زيارة تاريخية لرئيس وزراء ألبانيا إلى صربيا

نشر في 10-11-2014 | 13:48
آخر تحديث 10-11-2014 | 13:48
No Image Caption
يصل رئيس وزراء ألبانيا ايدي راما الأثنين إلى بلغراد في أول زيارة لرئيس حكومة ألبانية إلى صربيا منذ 68 عاماً، تأتي في أجواء تصعيد للتوترات بين الصرب والألبان في البلقان.

وهذه الزيارة التاريخية قد تسمح بتهدئة التوترات التي تلقي بظلالها على العلاقات الثنائية بسبب الخلاف القديم المتعلق باستقلال كوسوفو وأيضاً مطالب الأقلية الألبانية في صربيا بمزيد من الحكم الذاتي أو حتى بضمها إلى إقليم كوسوفو المأهول بغالبية من الألبان.

وكانت زيارة راما مقررة في الأصل في 22 أكتوبر الماضي، لكنها تأجلت لثلاثة أسابيع على إثر أحداث خطيرة أدت إلى وقف مباراة لكرة القدم بين صربيا وألبانيا في إطار التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا "يورو 2016".

وتلك الأحداث - التي اعتبرتها صربيا "استفزازاً سياسياً"- والناجمة عن تحليق طائرة بدون طيار ترفع علم "ألبانيا الكبرى" فوق أرض الملعب في بلغراد، تسببت بأزمة سياسية غير مسبوقة مصحوبة بتبادل كلامي حاد بين بلغراد وتيرانا مما يبرز هشاشة العلاقات بين الجانبين.

و"ألبانيا الكبرى" هي مشروع قومي يرمي إلى توحيد كل الألبان في دولة واحدة تضم أيضاً كوسوفو الإقليم الصربي السابق المأهول بغالبية ألبانية والذي أعلن استقلاله في 2008 وترفض بلغراد، خلافاً لتيرانا، الاعتراف به.

حتى أن بلغراد قالت أن الطائرة بدون طيار تحكم بها من مقصورة رسمية في منصات الملعب أولسي راما شقيق رئيس الوزراء الألباني، ومنذ ذلك الحين لم يرشح أي شيء عن تحقيق الشرطة الصربية "المستمر".

لكن أمام تصميم الاتحاد الأوروبي الحازم على دفع الصرب والألبان إلى تطبيع علاقاتهما، سعت صربيا وألبانيا اللتان تطمحان إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي إلى التهدئة.

وغداة الأحداث اتفق راما ونظيره الصربي الكسندر فوتشيتش الحريصان على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، على ابقاء زيارة رئيس الوزراء الألباني إلى صربيا على الرغم من "الخلافات الجلية" حول الأسباب الكامنة وراء الأحداث.

وفي أثناء هذه الزيارة، سيعقد لقاء على انفراد بين راما وفوسيتش، كما ستوقع اتفاقات عدة.

وتؤكد تيرانا أن راما سيتوجه الثلاثاء إلى وادي بريشيفو بجنوب صربيا حيث يعيش حوالي 60 ألف ألباني، لكن بلغراد لم تؤكد ذلك حتى الآن.

وهذه المنطقة الغارقة في الفقر والبطالة، والمهملة عمداً من قبل سلطات بلغراد التي تتهم بانتظام الألبان بتطلعات انفصالية، غالباً ما كانت مسرحاً لتوترات شديدة وحتى نزاع مسلح قصير لكنه عنيف في 2001، كما يرغب سكانها الألبان بالانضمام إلى دولة كوسوفو المجاورة.

لكن على الرغم من رفض بلغراد الاعتراف باستقلال كوسوفو، فقد تحقق تقدم كبير بخاصة ابرام اتفاق يعتبر "تاريخياً" برعاية بروكسل حول تطبيع العلاقات بين بلغراد وبريشتينا.

وتستقبل بلغراد راما على أمل أن تعطي زيارته الفرصة لإجراء "محادثات صريحة" تسمح بـ "طي الصفحة في إطار هدف مشترك للمحافظة على الاستقرار في البلقان".

وترغب تيرانا من جهتها أن تخفف الزيارة من الأزمة السياسية الرياضية التي طرأت بعد مباراة كرة القدم وأن تحسن العلاقات الهشة في البلقان.

وقد صرح راما قبل بضعة أيام من توجهه إلى بلغراد "حان الوقت لطي الصفحة وعدم الوقوع في شرك سياسة احتجزتنا رهينة لمدة طويلة".

واعتبر المحلل الصربي دوسان يانجيتش أن "الحدث مهم وتتوفر الفرصة أمام الحكومتين لبدء مرحلة من التعاون الملموس وتهدئة التوترات خصوصاً حول فكرة ألبانيا الكبرى".

ورأى البروفسور مارك ماركو في جامعة تيرانا من جهته أن إقامة علاقات أفضل بين ألبانيا وصربيا "قد تكون المفتاح لاستقرار ديموقراطي في المنطقة ولتقدمها نحو الاتحاد الأوروبي".

back to top