طيارون أميركيون يروون تجربتهم في القصف الكثيف لعين العرب

نشر في 14-02-2015 | 16:32
آخر تحديث 14-02-2015 | 16:32
No Image Caption
أكد طيارون أميركيون رووا لوكالة فرانس برس تجربتهم في قصف عين العرب "كوباني" بقاذفات "بي-1" انهم أفرغوا كل حمولاتهم فوق المدينة السورية الكردية لضرب جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقد عاد هؤلاء الطيارون مؤخراً من مهمات قتالية استمرت ستة أشهر في الأجواء السورية والعراقية ليتذكروا كيف قصفت طائراتهم جهاديي الدولة الإسلامية الذين يقاتلون الأكراد في كوباني.

وساعد التدخل الجوي الأميركي الأقوى منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003، الأكراد على الحفاظ على مدينتهم واستعادة حدودها الشمالية الشهر الماضي، ما اعتبر ضربة رمزية ضد تقدم التنظيم المتطرف الذي كاد أن يسيطر على المدينة في أكتوبر الماضي.

ويروي الضابط المسؤول في أنظمة سلاح "بي - 1" تود ساكسا أنه "كلما ذهبنا إلى كوباني، نكون على ثقة من أننا سنطلق النيران هذا اليوم".

وليست تلك المهمات بالجديدة على ساكسا (31 عاماً)، فقد شارك في عمليات أخرى فوق افغانستان، إلا أن الفرق هو "كمية السلاح التي القيت"، بحسب ما قال في مكالمة هاتفية مع فرانس برس خلال تواجده في قاعدة دييس الجوية في تكساس.

أما الطيار براندون ميلير (38 عاما) فأرسل خمس مرات إلى مناطق قتال، إلا أنه لم يرمِ يوماً قنابل بالحجم الذي قام به فوق كوباني، ويقول أنه "أفرغ حمولته ثلاث مرات" بينما لم يعد يوماً في مهمات سابقة بدون سلاح.

وفي مهمات سابقة استمرت ستة أشهر في أفغانستان، كان سربه الجوي يلقي ما بين 15 إلى عشرين قنبلة، ولكن في تلك المهمة الأخيرة، ألقى أكثر من ألفي قنبلة وضرب أكثر من 1700 هدف، وفق ميلير.

وبنيت طائرة "بي-1 لانسر" القاذفة للصواريخ خلال الحرب الباردة في الثمانينات لتحلق بسرعة وعلى علو منخفض في الأجواء السوفياتية.

وتحولت تلك الطائرة إلى سلاح أساسي للحملة العسكرية الجوية في كوباني لتطيح بمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ومدرعاتهم، وفق ضباط في سلاح الجو الأميركي.

وبعكس الطائرات الحربية، تحلق تلك المقاتلات ببطء ولساعات فوق أي هدف نظراً لمخزونها الكبير من الوقود، كما بإمكانها نقل حمولات أكبر من السلاح، حوالي 24 قنبلة من أحجام مختلفة.

وخلال ستة أشهر، قامت مقاتلات "بي-1" ب18 في المئة من إجمالي طلعات الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، كما ألقت حوالي 43 في المئة من إجمالي الذخائر التي استخدمت فوق سورية والعراق وأفغانستان، وفق المسؤولين.

وأرسل طيارو السرب التاسع إلى الشرق الأوسط في يوليو ليحضروا لمهمات فوق أفغانستان، حيث هناك قوة جوية صغيرة نادراً ما يطلب منها القيام بغارات جوية.

ولكن في إحدى ليالي أغسطس تلقى طاقم قاذفة "بي - 1" أمراً جديداً، حيث طلب من رجاله الأربعة التوجه إلى شمال العراق لمرافقة طائرات تلقي المؤن للأيزيديين المحاصرين فوق جبال سنجار.

وبحلول شهر أكتوبر، أصبحت تلك المقاتلات تحلق تكراراً في الأجواء السورية لمساعدة الأكراد في كوباني لتبقى أحياناً ثماني ساعات في الجو وتبحث عن مقاتلي الدولة الإسلامية.

وعادة كان يحدد الهدف من قبل طاقم الطائرة أو يشار إليه من قبل المقاتلين الأكراد الذين كانوا يرسلون بطلبهم إلى مقر العمليات الجوية الأميركية في قطر.

ويشرح مسؤولون أنه في غياب المراقبين الجويين الأميركيين قرب الخطوط الأمامية للمعارك كانت الغارة بحاجة إلى 45 دقيقة لتتلقى الموافقة.

وأرهقت الملاحقات الجوية مقاتلي الدولة الإسلامية غير المعتادين على استهدافهم جواً إلى أن تعلموا طرق التواري، وعادة كانت طائرات مقاتلة من طراز "اف-15" أو "اف-16" ترافق القاذفات للتأكد من توافر القوة الجوية حوالىي 24 ساعة يومياً فوق كوباني، كما يقول اللفتنانت كولونيل ايد سومانغيل (40 عاماً) وهو قائد سرب القاذفات.

وبعكس الحروب الأميركية خلال العقد الأخير حيث كان المتمردون يلجأون إلى القنابل اليدوية والكمائن، شهدت كوباني حرباً تقليدية على جبهتي قتال بين قوتين عسكرتين وفي غياب كامل للمدنيين.

وفي هذا الصدد، يقول ميلير "وقف الرجال الجيدون على جهة ومقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على الجهة الثانية".

وخلال معارك كوباني تغير خط الجبهة بشكل يومي وأحياناً خلال ساعات لصالح المقاتلين الأكراد.

ويروي ميلير أنه خلال الليل كانت الحدود التركية قرب كوباني تبدو لهم مضاءة بالكامل فيما الجانب السوري مظلم تماماً.

وفي يناير، آخر أيام المعارك تغير المشهد، وقال "شاهدنا تلتين استراتيجيتين حول كوباني مضاءتين بالكامل وهو أمر مفاجئ لأننا اعتدنا على الظلام"، ويختم كلامه: "وفجأة أصبحنا نرى تلك الجبال محاطة بالإنارة، فقد بدأت الأضواء بالعودة إلى كوباني".

back to top