توضح الناقدة ماجدة خيرالله أن كون المطرب ناجحاً لا يعني أنه سيكون ممثلا له القدر نفسه من التوفيق، لأن المعطيات مختلفة بين المجالين، ولا يشترط إجادته لأحدهما تفوقه في الآخر.

Ad

 تضيف أن هذه الظاهرة ليست حديثة، ولها جذور تمتدّ إلى سينما الأبيض والأسود، وأن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب تربَّع على عرش الموسيقى فيما قدراته التمثيلية كانت محدودة للغاية .

تتابع: {لا يمكننا تعميم الحكم بالفشل المطلق على المطربين، فقد أجادت هيفاء وهبي في مسلسل {كلام على ورق} مقارنة بأداء تامر حسني وميريام فارس في تجارب مماثلة عرضت بالتوازي معها. أما عمرو دياب فلا أعتقد أنه سيكون جيداً، لأنه أثبت، من خلال تجاربه التمثيلية السابقة، عدم إجادته التمثيل رغم نجوميته التي حققها في مجال الغناء}.

معايير محددة

لا يمكن تحميل الأمر كاملاً للمطربين في مثل هذه التجارب، برأي الناقد طارق الشناوي، مشيراً إلى أنه كي يحكم على التجربة يجب أن يخضع المخرج والمؤلف للتقييم، لأنهما يسهمان في ابتكار عمل فريد، أو إظهار سلبيات التجربة حتى لو كان أداء المطرب جيداً، موضحاً أن ثمة من برعوا في السابق وعلى رأسهم عبدالحليم حافظ .

يضيف أن ثمة أموراً لو تفاداها المطربون لحققوا نجاحاً مبهراً على الشاشة، سواء في السينما أو التلفزيون، {أهمها التعامل كممثل وليس كمطرب، ما يقودنا إلى الاهتمام بأمور لا تنحصر في الشكل وطريقة الظهور والاهتمام بالماكياج والكادرات. عدم تكرار الأدوار نفسها، واعتماد التجديد...}.

بدورها ترى الناقدة خيرية البشلاوي أن التجارب السينمائية والدرامية التي قدمها مطربون على الشاشات لم تكن موفقة، وأن الجمهور كوّن صوراً ذهنية ثابتة عن البطل على أنه مطرب يؤدي لوناً معيناً، لافتة إلى أن كسر هذه الانطباعات يتطلب حرفية وأعمالا غاية في الاتقان، {وهو ما أحذّر منه عمرو دياب وشيرين} على حد تعبيرها.

تضيف أن الأعمال التي يقدمها مطربون تعتمد على استثمار النجاح في الغناء وفرضه على التمثيل، {لكن في الوقت ذاته علينا تشجيع التجارب الجيدة لرؤية نماذج على غرار ليلى مراد ومحمد فوزي قادرة على المزج بمنتهى الاتقان بين الغناء والتمثيل} .

عشوائية وحماسة

تنتقد الناقدة ماجدة موريس «العشوائية} في الظهور على الجمهور، مشيرة إلى أنه من الأفضل تقديم جرعات موحدة للجمهور بمعنى ألا يشتري الناس {سي دي} لمطربهم المفضل ثم يجدونه على الشاشات ممثلاً، أو مذيعاً أو محاوراً في أحد البرامج.

تضيف: {لا شك في أن التمثيل يترك بصمة لا يتم محوها بسهولة، ما يفسر إقبال المطربين على الأعمال السينمائية والدرامية، بما يضيف إلى رصيدهم الفني، مؤكدة أنهم وحدهم قادرون على تفسير سر حماستهم للتمثيل وهل يقصدون بذلك زيادة الوجاهة وإضفاء مزيد من النجومية، أم رغبة حقيقية لرفع راياتهم على جبهات جديدة}.

يذكر أن عمرو دياب أعلن عودته للوقوف أمام الكاميرا، بعد موافقته على سيناريو مسلسل» الشهرة» المنتظر عرضه في شهر رمضان المقبل، ويسرد فيه مسيرة الفنان ورحلته الطويلة إلى الشهرة.