عرض الدراما الأول على القنوات المشفرة... فاشل جماهيرياً
يلجأ صانعو الدراما إلى القنوات المشفرة للعرض الحصري الأول لمسلسلاتهم عليها، ثم بعد ذلك تُبث على القنوات المفتوحة التي يتابعها قطاع أكبر من المشاهدين في الوطن العربي... فما جدوى عرض هذه الأعمال على القنوات المشفرة، وهل تحقق نسب مشاهدة عالية؟
«علاقات خاصة»، و«الوسواس»، و«أريد رجلاً»، و«أنا عشقت»، أبرز المسلسلات التي كان عرضها الأول على قناة مشفّرة.تدور أحداث «علاقات خاصة» حول خمس علاقات تعكس، بشكل مباشر، الواقع العربي وتحديات العصر، في ظل العادات والتقاليد، وذلك من خلال خمسة أزواج، يجسد كل زوجين قصة درامية تتشابك أحداثها بشكل أو بآخر مع الآخرين.
يشارك في البطولة أحمد زاهر وماجد المصري من مصر، منى واصف وباسم ياخور وديمة قندلفت وضحى الدبس وجيني أسبر من سورية، كارمن لبس وعمار شلق من لبنان. أما «الوسواس» الذي تأجل عرضه أكثر من مرة، فبدأ عرضه الأول الحصري على إحدى القنوات المشفرة، وهو من تأليف محمود ذو الفقار، إخراج حسني صالح، بطولة: تيم حسن، زينة، نضال الشافعي وأشرف مصيلحي. تدور الأحداث في «قرية النعام»، حيث يستغل زعيم القرية همام (تيم حسن)، ضعف أهل القرية وفقرهم يحكمهم القرية بما تهواه نفسه، إلى جانب تورطه في جرائم قتل وتهريب أسلحة وعمله مع العصابات.بالنسبة إلى {أريد رجلاً} الذي بدأ تصويره منذ فترة قصيرة، فقد تم الاتفاق على أن يكون عرضه الأول مشفراً، على أن يعرض في ما بعد على قنوات مفتوحة بشكل متزامن.يرصد المسلسل (60 حلقة) دور المرأة في المجتمع ومشاعرها ورغباتها وأحلامها وطموحاتها، وهو من تأليف شهيرة سلام عن قصة نور عبدالمجيد، إخراج بتول عرفة، بطولة: إياد نصار، أحمد عبدالعزيز، سهير المرشدي، أسامة عباس، ميرنا المهندس، ميار الغيطي.يتمحور {أنا عشقت} حول آمال الشباب وواقع الحياة، من خلال شخصية حسن (أمير كرارة) الذي يستسلم لحلم والده بأن يصبح مهندساً ليساعد أسرته، ويبني حياته الجديدة من خلال الزواج من حبيبته ورد (داليا مصطفى)، لكنه يقع في مشكلة تتسبب في فصله من الجامعة، وتتوالى الأزمات بوفاة والده ودخوله السجن.المسلسل ماخوذ عن رواية محمد المنسي قنديل، سيناريو وحوار هشام هلال، إخراج مريم أحمدي، يشارك في البطولة: أحمد زاهر، نجلاء بدر، إدوارد، رحمة حسن وهالة فاخر.لعبة إنتاجية يرى أحمد زاهر أن عرض المسلسلات على القنوات المشفرة أولاً يعطي فرصة لعشاق الدراما للاستمتاع بها، من دون إعلانات أو فواصل تجلب الملل والأرق، إذ تحرص هذه القنوات على عدم إزعاج مشاهديها الذين يدفعون مبالغ مالية لقاء هذه المشاهدة الهادئة.يضيف: «العرض على القنوات المشفرة مسألة إنتاجية بحتة ولا دخل للممثلين فيها، فالممثل يؤدي عمله أما المنتج فهذا دوره، إذ يعلم جيداً كيف يحصل على الأموال التي سبق أن دفعها حتى يظهر المسلسل إلى النور»، مشيراً إلى أن مشاهدي القنوات المفتوحة لا يُحرمون من هذه المسلسلات بل يرونها بعد انتهاء العرض الأول الحصري على القنوات المشفرة.يسرا اللوزي بطلة «آدم وجميلة» الذي عرض للمرة الأولى مشفراً، تؤكد لـ «الجريدة» أنها لم تشعر بردة فعل الجمهور المصري عندما عرض مسلسلها حصرياً ومشفراً، إذ لا يُقبل المصريون على هذه النوعية من القنوات، موضحة أن المسلسل عندما عرض على القنوات المفتوحة شعرت كأنه العرض الأول في مصر.تضيف أن ثمة شريحة واسعة من الجمهور العربي تشاهد هذه القنوات، وبالتالي تحقق الأعمال المعروضة حصرياً على القنوات المشفرة مشاهدة لا بأس بها في دول الخليج العربي، موضحة أن هذه القنوات ساعدت في ابتكار مواسم درامية جديدة بعيدة عن شهر رمضان.ضرر وظلميؤكد المنتج ممدوح شاهين أن العرض الحصري للمسلسلات يضر بها جماهيرياً لاقتصاره على قناة واحدة، وعندما تتم مقارنة المسلسلات مع بعضها البعض تحظى الأعمال المعروضة على أكثر من قناة فضائية بنسب مشاهدة أكبر حتى وإن كانت أقل في المستوى الفني.يضيف: «لا أنحاز لفكرة العرض الحصري، وأفضل أن يعرض المسلسل على قنوات عدة، خصوصاً في العرض الأول، فإذا حقق أكبر نسبة نجاح، يعود مرة أخرى إلى حلبة المنافسة على نسب المشاهدة العالية».بدوره يوضح الناقد الفني أحمد سعد الدين أن عرض الأعمال الدرامية على القنوات المشفرة يزيدها ترويجاً وأرباحاً، ويجعل المشاهد العادي شغوفاً ومتشوقاً لمشاهدة هذا العمل الذي حرم من متابعته للمرة الأولى وعرف أخباره من وسائل الإعلام.يضيف: «العرض المشفر وحده لا يكفي، فالقنوات المفتوحة هي التي تحظى بنسب مشاهدة كبيرة»، موضحاً أن العرض على قناة واحدة فحسب حتى وإن كانت مفتوحة، يظلم المسلسلات، فما بالك لو اكتفى المنتج بالعرض على القنوات المشفرة التي لا يشاهدها إلا الصفوة؟».