«تقييد السياسة لينطلق الاقتصاد»

نشر في 08-04-2015
آخر تحديث 08-04-2015 | 00:01
رؤية «لي كوان يو» تجاه دولنا الآسيوية تدور حول التاريخ والسياسة والاقتصاد، فيرى أن تاريخنا طريق لمستقبلنا، وتحديث الديمقراطية طريق شائك أمامنا، أما تحديث الدولة بمؤسساتها وثقافتها فهو طريقنا للنمو والتنمية.
 د. ندى سليمان المطوع "جمع حوله رجالا ونساء من ذوي العقول المستنيرة، تلك العقول التي استطاعت أن تحدث نقلة نوعية للجهاز الحكومي، مرتكزة على تحديث التعليم وربطه بالتكنولوجيا، وتعزيز ثقافة الادخار لدى الفرد والقدرة على التخطيط الواقعي للمستقبل". ذلك جزء من حديث غراهام أليسون حول مؤسس سنغافورة "لي كوان يو".

أثناء زيارتي قبل عامين لجامعة هارفارد كطالبة "مخضرمة" أمضت بعضا من الوقت في مركز دراسات الشرق الأوسط، دعيت للمشاركة بمناقشة ونقد كتاب للدكتور غراهام أليسون رئيس مركز البيلفير البحثي  للعلاقات الدولية، والذي عرف في الستينيات بمحلل أزمة الصواريخ الكوبية.

واستطاع غراهام أن يدمج الأدوات التحليلية السياسية والإدارية معا؛ ليحلل أحاديث ومقابلات مؤسس سنغافورة والأب الروحي لها "لي كوان يو"، وقد لفت نظري حديث السيد " يو" بحماس تجاه تقييد السياسة لينطلق الاقتصاد، ومبرراته هي أن لكي تتحول دولة آسيوية نامية إلى نموذج غربي متطور فلا بد أن تعيد ترتيب الأولويات، وفي حالة سنغافورة اختار "يو" أن يكون الاقتصاد أولوية، آخذاً بعين الاعتبار عنصراً مهما من عناصر القوة وهو التكنولوجيا.

رؤية "يو" تجاه دولنا الآسيوية تدور حول التاريخ والسياسة والاقتصاد، فيرى أن تاريخنا طريق لمستقبلنا، وتحديث الديمقراطية طريق شائك أمامنا، أما تحديث الدولة بمؤسساتها وثقافتها فهو طريقنا للنمو والتنمية.

فالمنافسة القادمة ليست منافسة سياسية أو صراع نفوذٍ، إنما هي تنافس عبر بسط القوة الناعمة والاقتصاد لتتبوأ الدول مكانها السليم في المجتمع الدولي.

وفي رؤية أخرى لأوروبا والمنظومة الإقليمية يرى "يو" أن على الدول أن تتعايش مع التوازن بين الغنية منها والفقيرة، وتتخذ من الإنتاجية معياراً، بالإضافة إلى الملاءة المالية، والدول الغنية هي التي ستدفع للأمام، والحل هو إنقاذ المنظومة من المحصلة الصفرية، وينبه مستطرداً إلى خطورة تضخم تكلفة الدعم لدى الدول بشكل عام وسط غياب ثقافة الادخار، وتلك هي الأزمة التي يراها تنخر في مفاصل الدول النامية.

وفي نهاية المطاف نقول: رحم الله لي كوان يو الذي لن يسبب بوفاته، خلال الأسبوع الماضي، الحيرة لبلدية سنغافورة في البحث عن مدرسة لتسمى باسمه أو شارع، إنما استطاع أن يرغم باستراتيجيته الصحيحة وإنجازاته صروحا ضخمة وقصة نجاح تحلت بنهج الأب الروحي لسنغافورة.

كلمة أخيرة:

التقارب الإيراني الأميركي ابتدأ بأفكار أطلقها أوباما في أوج أزمة سورية، حتى اعتقد البعض أن نتيجة ذلك التقارب عملية تنفيذية قادمة لإنقاذ سورية من التدهور.

واليوم عاد التقارب الإيراني الأميركي ليتزامن مع أزمه أخرى وهي تدهور اليمن، فأعلنت الولايات المتحدة التسوية ورفع العقوبات عن إيران، وسط الحذر الخليجي والشعور العام بغياب المعلومة عن المؤسسات الدبلوماسية والتشريعية، والامتعاض الإسرائيلي من نمو إيران، وبالمقابل ظهرت احتفالات إيران بمانشيتات الصحف تحت عنوان: "دبلوماسي خنديد" التي تعني أن الدبلوماسية ابتسمت. فهل فعلا ابتسمت؟! وهل لرفع العقوبات فرص تجارية للشركات الأجنبية الكبرى فقط؟! أم لدول الخليج نصيب؟!

back to top