أكد هاموند أن ما يجري في العراق وسورية يهدد أمن العالم كله، ما يتطلب نضالاً طويل الأمد لاجتثاث هذا الخطر الذي يمثله «داعش»، مشدداً على ضرورة بناء القوة الأمنية العراقية وإعادة تدريبها وتنظيم مواردها ومعداتها، وتزويد المعارضة السورية المعتدلة بالأسلحة لضمان حسم المعركة مع هذا التنظيم.

Ad

علّق وزير خارجية المملكة المتحدة، فيليب هاموند، على احتمال استمرار حرب سورية سنوات طويلة، وما إذا كان ممكنا أن تبقى المنطقة على هذه الحال فترة طويلة، بالقول: «نعترف ونقرّ بأن ما يحدث في العراق وسورية يهدد أمن كل دول العالم، ونعترف بالخطر الأساسي لأمننا القومي، وبالتالي هذا ليس قتالا مع بلد آخر قررنا الانضمام إليه، بل هو قتال خاص بنا جميعا».

وأضاف هاموند أن «رئيس الوزراء البريطاني وصف ما يحدث بأنه نضال جيلي ضد داعش، ونحن لا نتعامل فقط مع قوى عسكرية أو دويلة، بل نتعامل مع فكر وأيديولوجية، ولابد أن نهزم هذه الأيديولوجية قبل أن تستحوذ على جيل كامل، ولهذا فهذا نضال جيلي نحن نخوضه. ويجب أن نتأكد من أننا نحارب هذا الفكر ونقوض هذه الأيديولوجية، كي نتأكد من أن الجيل المقبل لن يتأثر بأيديولجية داعش».

نضال طويل

جاء ذالك في مؤتمر صحافي عقده هاموند أمس مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، والأمين العام لمجلس دول التعاون عبداللطيف الزياني، بعد الانتهاء من الاجتماع الوزاري الرابع للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة، والذي استضافته دولة الكويت أمس.

وقال: «صحيح أنه سيكون نضال طويل الأمد وأساسي، من أجل اجتثاث هذا الخطر من ساحة المعركة، وستكون المدة الزمنية أكثر من ذلك، وقد تستغرق شهورا وسنينا»، موضحا أنهم «في العراق يجب عليهم بناء القوة الأمنية العراقية التي تدهورت بشكل كامل، في النظام السابق، وهذا سيستغرق شهورا طويلة من إعادة التدريب وإعادة تنظيم الموارد والمعدات».

 وأشار الى أنه في سورية، «يتمثل التحدي هناك في بناء ودعم مقاتلي المعارضة، مستخدمين الـ5 ملايين دولار التي صوّت عليها الكونغرس الأميركي، من أجل تعزيز قدرات القوات، مشددا على ضرورة أن يحدث توازن على الأرض في سورية، ما يسمح بتدهور قوة داعش والتوصل الى تسوية سياسية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد».

مطار بغداد

ونفى هاموند أن يكون تنظيم داعش قد سيطر على مطار بغداد، مشيرا الى أنه كان موجودا أمس الأول في مطار بغداد، ولاحظ أنه يعمل بشكل طبيعي، مشددا على ضرورة التحلي بالأمل والوعي، مشددا على أن مطار بغداد آمن بشكل كبير، ولافتا الى إمكان حدوث اختراق أمني لداعش لبعض الأماكن القريبة من المدينة، وأن نشهد بعض العمليات العراقية التي كانت شائعة في العراق في الفترة السابقة، لافتا الى ضررة عدم إعطاء الأمور أكثر من حجمها، مؤكدا في الوقت ذاته أن ضربات قوات التحالف قد أوقفت داعش، وقوضت قواته، وعلينا الآن أن نعيد بناء القوات على الأرض، من أجل استعادة الأراضي التي سيطر عليها التنظيم.

وحول احتمال مشاركة بريطانيا في الضربات الجوية، في حال حدوث السيناريو الأسوأ وفشلت الضربات الجوية، قال الوزير هاموند: التحالف الدولي واسع النطاق، والمعركة ضد «داعش» ستدخل في أشكال عديدة بالسنوات المقبلة، وهناك العديد من الشركاء في هذا التحالف سيضطلعون بأدوار مختلفة، كلها ستكون ذات مهام مختلفة.

 وتابع إن عامل الوضع معقّد، وقد اتفقنا على كيفية تأمين التأثيرات التي نريدها ونحتاج إليها في هذا الصراع، مؤكدا أنهم لن يستخدموا القوات البريطانية البرية في أرض المعركة، لسببين، الأول أن بريطانيا لن تضمن الحصول على الموافقة من الشعب البريطاني على هذا الخيار، فالموافقة مهم أن نحظى بها أولا، والسبب الثاني أننا لا نضمن أنها الطريقة المناسبة لدحر «داعش».

وأضاف أن القوات القتالية الغربية على الأرض في العراق ستغذي الفكر المتطرف لـ «داعش»، لذلك علينا دعم العراقيين وقواتهم الأمنية، وكذلك القوات الكردية، وتعزيز قدراتها وتأمين الدعم الجوي لها والمساعدات التقنية والنصيحة والمعدات لتتمكن من محاربة التنظيم.

