتبه عاد بعد يوم لاستخدام كلمة "إسناد العشائر"، متجنباً الحديث عن تسليح.

«الحشد الشعبي»

الى ذلك، وفي وقت لايزال قانون تشكيل قوات "الحرس الوطني" في المحافظات الذي سيسمح خصوصا للمحافظات السنية بتشكيل قوات عسكرية لمواجهة الإرهاب عالقا في الأدراج، بدأ سجال يطفو الى العلن بشأن قوات "الحشد الشعبي" المشكلة من متطوعين شيعة لبوا نداء المرجعية الشيعية العليا لقتال "داعش"، بعد استيلاء التنظيم على الموصل في أغسطس الماضي.

وتضم "قوات الحشد" التي تقاتل الى جانب الجيش عناصر في ميليشيات شيعية مثل "منظمة بدر" بقيادة هادي العامري و"سرايا السلام" التابعة للتيار الصدري بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، إضافة الى "عصائب أهل الحق" التي تقاتل في سورية الى جانب نظام الرئيس بشار الأسد وعشرات التنظيمات الشيعية المسلحة.

 ولم يصدر أي قانون لتنظيم عمل هذه القوات.

الى ذلك، نفى المتحدث الإعلامي باسم مكتب رئيس الوزراء رافد جبوري أمس، أنباء عن طلب أميركي للحكومة العراقية بحل قوات "الحشد الشعبي" أو دمجه بالجيش، مشدداً على أن "هذا الأمر شأن داخلي، وليس من نهج العراق أن يسمح للآخرين بالتدخل في شؤونه الداخلية".

وكان نائب الرئيس العراقي أياد علاوي قال في مقابلة مع "الجريدة" نشرت أمس الأول إن قوات "الحشد الشعبي" يمكن أن تشكل خطراً كبيراً إذا لم تقنن.

صحافيو الموصل

وأفاد صحافي عراقي، أمس، بأن عناصر "داعش" اعتقلوا 12 صحفيا وإعلاميا عراقيا غالبيتهم يعملون لحساب المحطة الفضائية "سما الموصل" والمملوكة لمحافظ الموصل أثيل النجيفي واقتيادهم الى جهة مجهولة في مدينة الموصل.

وقال الصحافي الذي رفض الإفصاح عن اسمه إنه تم اقتياد الصحافيين من منازلهم الى جهة مجهولة.

بغداد والمحافظات

إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس، إحباط مخطط لإغراق العاصمة بغداد، مبينة أنها تمكنت من كسر الطوق عن وحدات عسكرية محاصرة في منطقة الجسر الياباني في الرمادي.

وفي "صلاح الدين"، أعلن عضو اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة علي الدجيلي، أمس، أن القوات الأمنية مدعومة بقوات من الحشد الشعبي تمكنت من السيطرة على منطقة التل الفرنسي غرب قضاء الدجيل يتخذها تنظيم "داعش"، منطلقا لقصف قضاء الدجيل بالهاون.

(بغداد ـ أ ف ب، د ب أ، رويترز)