«حزب الله» يهاجم دورية إسرائيلية في شبعا ويقتل جنديين

نشر في 29-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 29-01-2015 | 00:01
No Image Caption
• قصف متبادل وتل أبيب تعلن الخط الأزرق والجولان منطقة عسكرية

• نتنياهو: لا تمتحنوا صبرنا
يبدو أن لبنان نجا أمس من حرب جديدة، بعد أن شن حزب الله هجوماً على دورية إسرائيلية في مزارع شبعا. وبعد توتر شديد سيطر على طول الحدود وصولاً إلى الجولان، بدا أن الأمور لن تنزلق إلى حرب مدمرة وأن الرد الإسرائيلي سيكون بدوره موضعياً ومتناسباً مع حجم خسائرها.

تزامناً مع قيام الجيش الاسرائيلي بأعمال حفر وتنقيب في قرية زرعيت المجاورة للحدود اللبنانية بحثاً عن أنفاق لـ"حزب الله" صباح أمس، اشتعلت المنطقة الحدودية بعد ان هاجم حزب الله دورية إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا الحدودية بين لبنان وإسرائيل وسورية والمتنازع عليها، فيما بدا انه رد على غارة القنيطرة التي اسفرت عن مقتل 6 من قيادات حزب الله وجنرال في الحرس الثوري الإيراني.

وتضاربت الانباء حول عدد القتلى الذين سقطوا في الهجوم، وذكرت وسائل إعلام مقربة من حزب الله سقوط 15 قتيلاً من الجيش الإسرائيلي، بينما اعترفت تل أبيب بسقوط قتيلين واصابة 2 آخرين.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر سياسي لبناني لم تسمه قوله إن العملية نفذت بأكثر من صاروخ موجه واستهدفت موكباً اسرائيلياً في بركة النقار بقلب مزارع شبعا، ونفيه أسر جنود اسرائيليين في العملية، كما كان تردد، وهو أمر لم يؤكده "حزب الله" ونفته اسرائيل. وترددت معلومات أن الموكب كان يضم تسع آليات. ووصف مصدر لبناني آخر في حديث مع وكالة "أسوشيتد برس" العملية بأنها "شديدة التعقيد". وأوردت وسائل إعلام اسرائيلية أن "حزب الله" استخدم صواريخ "كورنيت" المتطورة في العملية.

«البيان رقم 1»

وفي خطوة تظهر جاهزيته لأي رد إسرائيلي، قال "حزب الله" في ما اسماه "البيان رقم 1": "قامت مجموعة "شهداء القنيطرة الأبرار" في المقاومة باستهداف موكب إسرائيلي عسكري في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة مؤلف من عدد من الآليات ويضم ضباطاً وجنوداً صهاينة بالأسلحة الصاروخية المناسبة ما أدى إلى تدمير عدد منها ووقوع إصابات عدة في صفوف العدو وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبار".

قصف متبادل

ورد الجانب الاسرائيلي بإطلاق 25 قذيفة سقطت في الأراضي اللبنانية في قرى المجيدية والعباسية وكفرشوبا، وقصف متقطع لعدد من القرى. ورد حزب الله بدوره باطلاق قذائف باتجاه موقع عسكري اسرائيلي.

نتنياهو

وأعلنت تل أبيب الحدود (الخط الازرق) ومنطقة الجولان منطقة عسكرية، وسارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التوعد بأن من سيتحدى اسرائيل، عليه تذكر ما جرى في صيف 2006. وأضاف أن "على من يختبر قدراتنا في الشمال أن يتذكر ما حل بغزة أخيراً، إذ تعرضت (حركة المقاومة الإسلامية) حماس للضربة الأكبر في تاريخها"، مؤكداً أن "الجيش الاسرائيلي مستعد للعمل في القطاعات كافة"، في إشارة إلى الجنوب والجولان. وتوجه إلى "حزب الله" بالقول: "لا تمتحنوا صبرنا سنرد بقوة على الهجوم".

وأفاد ناطق عسكري اسرائيلي بأن "السلطات حضت سكان مستوطنات الجليل على اللجوء إلى أماكن آمنة والابتعاد عن الطرق المتاخمة للحدود، كما أُقفلت مراكز التزلج في جبل الشيخ، ومطارا حيفا وروش بينا". وأضاف أن "الجيش الاسرائيلي رد باتجاه أهداف محددة عدة في جنوب لبنان، وهذا ليس الرد الأخير".

وأوردت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي أن السلطات تستعد لاحتمال اتساع رقعة المواجهة. كما أعلن الجيش الاسرائيلي ان "قذائف مورتر سقطت على موقع عسكري تابع له في هضبة الجولان المحتلة اليوم، ولم تقع إصابات".

