واستكمالاً لأدب الرحلات التي أتاحها لي عملي الدبلوماسي على نطاق الدنيا، حيث بدأت العمل بوزارة الخارجية في إدارة الصحافة والثقافة التي كانت بإدارة السفير الأستاذ عبدالله زكريا الأنصاري- رحمه الله وطيب ثراه- ومنها انتقلت للعمل في سفارة دولة الكويت في مدينة جدة بدرجة ملحق دبلوماسي، ثم انطلق قطار العمل بأقصى سرعته إلى مدينة الرياض، ثم أثينا وقبرص، والجزائر والبرتغال والنيجر وبلغاريا ومالدوفيا وفنزويلا وكولومبيا والبيرو والإكوادور، ثم العودة إلى اليمن والأردن، ومملكة هولندا ثم البوسنة والهرسك، وبعد ذلك عاد القطار إلى محطته الأولى في الكويت الحبيبة.

Ad

 يا لها من رحلة رائعة، ويا له من عمل مهم وممتع أتاح لي فرصة كسب الأصدقاء، ولقاء شخصيات لم تكن تخطر على البال مع ملوك وملكات، وأمراء وأميرات، ورؤساء دول ورؤساء وزارات، ووزراء وشخصيات من كل فئات المجتمع بلا استثناء، وكم أعتز بتلك اللقاءات التي كسبت من خلالها الكثير من المعرفة والاطلاع على مجرى العديد من الأحداث.

أثناء فترة عملي سفيراً للبلاد لدى جمهورية فنزويلا الصديقة في الفترة بين 1996 و2000 تلقيت دعوة كريمة من وكالة الفضاء الأوروبية (ASE) وذلك لحضور حفل إطلاق القمر الصناعي العربي (عربسات) الذي سيتم في قاعدة "كوروا" البحرية في مستعمرة غوايانا الفرنسية، وقد رافقني في تلك الرحلة الصديق والأخ العزيز ريمون قبشة أستاذ القانون في جامعة كاراكاس والمستشار السياسي لرئيس جمهورية فنزويلا السابق هوغو تشافيز.

كان خط الرحلة طويلاً وشاقاً يبدأ من كراكاس مروراً بجزيرة مارغريتا الفنزويلية ثم ترنيداد ثم مدينة جورج تاون، ومنها إلى مدينة "ماراييبو" عاصمة جمهورية سورينام، حيث قضينا يومين تميزا بالنشاط نتيجة الكرم السورينامي الرائع، إذ يبلغ عدد سكان سورينام نحو نصف مليون نسمة تصل نسبة المسلمين فيهم إلى20 في المئة، ينتمون إلى المذهبين السني والشيعي.

في الساحة الرئيسة للمدينة توجد كاتدرائية القديسين بطرس وبولس الكاثوليكية، وعلى بعد أمتار قليلة يوجد كنيس نيفين شالوم اليهودي وبين المبنيين يوجد مسجد "الإمام الخميني" الذي يتميز بالضخامة، بعد قضاء يومين في سورينام وفي اليوم المحدد حملنا أمتعتنا وذهبنا إلى المطار، حيث كان في انتظارنا مفاجأة لم نكن نتوقعها...

وللرحلة بقية.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.