التأشيرة البريطانية

وفي ما يتعلق بإعفاء الكويت من التأشيرة البريطانية المسبقة، قال هاموند: ناقشت الموضوع في حوار ثنائي مع الجانب الكويتي، مؤكدا أنهم ملتزمون بتعهدهم بإلغاء التأشيرة المسبقة عن الكويتيين، ولكن هناك مشكلات يواجهها النظام الإلكتروني الحالي المطبق في ثلاث دول خليجية، تتعلق بقواعد البيانات، في بعض الأنظمة الإلكترونية، ما يستجوب ضمان عمل هذا النظام بشكل صحيح وسليم، بعيدا عن أي مشكلات، قبل تطبيقه على الكويت، التي يتم فيها إصدار ما يصل إلى ضعف التأشيرات التي تصدر في الدول الخليجية الثلاث، مضيفا: لهذا السبب، لسوء الحظ فإن ذلك يعني أن العملية ستتأخر، ولن يتم تطبيقها قبل نهاية السنة الحالية كما هو متفق عليه مسبقا، وسيتم تطبيقه مع بداية لسنة الجديدة 2015.

وجدد الوزير هاموند تأكيد التزام بلاده بتعدها المتعلق بإعفاء الكويتيين عن التأشيرة المسبقة، وهناك فريق مختص من الخبراء سيزورون الكويت في الأسبوع الجاري للنظر في المشكلات على أرض الواقع، ونحن نعرب عن أسفنا لهذا التأخير، وإني من هنا التزم بتعهدنا بتطبيق النظام الإلكتروني.

الدولة الفلسطينية

وحول مسألة اعتراف البرلمان البريطاني بالدولة الفلسطينية، قال هاموند: إن هذا الاعتراف ليست له قوة ملزمة لتطبيقه على الحكومة البريطانية، فالحكومة امتنعت عن التصويت.

«الإخوان»

وعن تقرير السفير البريطاني في الرياض بشأن جماعة الاخوان المسلمين، قال هاموند: «علينا ان نفهم من هم الاخوان المسلمون، وكيف يختلفون باختلاف اماكنهم في العالم، وما الذي يفعلونه في المملكة المتحدة، فهذه المسألة معمقة ومعقدة»، مبيناً أنه تم تحديد بعض المشاكل للنظر اليها في بريطانيا، وخصوصا نشاطات الإسلاميين في جامعاتها، حيث «ننظر في تفاصيل هذه المسائل والتزمنا بنشر ملخص عن نتائج التقرير حال الانتهاء منه».

من جانبه، قال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ان الكويت حذرت، منذ البداية، من المخاطر في المنطقة، وبشكل خاص الأزمة السورية، حيث «نبهنا إلى أن تلك الأزمة لن تقف عند تدمير سورية، بل ستمتد الى دول الجوار والمنطقة برمتها، وها نحن الان نشهد ما كنا نحذر منه في البداية».

وقال الخالد، خلال المؤتمر امس، إن هذا الاجتماع كان فرصة للقاء وزراء خارجية دول مجلس التعاون مع الوزير فيليب هاموند، لافتاً إلى أن «المملكة المتحدة ترتبط بعلاقات تاريخية عميقة مع دول مجلس التعاون، وقد اثبتت الايام والاحداث وقوف بريطانيا مع كل ما يدعم امن واستقرار هذه المنطقة، كما كانت تلك فرصة لبحث قضايا سورية واليمن والعراق وليبيا، وبطبيعة الحال موضوع الارهاب».

وأكد أن هناك تقارباً في وجهات النظر بين الجانب الخليجي والمملكة المتحدة، مشيراً إلى «أننا سنقوم في كل مناسبة قادمة باستكمال ما تم بحثه، والاتفاق على الخطوات التي من شأنها تخفيف ارتدادات وتداعيات الاوضاع في المنطقة».

النائب الأول: الكويت في قلب «التحالف الدولي» وتعمل لإنجاحه

عن مشاركة الكويت في العمليات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، قال النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد: أؤكد أن الكويت في قلب التحالف وشاركت في اجتماع جدة ١١ سبتمبر مع دول مجلس التعاون وكان الهدف دعم الحكومة العراقية سياسيا وانسانيا وايجاد السبل الكفيلة بمحاربة التطرف والافكار الهدامة، وشاركت الكويت كذلك في اجتماع باريس لدعم العراق، كجزء من مسؤوليتنا جميعا وستكون لنا زيارة خلال ايام للعراق لدعم وتشجيع الحكومة العراقية على تنفيذ برنامج وحدة العراق ومشاركة كل مكونات الشعب العراقي.

واضاف انه «في ما يتعلق بالارهاب كلنا لا نقيس بدور اكبر ودور اصغر وكلنا متحدون لمحاربة هذا الفكر الهدام بكل الوسائل المتاحة للدول في هذا التحالف من اجل تحقيق الاهداف التي وضعت لهذا التحالف، ونحن في التحالف نعمل بكل ما نستطيع لانجاح عمله واهدافه».