استبعد نائب رئيس حزب الوطن السلفي يسري حماد إمكانية المصالحة بين النظام السياسي الحالي في مصر والتيار الإسلامي، مطالبا جماعة "الإخوان" بدراسة ما جرى منهم ومعهم، للوقوف على نقاط ومكامن الضعف في تجربتهم. وأعرب حماد، في حوار مع "الجريدة"، عن اندهاشه من مشاركة بعض الدول العربية في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بحجة قتله للمسلمين، رغم أن هذه الدول تراخت أمام ما سماه مجازر أخرى، وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• هل انفض تحالف دعم الشرعية، الذي انسحبتم منه، وهل هناك كيانات إسلامية مرتقبة لمعارضة النظام؟

- جميع مكونات وقوى التحالف تقف على مساحة مشتركة من المطالبات المشروعة، لكن هناك رؤى مختلفة بخصوص التعامل مع معطيات الوضع الحالي، فمنهم من يريد المواصلة بتلك الآليات والاصطدام بالنظام الحالي، ومنهم وعلى رأسهم حزب الوطن من يرون أن الخطأ بعينه هو الدفع بالإسلاميين منفردين في مواجهة النظام، ولذلك وقعت الانسحابات.

وهناك أصوات تنادي ببلورة كيانات أخرى، وطرحنا أن تتبنى أطراف عديدة ذات مرجعيات مختلفة «أجندة وطنية»، بعدد من المطالب يلتزم بها الجميع.

• هل تشاركون في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟

- الموافقة من عدمه لا تؤول إلينا، بقدر ما ترجع إلى النظام الذي لن يسمح بأي حال بتواجد المعارضة ضمن البرلمان الجديد، علاوة على ان الانتخابات المقبلة لن تكون نزيهة، ولو تمكن النظام من تعيين كل الأعضاء لفعل، والسؤال: هل النظام الحالي سيقبل نتائج الانتخابات أياً ما كانت؟

• هل هناك مساع للمصالحة أو التسوية مع النظام الحالي؟

- النظام الحالي أسوأ من نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، فالأخير كان يتفاوض مع خصومه، ويترك لهم هامشا للتحرك، لكن ما يحدث الآن هو أقصى درجات الإقصاء للجميع وليس الإسلاميين وحدهم، وبالتالي أستبعد وجود فكرة المصالحة.

• كيف ترى المشهد السياسي الآن بعد شهور من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

- في الداخل أرى أن السيسي حقق ما أراده، ووصل إلى رأس السلطة، ووضع دستورا وحزمة من التشريعات القانونية التي تؤمن نظامه، وأقصى المعارضة كلها تقريبا، وعادى الشباب بالجامعات عبر إجراءات أمنية مشددة، وأستطيع أن أصف المشهد بـ»المتخبط».

وعلى الصعيد الخارجي أحذر من جهود خارجية لتوريط مصر في حروب إقليمية، أقربها على البوابة الغربية في ليبيا.

• ما رأيك في تجربة الإخوان في الحكم؟

- ما حدث مع «الإخوان» ليس نهاية المطاف، ولا أتفق مع القائلين إن الجماعة انتهت، وهذه التجربة ليست آخر صفحة في كتاب التاريخ الذي يمتلئ بالأحداث، وأنصحهم بدراسة ما جرى منهم ومعهم جيدا، والوقوف على نقاط القوة ومكامن الضعف في تجربتهم.

وعلى الإخوان الإسراع بمد أيديهم إلى الآخرين والتواصل الشعبي والوطني، مع التأخر خطوات للخلف في هذا التوقيت، وذلك لن يجرى إلا بعد تصعيد قيادات شبابية وتجديد الدماء، ولا يقتصر الأمر على «الإخوان» فقط، بل مع كل مكونات الكتل السياسية ايضا بمن فيهم السلفيون واليساريون والليبراليون، التي أقصت الشباب وتصدرها العواجيز، منذ عشرات السنين.