في خطوة من شأنها ضرب الثقة بإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي شامل بين واشنطن وطهران، أبدى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أمس برودة تجاه اتفاق الإطار، وقال إنه غير متفائل بالتوصل إلى حل نهائي، ولا ضير من تمديد المهلة النهائية للتوصل إلى اتفاق.

Ad

في أول تعليق رسمي على اتفاق الإطار، الذي وقعته بلاده مع الولايات المتحدة و5 دول هي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا، قال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي أمس إنه لا يؤيد ولا يرفض الاتفاق، مؤكدا انه غير متفائل بالمفاوضات مع الولايات المتحدة.

وقال خامنئي إن اتفاق الاطار، الموقع بين إيران والقوى الكبرى في لوزان الأسبوع الماضي، لا يضمن التوقيع على اتفاق نهائي بحلول آخر يونيو، ورأى ان تمديد مهلة 30 يونيو للتوصل الى اتفاق نووي "لن يكون نهاية العالم".

وأضاف أنه "ما تم التوصل اليه حتى الآن لا يضمن لا الاتفاق بحد ذاته، ولا مضمونه، ولا مواصلة المفاوضات حتى النهاية".

وقال خامنئي، في كلمة اذيعت على التلفزيون: "لا أؤيد الاتفاق ولا أعارضه، كل شيء يكمن في التفاصيل. ربما يريد الجانب الآخر المخادع أن يقيدنا في التفاصيل".

وتابع ان تفاصيل الاتفاق ستكون حاسمة، وأن نشر تقرير أميركي يبين النقاط التي تتعارض مع الرؤية الإيرانية للاتفاق يوضح النوايا الأميركية "الشيطانية"، في إشارة الى اعلان واشنطن انه لن يتم رفع العقوبات فورا بينما يتمسك الإيرانيون بهذا الأمر.

وطالب المرشد الأعلى برفع كل العقوبات المفروضة على إيران فور التوصل لاتفاق نهائي، مضيفا ان "الصناعة النووية ضرورة للطاقة ولتحويل مياه البحر الى مياه للشرب، في مجال الأدوية والزراعة وقطاعات اخرى"، مؤكدا مجددا ان ايران لا تسعى الى "تفجير نووي وتجربة نووية وأسلحة نووية".

روحاني

بدوره، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده لن توقع على أي اتفاق نووي نهائي مع القوى العالمية الست قبل أن ترفع كل العقوبات المفروضة عليها "في نفس اليوم"، خلال كلمة نقلها التلفزيون الرسمي أمس، بمناسبة مراسم الاحتفال باليوم الوطني للتقنية النووية في إيران.

وأضاف روحاني: "نريد صفقة مرضية لجميع الأطراف المشاركة في المحادثات النووية".

وأوضح أن الانتصار الأبرز لإيران هو انتزاع إقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما باستحالة إخضاع الإيرانيين عبر التهديد والعقوبات، معتبرا ان أوباما استند إلى فتوى خامنئي بتحريم أسلحة الدمار الشامل.

وأردف: "ان الشعب الإيراني سيستمر في مسيرة التطور، ولن يتراجع عن تقنيته النووية السلمية"، مضيفا أن إيران "بلغت بإرادة شبابها وعلمائها وتضحياتهم ما كانت تنشده من تقدم".

أوباما وكروكر

من جهة أخرى، أعلن البيت الابيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بحث هاتفيا أمس مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي النائب الجمهوري بوب كروكر الاتفاق الذي ابرمته مجموعة (5+1) مع إيران أخيرا حول برنامجها النووي.

وأوضح ان الجانبين بحثا الخلافات بين الإدارة الأميركية والكونغرس حول كيفية التعاطي مع أزمة البرنامج النووي الإيراني.

يأتي هذا الاتصال في وقت اعلن كروكر أن لجنته ستصوت الأسبوع المقبل على مشروع قانون قدمه هو يقيد فيه صلاحية أوباما برفع العقوبات عن طهران، وهو بند أساسي في أي اتفاق نووي مع طهران.

ويدعو مشروع القانون، الذي بات يعرف باسم "قانون كروكر"، الى تعليق رفع العقوبات عن إيران مدة 60 يوما بعد توقيع الاتفاق النووي. وخلال هذه المهلة يقوم الكونغرس بدراسة الاتفاق والتصويت بشأن رفع العقوبات أو ابقائها.  

تعديل

وتقدم السيناتور الديمقراطي السيناتور كريس كونز أمس بتعديل على مشروع قانون كروكر، يقضي بإلغاء بند يطالب إدارة أوباما بتزويد الكونغرس بتقارير دورية عن النشاطات الإرهابية التي ترعاها إيران ضد الولايات المتحدة.

وقد يجتذب هذا التعديل في ما لو تم تبنيه المزيد من الدعم بين صفوف الديمقراطيين لمشروع القانون.

ولتجاوز حق الفيتو لأوباما، فإن مشروع قانون كروكر بحاجة إلى دعم ثلثي مجلس الشيوخ ومجلس النواب. وبافتراض دعم جماعي من الحزب الجمهوري، فهذا يعني الحصول على 13 صوتا من الكتلة الديمقراطية في مجلس الشيوخ، و46 من الديمقراطيين في مجلس النواب. وفي مجلس الشيوخ، وقّع 9 من الديمقراطيين بالفعل باعتبارهم رعاة مشاركين في هذا المشروع.

(طهران، واشنطن - أ ف ب، رويترز)