أكدت القاهرة ليل السبت الأحد أنها تريد وضع حد لخلافاتها مع قطر وذلك إثر أول لقاء بين موفد قطري والرئيس عبد الفتاح السيسي، فيما رحبت السعودية بالتقارب بين البلدين استجابة لمبادرتها.

Ad

وأفاد بيان أصدره مكتب الرئيس المصري السبت إثر لقائه الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الموفد الخاص لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن "مصر تتطلع إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي".

وحضر الاجتماع أيضاً موفد خاص للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز رافق المبعوث القطري.

وفي الرياض، أصدر الديوان الملكي بياناً رحب فيه بهذا اللقاء الذي أتى "تقديراً من قبل الأشقاء في كلتا الدولتين لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي دعا فيها أشقاءه في كلتا الدولتين لتوطيد العلاقات بينهما وتوحيد الكلمة وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما وتلبية لدعوته الكريمة للإصلاح".

وذكر بيان الديوان الملكي أن مصر وقطر "استجابتا" للمبادرة "للقناعة التامة بما انطوت عليه من مضامين سامية تصب في مصلحة الشقيقتين جمهورية مصر العربية ودولة قطر وشعبيهما الشقيقين".

من جهتها، أصدرت قطر بياناً رحبت فيه بالبيان السعودية وبمبادرة الملك عبدالله.

وأكد بيان للديوان الأميري القطري أن "دولة قطر التي تحرص على دور قيادي لمصر في العالمين العربي والإسلامي، تؤكد حرصها أيضاً على علاقات وثيقة معها والعمل على تنميتها وتطويرها لما فيه خير البلدين وشعبيهما الشقيقين".

وتدهورت العلاقات بين القاهرة والدوحة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين التي تحظى بدعم قطر في يوليو 2013.

في المقابل، يحظى السيسي الذي يعد مهندس الإطاحة بمرسي، بدعم قوي من السعودية والإمارات.

وشكل الملف المصري لاسيّما القمع الدامي الذي استهدف أنصار مرسي "أكثر من 1400 قتيل وأكثر من 15 ألف معتقل ومئات المحكومين بالإعدام"، عن انقسامات داخل مجلس التعاون الخليجي حول الدعم الذي ينبغي تقديمه للسلطات المصرية الجديدة.

وقد اندلعت أزمة داخل مجلس التعاون في مارس تجلت في استدعاء سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة.

واتهمت الرياض وأبوظبي والمنامة قطر بزعزعة استقرار المنطقة، لاسيما عبر دعم الإخوان المسلمين، لكن هذه الأزمة انتهت خلال قمة استضافتها الرياض في نوفمبر.

وفي أعقاب قمة الرياض، دعا العاهل السعودي قطر ومصر إلى التقارب، وشدد خصوصاً على ضرورة وقف الحرب الإعلامية بين الطرفين.

ثم انضمت قطر خلال القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي في وقت سابق هذا الشهر إلى موقف خليجي موحد يؤكد تقديم الدعم لمصر برئاسة السيسي الذي انتخب في يونيو.

وشكل انضمام الدوحة إلى دعم السيسي محوراً لعودة الدفء إلى العلاقات الخليجية الدخلية بعد أن وصلت إلى حد غير مسبوق من التدهور.

وقد رحبت الإمارات بدورها أيضاً بالتقارب المصري القطري، وتعتبر أبوظبي الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وقد حاكمت عشرات الإسلاميين الذين أدانتهم بالتآمر على نظام الحكم فيها.

وأكد بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات أن الدولة الخليجية "رحبت بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ومساعيه الأخوية المخلصة لرأب الصدع في العلاقات بين دولة قطر الشقيقة وجمهورية مصر العربية الشقيقة وفتح صفحة جديدة بين البلدين الشقيقين لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون المشترك بينهما".

وقال وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في البيان أن "مبادرة خادم الحرمين الشريفين سيكون لها تأثير إيجابي كبير في تعزيز التضامن بين الدول العربية جميعها وتُشكّل بداية مباركة لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك لترسيخ أواصر الأخوة والتعاون بينها بما يمكنها من الوقوف في وجه التحديات التي تواجهها".

وأكد الشيخ عبدالله أن الإمارات تثمن جهود العاهل السعودية، وكذلك "تجاوب" أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري مع الجهود السعودية.