الأغلبية الصامتة: لا تتركوا أسامة
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
تخرجنا من المرحلة المتوسطة وانتقلت مع أسامة إلى ثانوية كيفان (مقررات) وبقيت فيها عاما كاملا، وجدت فيها من أشباه أسامة العشرات، ولأني طالب مستجد فقد حظيت باهتمام الجماعة، ومنهم من كانوا "طبيعيين" إلا أن أيدي الأخطبوط اصطادتهم في مكان آخر، محاولتهم الأولى هي زرع محبة قائمة الإخوان في جامعة الكويت، وقد أهدوني ملصقاً لطفلة تضع علامة صح على تلك القائمة، كان رد فعلي هو "يا فتاح عليم يا رزاق يا كريم"، أنا للتو لا أعرف ممرات ومباني ثانويتي، والشباب المتحمسون يريدون مني شيئاً لن يحصل إلا بعد 4 سنوات. تخرجنا من الثانوية ودخلنا الجامعة قبل الغزو العراقي، فوجدت من قاطعوا حصص الموسيقى قد تحولوا إلى قيادات ميدانية، والصامتون في حصص العربي والدين والرياضيات والجغرافيا باتوا ينظرون في مستقبل الحركات الدينية.ما نعيشه اليوم وقبل ثلاثة عقود من تصاعد الدور الكويتي في الإرهاب الدولي وتحول مساره، من ماكينة "فلوس" إلى مشارك في "النفوس" لم يحدث فجأة أو نتيجة ردود أفعال، بل هو نظام "تصنيع" طويل الأمد، كبر وتمدد وفلت عياره، وتصعيده تم على حساب تصفية وجود الفكر المتسامح والثقافة الجادة وكيان الدولة نفسها.لن نطالب بما طالب به الآخرون من تصفية وإجراءات ستالينية، بل نقول أطلقوا الحرية للمؤسسات التعليمية والثقافية، وافتحوا بوابات الكويت لتستقبل المبدعين والمفكرين كما فعلت من قبل، واستقطبوا خيرة العقول العربية والأجنبية للتدريس في الجامعات والمعاهد، وخففوا من وطأة الرقابة على المسرح والكتاب، فلم يعد للمقص في زمن "النت" حاجة.وأخيرا لا تتركوا "أسامة" وغير أسامة فريسة للفكر المتطرف المرخص بصمت المؤسسات الرسمية.