أرجأ البرلمان اليمني أمس، جلسة كانت مقررة للنظر في الاستقالة التي تقدّم بها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وبينما توسعت التظاهرات المندّدة بالجماعة الحوثية في عدة محافظات لليوم الثاني على التوالي أطلق الحوثيون النار على تجمع شبابي في صنعاء واختطفوا عدداً من المشاركين.

Ad

للمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام، تأجّل اجتماع البرلمان اليمني الذي كان مقرراً عقده أمس، للنظر في استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي بعد إلغاء الجلسة الاستثنائية الجمعة الماضية.

وأعلنت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" صباح أمس، أن "هيئة رئاسة مجلس النواب أقرّت تأجيل الجلسة الطارئة للمجلس إلى موعد آخر سيتم تحديده لاحقاً ليتسنى إبلاغ أعضاء المجلس كافة بالحضور"، إلا أن مصادر مقربة من المجلس أكدت لوكالة الأنباء الألمانية أن "سبب التأجيل هو إفساح المجال أمام محاولة إقناع هادي بسحب استقالته".

و أُعلن عن عقد الجلسة الجمعة أولاً، بعد ساعات على استقالة هادي من منصبه. وذكر محيطون بالرئيس أن البرلمان رفض هذه الاستقالة.

احتجاجات

في غضون ذلك، وبينما عاشت البلاد يومها الثالث دون رئيس ولا حكومة بعد استقالة رئيسي الجمهورية والحكومة تحت ضغط جماعة "أنصار الله" الحوثية، تظاهر آلاف المحتجين في عدد من المحافظات اليمنية احتجاجاً على انقلاب الحوثيين على الرئيس أمس، لليوم الثاني على التوالي.

وأطلق الحوثيون النار لتفريق تظاهرة مناهضة لهم أمام جامعة صنعاء غداة مسيرة احتجاجية كبيرة ضد وجودهم في العاصمة، وقاموا باختطاف 20 شخصاً من بينهم 4 فتيات، كما هاجموا صحافيين ومنعوهم من تصوير فرار عشرات المتظاهرين. وعزّز الحوثيون وجودهم المسلح في قطاع جامعة صنعاء لمنع أي محاولة للتجمع.

وأعلنت نقابة الصحافيين في اليمن، أن "الميليشيا الحوثية اعتقلت اثنين من الصحافيين خلال تفريق التظاهرة في صنعاء".

وفي عدن، رفعت جماعات محلية علم الجنوب في مبنى الأمن العام. وفي المكلا عاصمة محافظة حضرموت انتشر رجال ميليشيا في مختلف أنحاء المدينة.

وفي عتق، عاصمة محافظة شبوة خرجت دوريات مشتركة تسيرها مجموعة انفصالية وقوى الأمن المحلية تولت مهمة الأمن في المنطقة.

وفي تعز وإب، خرج آلاف المحتجين المعادين للحوثيين إلى الشوارع ورددوا هتافات تعبر عن رفضهم "الانقلاب" في مظاهرت أعادت إلى الأذهان ذكرى مظاهرات الربيع العربي عام 2011 التي أسفرت عن إسقاط الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

محاصرة القوات الجوية

من جهة أخرى، قام مسلحون حوثيون بمحاصرة مقر قيادة القوات الجوية في صنعاء.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر عسكري قوله، إن مسلحي الحوثي منعوا قائد القوات الجوية اللواء الركن راشد الجند من دخول مكتبه لمزاولة عمله.

نداء صنعاء

إلى ذلك، أعلنت مجموعة شبابية في العاصمة تأسيس حركة مناهضة للحوثيين تحت اسم "نداء صنعاء".

وجاء في البيان الأول الصادر عنها: "انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والأخلاقية فقد تنادى أبناء صنعاء الأحرار للوقوف بشكل عاجل ضد المليشيات الحوثية، لاسيما أن مرور الأيام وتوالي الأحداث بات لايؤكد إلا حقيقة واحدة، وهي أن المليشيات وممارساتها الهمجية تمثل خطراً ماحقاً على جميع المواطنين بلا استثناء، وتهديداً بالغاً للأمن والاستقرار وضياع البلاد".

أوباما

في هذه الأثناء، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده تنسق مع دول مجلس التعاون الخليجي بشأن الأوضاع والتطورات في الأخيرة في اليمن.

وقال أوباما، الذي يزور الهند حالياً، إنه يعطي الأولوية لمواصلة الضغط من أجل مكافحة إرهاب تنظيم "القاعدة"، نافياً الأنباء التي ترددت عن تجميد واشنطن مكافحة التنظيم في اليمن.

ودافع الرئيس الأميركي في مؤتمر في نيودلهي عن استراتيجية إدارته لمكافحة الإرهاب التي تستخدم الطائرات بدون طيار في توجيه ضربات لأهداف تنظيم القاعدة باليمن وقال، إن "البديل سيكون نشر قوات أميركية وهو أمر وصفه بأنه غير ممكن"، مضيفاً "ليست من البراعة في شيء،  وليست بسيطة، لكنها أفضل خيار لدينا".

واعتبر أن الأولوية القصوى في اليمن التأكد من سلامة الأميركيين، مشدداً على ضرورة احترام العملية الدستورية لحل الوضع سلمياً.

تفكك

وأثارت احتمالات تفكّك اليمن عقب إعلان محافظات جنوبية رفضها تلقي أوامر من العاصمة صنعاء بعد تقديم هادي استقالته من رئاسة الجمهورية مخاوف من تحوله إلى صومال آخر حيث يوجد فيه فرع نشط من تنظيم "القاعدة"، إضافة إلى مجاورته السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.

وبالنسبة لواشنطن سيجعل تقسيم اليمن من الصعب تنفيذ استراتيجية مكافحة الإرهاب التي تنتهجها لمحاربة مقاتلي "القاعدة" الذين يستهدفونها ويستهدفون السعودية، كما أنهم أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو في باريس في السابع من يناير الجاري.

وكان اليمن في ظل رئاسة هادي - الذي يؤيد الضربات الجوية الأميركية ضد القاعدة - حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في حربها على التشدد الإسلامي.

(صنعاء، عدن ــ أ ف ب،

د ب أ، رويترز)