لماذا قررت العودة إلى السينما من خلال الجزء الثاني لفيلم «الجزيرة»؟

Ad

لم تكن فكرة تقديم جزء ثان من الفيلم وليدة المصادفة. تمّ الاتفاق مع السيناريست محمد دياب على كتابة جزء جديد بعد فترة من الجزء الأول قدرناها في البداية بثلاثة أعوام، لكن الأحداث السياسية المتلاحقة جعلتنا نؤخر الشروع في التحضير للجزء الثاني إلى حين استقرار الأوضاع، لا سيما مع الميزانية المرتفعة التي كانت متوقعة للفيلم من البداية، لذا تأخرنا وتنازلنا عن جزء كبير من أجورنا حتى يخرج العمل إلى النور.

لكنك استغرقت وقتاً طويلاً في التحضير للفيلم؟

شعرت بذلك خلال التحضير والتصوير، خصوصاً أنني كنت متفرغاً للفيلم ولم أرتبط بأي أعمال أخرى خلاله. لكن النجاح الذي حققه الفيلم جعلني أشعر أن فترة التحضير لم تكن طويلة، لا سيما أن الإنفاق المالي عليه جعله يخرج بصورة مشرفة للغاية، وهو ما لمسه الجمهور عند مشاهدته في الصالات.

ثمة انتقادات واجهت الفيلم في ما يتعلق بوجود خلل زمني في الأحداث؟

على العكس، كنا حريصين على هذه النقطة من البداية. صحيح أن الفاصل الزمني بين الجزأين سبع سنوات ولكنه في الأحداث 10 سنوات، الأمر الذي جعلنا نتحرك وفقاً للأحداث، فضلاً عن أن تربية ابن الكبير في الإسكندرية هي التي جعلته لا يجيد الحديث باللهجة الصعيدية جيداً مثل والده.

ما هي أصعب المشاهد بالنسبة إليك؟

النهاية، ومشاهد الحركة. لكن مشهد قتل شقيقه فضل يبقى أصعب المشاهد بالنسبة إلي على الإطلاق، خصوصاً في ما يتعلق بالحالة النفسية وطريقة التصوير وغيرها من تفاصيل جعلتني أفكر كثيراً في طريقة التعامل مع المشهد والتحضير له.

ألم تقلق من المرحلة العمرية الجديدة التي دخلها منصور؟

جمعتني جلسات بالمخرج شريف عرفة للاستقرار على تفاصيل الاختلاف في حياة منصور، لا سيما أن الصورة الذهنية عنه في الجزء الأول يجب أن تختلف مع متغيرات كثيرة وقعت خلال الأحداث السياسية، كذلك الفارق العمري في حياته، فهو لم يعد شاباً في العشرينات، لذا اتفقنا على التفاصيل كافة في ما يتعلق بالشخصية قبل انطلاق التصوير، ما جعلني أتمكن من تقديمها بشكل جيد تحت إدارة مخرج لا يترك أي تفصيل صغير دون مراجعته.

كيف ترى الانتقادات التي واجهت الفيلم واتهامه بأنه يسعى لتحسين صورة رجال الأمن؟

ضمَّ الفيلم عدداً من الشخصيات الفاسدة في مختلف المجالات، ولم نحسّن صورة أي شخص، كل ما في الأمر أننا عرضنا نماذج مختلفة فاسدة. كذلك لم نتطرق إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، وهو ما ظهر في مشهد قدمه الراحل خالد صالح أكد أنهم ليسوا «إخواناً»، ولكن يتفقون معهم في بعض الأمور. بالتالي، لم نحمل أي فصيل سياسي مسؤولية أو نعفيه منها. كل ما فعلناه أننا قدمنا نماذج في المجتمع.

هل تشترط أن تكون أعمالك قريبة من الواقع؟

ليس شرطاً، لكن تقريباً منذ فيلم «تيتو» وجميع الأفلام التي قدمتها تحاكي شخصيات حقيقية في المجتمع المصري وأحداثها مستوحاة من شخصيات حقيقية. أعتقد أن هذا الأمر ميزة كبيرة، لأنه يضفي واقعية على الأداء ويجعل الجمهور يصدقني سواء بالكره أو الحب.

ماذا عن كواليسك مع الفنان الراحل خالد صالح؟

العلاقة بيننا لم تكن عملاً فحسب بل صداقة وإخوة، وكنا نتبادل الزيارات العائلية، وزوجته صديقة زوجتي. حالة الرضا التي كان يعيشها باستمرار لو توزعت على الناس جميعاً لن تنتهي. بالنسبة إلى الفيلم، شكَّل دوره فيه إضافة كبيرة إليه، ولحسن حظي أنه بدأ نجوميته معي في «تيتو»، وأننا كنا سوياً في آخر أعماله «الجزيرة 2».

هل ما زلت مهتماً بمتابعة الأفلام السينمائية في الصالات؟

بالتأكيد، وشاهدت فيلم الفنان كريم عبد العزيز «الفيل الأزرق»، و{الحرب العالمية الثالثة» في عيد الفطر، وسعدت بمستوى الفيلمين، لأن صناعة السينما تحسنت كثيراً والجمهور عاد بقوة إلى الصالات لمشاهدة الأعمال الجيدة.

ما هو مصير فيلمك العالمي مع أميتاب باتشان؟

لم يتأكد شيء بعد. ثمة مناقشات وأحاديث أولية بيني وبين الشركة المنتجة، لكني لم أوافق على العمل بعد بانتظار السيناريو والدور الذي سأقدمه، خصوصاً أن شركات الإنتاج العالمية تضع عقوداً مليئة بالتفاصيل، ولا يمكن أن أقبل العمل إلا إذا كنت مقتنعاً بالدور وأرى أنه لا يسيء إلى شباب بلدي.

مشاريعك السينمائية الجديدة؟

أحضر راهناً لفيلم سينمائي كوميدي خفيف مع المنتج هشام عبد الخالق ولكن لم نستقر على تفاصيله بعد. كذلك ثمة مشروع لفيلم سينمائي جديد مع الفنان كريم عبد العزيز، بدأنا الحديث في شأنه أخيراً، إلا أننا لم نستقر على التفاصيل، وأتوقع أن يكون تجربة مميزة تضيف إلى رصيدي الفني.