السفير الإيراني: رهاننا على نتائج زيارة الأمير كان موفقاً

نشر في 19-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 19-05-2015 | 00:01
No Image Caption
«لم نطلب التفاوض مع السعودية بشأن اليمن لكننا مستعدون لأي حوار بشأن الإقليم»
أشاد سفير إيران بنتائج زيارة الأمير إلى بلاده، قبل عام، وأعلن استعداد طهران لعقد اجتماع إيراني - خليجي يناقش كل الأمور، ويخرج بنتائج ترضي الجميع، معتبراً أن الحديث عن شروط مسبقة لا يجدي نفعاً.

ثمّن السفير الإيراني لدى الكويت، د. علي عنايتي، نتائج زيارة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل عام، واعتبرها زيارة نوعية أثرت في جميع الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين البلدين، مضيفا أن لهذه الزيارة المباركة دورا مهما في دراسة ومعالجة التطورات الإقليمية التي طرأت في زمنها، وبهذه الزيارة دخلت العلاقات الكويتية - الإيرانية خاصة والعلاقات الإقليمية عامة منعطفا جديدا.

وأضاف عنايتي، في مؤتمر صحافي عقده أمس بمناسبة مرور عام على الزيارة: كنا مراهنين منذ البداية على أهمية الزيارة، ولم نكن خائبين في آمالنا، وما كنا نفكر ونخمن عن تداعيات هذه الزيارة على المستوى الذي تحدثنا عنه، مضيفا أنه «بعد مرور سنة على الزيارة رأينا أننا كنا في الحقيقة مصيبين في تخميناتنا، حيث أتت هذه الزيارة بثمارها، مشيرا الى انه على المستوى السياسي شكلت أول لجنة سياسية مشتركة بين البلدين، وهي معنية بتأطير العلاقات الإيرانية - الكويتية ضمن عمل مؤسسي جعل للزيارات بين البلدين معنى آخر، كما تهتم اللجنة بكل المجالات بين البلدين، موضحا أن هذه السنة شهدت مشاورات عالية المستوى وزيارات متبادلة بين البلدين.

وبشأن العلاقات السياسية بين البلدين أشار الى وجود رؤية متقاربة جدا حيال ما يجري في المنطقة، ولاسيما العراق وسورية ومواجهة الإرهاب، ونحن في الإقليم لابد أن يكون هذا الحوار موجودا على المستوى السياسي، حتى وإن كان هناك اختلاف في الرؤية، لكن النقاش موجود ايضا والحوار والمصارحة، ومن خلالهما يمكن الوصول الى نتيجة.

العلاقات الاقتصادية

وحول الشأن الاقتصادي والتجاري، قال سفير ايران: عملنا على التقدم في هذا الملف، والإحصاءات الموجودة تدل على أن العلاقات التجارية أصبحت ضعفين خلال السنة الفائتة، وتقدر حاليا بـ400 مليون دولار حجم التبادل التجاري المشترك، مضيفا أن هذا التقدم لا يرضينا، بل هناك مجال أوسع لمزيد من التقدم عبر مساحات أخرى تجارية واقتصادية واستثمارية ومصرفية، والترانزيت البري والعمل المشترك بين موانئ البلدين، إضافة الى موانئ العراق.

وقال: بين إيران والكويت قبل 4 عقود كانت هناك علاقات تجارية ممتازة تثري الإقليم، ونحن بحاجة الى إعادة هذه العلاقة الموجودة التي أصيبت بالفتور خلال هذه العقود الماضية التي مر عليها الإقليم، وما عصف به وهذه الأمور لم تكن إيجابية على المستوى الاقتصادي، معربا عن استعداد بلاده لإعادة هذه العلاقات الاقتصادية المميزة مع الكويت.

ونراهن على هذه العلاقة ونؤكد الرغبة الأكيدة في الجمهورية الإيرانية على توطيد العلاقات بين إيران وجيرانها.

«العليا المشتركة»

وحول اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين وما وصلت اليه المباحثات بعد عام من زيارة الأمير قال السفير «بالنسبة للجنة العليا المشتركة كان من المقرر أن تشكل في 10 مارس الماضي، ونتيجة لانشغال الوزير ظريف بالملف النووي، تم تأجيل الاجتماع دون تحديد الموعد حتى الآن»، مضيفا «المهم أن هذه اللجنة موجودة، وستعقد في موعد مناسب للطرفين»، مشيرا الى أن زيارة الرئيس روحاني الى الكويت لم تحدد بعد.

وتعليقا على ما أثير عن مشاورات حول قمة خليجية - إيرانية، قال: بالنسبة إلى اجتماع دول الإقليم المطلة على الخليج نحن منذ زمن ننادي بهذا الاجتماع وضرورته، مضيفا أننا نتصور أن ما ينقص الإقليم هو هذا الاجتماع المبارك، ونحن على مدى 3 عقود لم نكن موفقين في عقد مثل هذا الاجتماع، ومستعدون لعقده بمجرد موافقة الدول المعنية، ومصرون على هذا الأمر، ونرحب به في أي موضوع وأي مكان، ونحن واثقون بأن الإقليم قادر على إيجاد الحلول لقضاياه، بدل أن يكتب له الوصفات، لأننا أدرى بمنطقتنا، فلماذا يأتي الآخرون ويجيزون لنا الشراكة وغيرها؟

أزمة اليمن

وعما إذا كان ثمة اتصالات مباشرة أو غير مباشرة لحل الأزمة اليمنية قال إن القلوب مجروحة جدا على ما يجري في الساحة اليمنية، ولا أحد يرضى بما يجري في اليمن، ونأمل أن يجد اليمن طريقا حواريا سليما بعيدا عن العواصف، واليمن يحتاج الآن الى رياح المحبة والمودة والمساعدة.

 وأضاف أن المداولات قائمة بالفعل من قبل المندوب الأممي مع الإيرانيين والاتصالات جارية بشأن اليمن، ونأمل أن تصل هذه الاتصالات الى رؤية حول ما يجري في اليمن، ونريد كل الخير للإقليم واليمن، ونحن مستعدون للدخول لمساعدة الشعب اليمني، سواء كان سياسيا أو إنسانيا، علما بأن كل المساعدات التي يتم إرسالها الى اليمن تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر.

وعن كيفية إعادة بناء الثقة بين الجانبين الخليجي والإيراني لانطلاق الحوار، قال: نحن لا يضيرنا أن تبحث كل الأمور في الاجتماع، وهذه الثقة متبادلة، وبإمكان كل واحد أن يتحدث عن رؤيته ونخرج بنتائج ترضي الجميع، أما الحديث عن شروط مسبقة فهذا لا يجدي نفعا، ونحن جربنا هذا الامر. وقال: لم نطلب التفاوض مع السعودية بشأن اليمن، أما بشأن الإقليم فنحن مستعدون للجلوس لأي مفاوضات.

وأشاد سفير إيران بالحرية المسؤولة في الكويت، معتبرا أنها دعمت العلاقات الإيرانية - الكويتية بشكل كبير، و«نحن نرحب بالنقد الذي يكون بناء وموضوعيا دون أن يكون استفزازيا».

back to top