دروز لبنان في مرمى الأزمة السورية... والعرقوب تتجاوز «الشيخ»
جندي فارّ يسلم نفسه لمخابرات الجيش
تركت المعارك الاخيرة، التي دارت بين القوات الموالية للنظام السوري وبين «جبهة النصرة» في عدد من البلدات في جبل الشيخ من الجانب السوري، ذيولاً في قرى حاصبيا والعرقوب، وصولا الى العمق الدرزي في جبل لبنان، لاسيما بعد سقوط 27 مقاتلا وعشرات الجرحى من الدروز السوريين.وعاشت منطقة حاصبيا والعرقوب خلال اليومين الماضيين حالة من التوتر كاد يقحمها في الصراع السوري الداخلي بعد المجزرة التي ارتكبها «الجيش السوري الحر» بمجموعات من «قوات الدفاع الوطني»، معظمهم من القرى الدرزية الواقعة في المقلب الشرقي لجبل الشيخ.
ولكن قرار قيادة الجيش اللبناني بمنع إدخال جرحى سوريين ينتمون إلى «الحر» إلى مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج ادى إلى تنفيس الاحتقان السائر في البلدات.وكان لكلام رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط تأثيراً عند الدروز، لاسيما عندما دعا من موسكو ابناء طائفته في سورية الى الحياد، على عكس موقف رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان المؤيد للاسد، والداعي الى ضرورة الوقوف في وجه الجماعات التكفيرية والتصدي لها.في سياق منفصل، أفادت مصادر أمنية أمس أن «الجندي الفار من الجيش اللبناني عمر خالد شمطية سلّم نفسه الى مخابرات الجيش اليوم (أمس)». وأضافت أن «شمطية من باب التبانة وكان فرّ من الخدمة العسكرية في 20 اكتوبر الماضي وأعلن انشقاقه عبر تسجيل مصوّر بثّته النصرة على موقع تويتر».واشارت إلى أن 6 جنود أعلنوا انشقاقهم عن الجيش وانضمامهم لـ»جبهة النصرة»، من بينهم عبدالقادر الأكومي الذي قُتلَ خلال مداهمة وحدات الجيش لمكان مجموعة إرهابية في محلة عاصون - الضنية. في موازاة ذلك، رأى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أمس أن «هناك تواطؤاً ضمنياً على تمرير قانون التمديد، إضافة الى تواطؤ ضمني في موضوع تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان».وأوضح أن «المدة الطويلة للتمديد تعطي حالة من الاسترخاء وتلغي الحماسة والالحاح للقيام بالانتخابات».وقال: «لا معلومات لدي في ملف العسكريين الرهائن، والرئيس تمام سلام أبلغ الوزراء ان المفاوضات صعبة لكنه مطمئن لان عملية الاعدام توقفت، مع العلم ان الحديث عن هذا الملف علنا سيضر الملف».ورداً على سؤال، أكد «أننا لم نقاطع الحكومة السورية، فالسفير موجود ونجتمع مع وزير الخارجية، ولكن نحن لا نريد زج لبنان بالصراع الداخلي السوري».وأشار إلى أن «الرئيس الماروني ضمانة للمسيحيين والمسلمين، فتركيبة لبنان تدل على أنه بلد مهم جدا وعلى القوى السياسية أن تشارك بصيانته واستكمال السلطات الدستورية»، معتبرا أن «سياسة عدم الانغماس في الصراع الداخلي السوري تخدم لبنان».وعن الهبة الإيرانية، أوضح أن «هذه الهبة تتضمن شقين، تقني وآخر يتعلق بمدى ملائمة هذه الهبة وعدم تعارضها مع العقوبات الدولية على إيران».