Force Majeure... زواج يعرقله انهيار ثلجي

نشر في 05-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 05-11-2014 | 00:01
No Image Caption
بارد، قاسٍ، وممتع بطريقة سويدية منعشة، بهذه الكلمات يوصف Force Majeure، فيلم عن علاقة تتعرض لامتحان قوي في لحظة قاسية يُضطر فيها الإنسان إلى اتخاذ قرار صعب.
تستمتع إيبا وتوماس (ليزا لوفين كونغسلي ويوهانس كونك) وولداهما بعطلة جميلة في جبال الألب الفرنسية. وبما أن الولدين سويديان، فهذا يعني أنهما يجيدان التزلج، مع أن الصغير هاري غبي بعض الشيء.

نراهم يعتادون روتين حياتهم اليومي في منتجع للتزلج: يتناولون الفطور، يقصدون منحدرات التزلج، وينام الولدان فيما يختلط الأهل في الجاكوزي أو الحانة مع أميركيين، فرنسيين، وسويديين آخرين.

يعطي الكاتب والمخرج روبن أوستلند كل رحلة تزلج طابعاً خطيراً. فترى متزلجين صامتين عموماً يتدلون من كراسٍ على خلفية بيضاء بالكامل. كذلك تلاحظ منحدرات الجبل الحادة المليئة بالثلج. ونعلم نحن والعائلة أن تلك الومضات والانفجارات الجميلة إنما المميتة التي تتردد في المنحدرات ليلاً ما هي إلا مدافع لتفادي الانهيارات الثلجية.

نحظى ببرية شتوية قاسية، ويجعلها المصور السينمائي فريدريك وينزل تبدو فائقة الجمال. ولكن فيما يقسم أوستلند الأيام إلى عناوين فرعية: {يوم التزلج الثاني} وغيره، ندرك أن أمراً ما سيحدث. فكل هذا التحذير والشعور بالخطر لن يذهبا سدى.

يكون {هذا الأمر} انهياراً ثلجياً مخططاً له ينحدر بسرعة على الجروف، مسلياً جميع مَن يتناولون الطعام على الشرفة الخارجية ويتأملون الجبال. لكن جدار الثلج هذا يتجه نحوهم فيتجمدون خوفاً. يتضح بعد ذلك وقوع خطأ في الحسابات، وتغطي سحابة بيضاء المتزلجين الذين يحاولون الهرب.

ذروة القوة

لا تتمحور هذه القصة حول تعرض الجميع للأذى، بل حول طريقة تفاعل الجميع مع ذروة {القوة القاهرة}. نرى إيبا تنظر بخوف إلى توماس، الذي يبدو حائراً أو عاجزاً عن الكلام. يتفاقم التوتر، عندما تناديه أمام الجميع كي يهربا إلى موقع آمن، فيما تبحث عن ولديها لتحملهما معها. وهكذا تتخذ لقاءات العشاء منحى مضطرباً. وتصبح الجلسات حول الموقد محتدمة.

ينحاز الأصدقاء ويبدأ الجميع بطرح السؤال: {ماذا تفعل إن حدث ذلك معنا؟}.

تعني عبارة {قوة قاهرة}، التي تُستخدم عادةً في عالم التأمينات والاستثمارات، أن لا أحد مسؤول عندما تقع كارثة طبيعية أو ما يشبهها وتسبب خسائر. ولكن هل يشكل هذا عذراً كافياً لتوماس ليبرر تصرفاته ومحاولته النجاة بحياته فحسب في المسائل التي يتوقف فيها العقل ويعتمد الإنسان على ردود الفعل الطبيعية؟ لا تظن إيبا ذلك، وكذلك توماس الذي يغرق في الشعور بالذنب، الحزن، والكآبة لأنه أخفق في اختبار الرجولة هذا.

ولكن هل أخفق حقاً؟

يتساءل أوستلند فيما يبرز تأثير هذه المشكلة في رجل وزواج خلال عطلة تستمر رغم هذا الخطر الوشيك، فضلاً عما يعنيه ذلك بالنسبة إلى العلاقة.

على غرار مشاهدة انهيار ثلجي، نقف مذهولين أمام جمال الطبيعة، قوتها، وغضبها. وعلى غرار توماس وإيبا وكل زوجين أهانت إيبا توماس أمامهما، نتساءل عما يكون عليه رد فعلنا، لا في اللحظات الخطيرة فحسب، بل تجاه رد فعل شخص عزيز على قلبنا أيضاً.

وهكذا يتحول فيلم Force Majeure باللغات السويدية والفرنسية والإنكليزية مع ترجمة إلى إحدى أهم الصور التي تقدمها السينما عن الطابع الإنساني والزواج والمنحدر الزلق الذي تتهاوى عليه العلاقة بسبب رد فعل تلقائي بسيط.

back to top