يذكر أن الهجوم في مزارع شبعا وقع بعد ساعات من توجيه إسرائيل ضربة جوية في سورية.

وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون ان "الغارات الجوية التي استهدفت مناطق تسيطر عليها قوات الرئيس السوري بشار الأسد، تبعث برسالة واضحة، ولن نتهاون مع أي إطلاق نار صوب الأراضي الإسرائيلية أو أي انتهاك لسيادتنا وسنرد بقوة وحسم".

سلام

في السياق، دان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أمس التصعيد العسكري الإسرائيلي في جنوب لبنان، معربا عن قلقه من "النيات العدوانية التي عبر عنها المسؤولون الاسرائيليون وما يمكن أن تسفر عنه من تدهور للأوضاع في لبنان والمنطقة".

وقال في تصريح: "االتصعيد الاسرائيلي في المناطق الحدودية بعد العملية التي جرت في شبعا المحتلة من شأنه ان يفتح الباب امام احتمالات خطيرة ليست في مصلحة السلم والاستقرار في المنطقة". وأضاف: "إن لبنان يؤكد تمسكه بقرار مجلس الأمن 1701 بكل مندرجاته، وحرصه على الجهود المشكورة لقوات اليونيفيل التي منيت اليوم بخسارة احد افرادها من عديد الكتيبة الاسبانية".

وتابع: "إن لبنان يضع الأسرة الدولية أمام مسؤولياتها ويدعوها الى كبح أي نزعة اسرائيلية للمقامرة بالأمن والاستقرار في المنطقة"، مؤكدا أن "لبنان بكل فئاته وتلاوينه وقواه السياسية يقف صفا واحدا خلف القوى المسلحة الشرعية في مهمتها المتمثلة في الدفاع عن أرضه وأمن ابنائه".

وختم بالدعوة الى "اقصى درجات التضامن الداخلي والوحدة الوطنية في هذه الساعات الصعبة التي نواجه فيها خطر معتدٍ أظهرت التجربة أنه لا يتورع عن شيء".

العربي

إلى ذلك، أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وبحث معه في مستجدات الموقف المتدهور في الجنوب وما يمكن للجامعة العربية أن تقدمه من دعم للحكومة اللبنانية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

وعبر الأمين العام عن قلقه "الشديد من حالة التوتر والتصعيد التي يشهدها جنوب لبنان"، مؤكدا "ضرورة التحرك السريع لوقف الاعتداءات الإسرائيلية واحتواء حالة التدهور في منطقة مزارع شبعا، وذلك وفقا لما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 1701 من التزامات في هذا الشأن".

مقتل جندي إسباني

قتل جندي إسباني في قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) عند الحدود اللبنانيةــــ الإسرائيلية، بعد عملية «حزب الله» التي تلاها قصف مدفعي متبادل بين الطرفين.

وتنتشر قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام منذ عام 1978، اثر احتلال إسرائيل أجزاء واسعة من جنوب لبنان. وتوسعت مهماتها في عام 2006، اثر صدور القرار 1701 الذي وضع حداً لمواجهات استمرت 33 يوماً بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.

ويبلغ عديد القوة الدولية نحو 10 آلاف جندي ينتمون إلى 36 دولة، بينهم نحو 600 جندي إسباني.

جعجع: لا يحق لحزب الله توريطنا

جنبلاط: دخلنا مرحلة اضطراب كبيرة

حمّل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أمس، حزب الله مسؤولية ما جرى في الجنوب، متهما إياه بأنه "يتوسع أكثر فأكثر في مشاريعه الإقليمية ضد الدولة اللبنانية".

وقال جعجع: "كنا فرحين بالحوار بين تيار المستقبل وحزب الله.. واتضح أن الحزب لم يكن شفافاً بأي شكل في هذا الحوار".

وشدد على أنه "لا يحق لحزب الله توريط الشعب اللبناني في معركة مع إسرائيل بل هناك حكومة ومجلس نواب يقرران هذا الموضوع".

أما الزعيم الدرزي وليد جنبلاط فقد قال في تغريدة: "يبدو أننا سندخل في مرحلة اضطراب كبيرة".

فشل انتخاب رئيس للمرة 18

أرجأ مجلس النواب اللبناني أمس للمرة الـ18 منذ أبريل الماضي جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بسبب عدم اكتمال النصاب.

وأعلنت رئاسة مجلس النواب إرجاء الجلسة إلى 18 فبراير المقبل، وفق الوكالة الوطنية للإعلام. وانتهت ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 مايو. وتتطلب جلسة انتخاب رئيس حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب (86 من أصل 128)، وهو ما لم يتحقق أمس إذ حضر الجلسة 48 نائباً.

back to top