حكيم الذي أحيا حفلات في أوروبا وأميركا يرى أنها توصل الموسيقى العربية والفن العربي إلى الخارج، بالإضافة إلى الترويج الشخصي للمغني نفسه ولوطنه وللغته، ويقول: «عندما ينجح في إيصال صوته ويحشد المعجبين حوله، فإنه، في هذه الحالة، لا ينجح بمفرده بل يؤثر ذلك إيجاباً على زملائه العرب، بالإضافة إلى نشر لغته، ويكون النجاح للجميع في هذه الحالة».

Ad

يضيف: «موسيقانا العربية لها شعبية في الدول الأجنبية، وأغلب الحفلات التي أحييتها، سواء في أوروبا أو أميركا، حظيت باحتفاء الجمهور، لما لدينا من موروث موسيقي جذاب له احترامه»، مؤكداً أهمية هذه الحفلات للفنان لأنها تزوده بخبرات يحتاجها لاستكمال مشواره الفني.

لقب «عالمي»

الحفلات الخارجية وحدها لا تصنع مطرباً عالمياً، برأي مصطفى قمر، موضحاً أن فناني الراي الجزائريين هم أكثر الفنانين العرب وصولاً إلى العالمية، وأن الفنان عندما يمشي في شوارع أوروبا أو أميركا ويدرك أن الجمهور الغربي يستمع إلى أغانيه ويرددها، يطلق على نفسه  لقباً عالمياً، فضلا عن الشهرة التي يجب أن يلمسها بنفسه بين أبناء هذه الدولة الأجنبية.

يتساءل قمر: هل من الممكن لمغنٍ عاش طوال حياته في مصر ولا يجيد لغات غير لغته الأصلية أن يصل إلى العالمية؟ يضيف أن الفنانين العرب يحلمون بالعالمية، وأنه حاول ذلك في إحدى الفترات لكنه لم يتعامل مع هذا الطموح بجدية كافية تحسم الموضوع في صالحه.

بدورها تتمنى نسمة محجوب الوصول بفنها وصوتها إلى العالمية خدمة لوطنها ولغتها العربية، «فالغناء باسم مصر في الخارج شرف يتمناه أي فنان»، مؤكدة أن الطريق إلى العالمية طويل وليس مفروشاً بالورود، كما يظن البعض، وأن الفنان المكتمل النضوج من الممكن أن يصل في يوم ما إلى هذه الدرجة من الشهرة والعالمية.

تضيف: «يزخر تراثنا بأعمال غناها الأجانب والغرب، وثمة ألحان كثيرة أصلها عربي ومصري يرددها العالم، وأغانٍ عربية ترجمت إلى لغات العالم، وهذا الأمر بالذات حدث مع أكثر من فنان مصري»، مؤكدة أنها تطمح إلى بلوغ هذه الخطوة وتتمنى تنفيذها بمشيئة الله.

عوائق شتى

يوضح المخرج عثمان أبولبن أن فنانين عرباً كثراً يمتلكون قدرة وموهبة لبلوغ العالمية، لافتاً إلى أهمية أن يملك المغني الناجح مواهب عدة كالتمثيل، مثلاً، فهو يحتاج إليها أثناء وقوفه على المسرح. يضيف أن الغرب يلاحظ هذه المقومات ويقيّم المغني على أساسها، فـ «الكاريزما» التي يملكها تؤثر في تواصله مع الجمهور الغربي.

يتابع: «تعيق الأحداث الجارية في الشرق الأوسط والدول العربية وصول البعض إلى العالمية فكيف سيستمع الغرب إلى أحد الفنانين مع وجود هذه الحرب الإعلامية العاتية ضدنا؟»، لافتاً إلى أن الغرب يدير معركة شرسة ضد الدول العربية والإسلامية ما يؤثر سلباً على صورتنا أمام الأجانب، فضلا عن عائق اللغة القوي أمام بلوغ هذه الأمنية الغالية.

من جهته يشير محمد سلطان، رئيس جمعية المؤلفين والملحنين، إلى أنه ليس كل من أحيا حفلة في الخارج هو مطرب عالمي، موضحاً أن الجاليات العربية في الدول الأجنبية كبيرة، وأنها تواظب على حضور حفلات الفنانين العرب، لذا تمتلئ في أوروبا وأميركا، ولا موطئ قدم فيها لأن المهاجرين العرب يتحمسون لمثل هذه الحفلات.

يضيف: «يطلق على المطرب لقب عالمي عندما يمشي في شوارع فرنسا وإنكلترا وأميركا ويجد الأجانب يعرفونه أو يرددون أغانيه، مثلما يردد العرب أغاني مايكل جاكسون وسيلين ديون وماريا كاري، فهذه هي العالمية بحق»، مشيراً إلى أن فنانين كثراً يملكون المقومات اللازمة، إنما تنقصهم خبرة كافية فضلا عن جهلهم الطريقة المثلى للتعامل مع الجمهور الغربي.

تفنّد الناقدة الفنية ماجدة موريس الصفات الواجب توافرها لدى من يدعي العالمية، أولها التعليم والبيئة التي خرج منها، بالإضافة إلى مقدرته على مسايرة التطورات العالمية في الموسيقى والأداء، وإتقانه اللغات، فلا يليق أبداً أن يدعي أحد أنه مطرب عالمي ولا يجيد أي لغة أخرى، حتى العربية لا ينطقها البعض  بشكل صحيح.

تضيف أن حفلات العرب في الدول الغربية  تروّج للمطرب لكنها ليست الباب الأوحد للعالمية، فهي تروج للفن العربي وللدولة التي يحمل جنسيتها المطرب، لأنه سفير دولته ولغته في البلاد التي يقيم فيها الحفلات، مؤكدة أن اهتمام كل فنان بعمله واتقان أدائه، أسهل طريق لبلوغ العالمية.