دُفن القيادي الحوثي محمد عبدالملك الشامي، أمس الأول - وسط تعتيم إعلامي - إلى جانب قبر قائد حزب الله العسكري عماد مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

Ad

وأفادت التقارير المؤيدة للحوثيين بأن الشامي أصيب خلال تفجير استهدف مسجد حشوش بصنعاء في 20 مارس الماضي، وجرى نقله الى طهران للعلاج. وبعد وفاته متأثرا بإصابته، نقل الى بيروت «تنفيذا لوصية طلب فيها أن يدفن إلى جانب القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية،» وفق زعم الكاتب الصحافي فيصل عبدالساتر، المقرب من حزب الله.

وأكد عبدالساتر أن «الشامي هو المبعوث الخاص لزعيم حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، الى لبنان وسورية، بعدما كان طوال سنوات طويلة الممثل الشخصي لوالده حسين بدرالدين الحوثي في البلدين»، مضيفا أن الشامي لديه علاقات بـ «شخصيات قيادية في حزب الله».

ولم يصدر حزب الله أي بيان رسمي حول دفن الشامي في لبنان، كما منع عناصره الإعلاميين من تغطية التشييع والتقاط الصور في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ويساند حزب الله بشكل علني جماعة الحوثيين الذين تمكنوا خلال الأشهر الأخيرة من السيطرة على مناطق عدة في اليمن بينها صنعاء. وشنّ الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، هجوما قاسيا نهاية الشهر الماضي على السعودية التي تقود تحالفا دوليا يشن غارات جوية مكثفة تستهدف مواقع الحوثيين في اليمن.

وينظم حزب الله يوم الجمعة مهرجانا تضامنيا مع الحوثيين، يتحدث فيه نصرالله، وفق ما أعلن الحزب في بيان رسمي.

انتقادات

ولاقت هذه الخطوة انتقادات واسعة. من جانبها، قال صحيفة «المستقبل» «إن بيروت صارت كأنها مقر لأتباع إيران، الأحياء منهم والأموات»، بينما قال الصحافي اللبناني علي الأمين، إن «قيادة الحرس الثوري أعطت حزب الله الدور المحوري في إدارة عملية الدعم الإيراني المالي والسياسي للحوثيين».

إلى ذلك، رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح، أمس، أن «حزب الله يحاول أن يكون طرفا أساسيا في الحرب الدائرة، وهذا يضر بلبنان وبعلاقاته مع الدول العربية، ولاسيما مع السعودية الحاضن الأكبر للبنانيين».

وأوضح أن «تيار المستقبل سيحاول التخفيف من موجة الشتائم التي وجهت الى السعودية»، لافتا الى أنه «اذا ما استمر خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على وتيرته العالية السقف بالنسبة للسعودية، فإن الحوار لن يؤدي غرضه في تنفيس الاحتقان».

انفراج في ملف المخطوفين بعد تدخّل الحريري

كثرت السيناريوهات الإيجابية التي تهلل لاحتمال إطلاق مسلحي «النصرة» العسكريين اللبنانيين المخطوفين في جرود عرسال خلال أيام معدودة، بعد المعومات التي كشفتها صحيفة «المستقبل» عن أنّ «المفاوضات الجارية في سبيل تحرير العسكريين المخطوفين نجحت في قطع شوط بالغ الأهمية، ووصلت حاليا إلى مرحلة متقدمة جدا على خط التفاوض مع «جبهة النصرة»، كاشفة أنه «تم الاتفاق على أن يتم تحرير العسكريين المخطوفين لدى النصرة خلال 10 أيام».

وقالت مصادر متابعة لـ»الجريدة» إن «رئيس الحكومة السابق سعد الحريري دخل على خط التفاوض في ملف العسكريين بقوة منذ شهر، ما أدى إلى انفراجات في هذا الملف»، لافتة إلى أن «القطريين أبلغوا الحريري خلال زيارته الأخيرة عن تقدّم ملموس في هذه القضية».

وأضافت المصادر أن «الحريري عمل على هذا الملف بشكل شخصي وسري للغاية، ونسق فقط مع وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي استدعاه الحريري إلى الرياض، بعد زيارة قطر لإبلاغه بالتطورات الإيجابية التي حصلت».