تسود حالة من الترقب الشارع المصري، اليوم انتظاراً لجلسة النطق بالحكم على الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونجليه جمال وعلاء، ووزير داخليته حبيب العادلي، و6 من كبار مساعديه، في قضية قتل المتظاهرين إبان ثورة يناير 2011، وسط حالة من الاستنفار الأمني الموسع.

Ad

مصدر قضائي مسؤول قال لـ«الجريدة» إن رئيس المحكمة المستشار محمود كامل الرشيدي، سيقدم شرحاً موجزاً لأسباب حكمه، وأوضح المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لـ«الجريدة» أن أسباب الحكم كُتِبت في أكثر من ألفي ورقة، يستعرض فيها رئيس المحكمة الإجراءات التي اتخذتها المحكمة للتحقيق في القضية وما دار بجلسات إعادة المحاكمة.

وكانت هيئة المحكمة مدت أجل النطق بالحكم في القضية، خلال جلسة 27 سبتمبر الماضي، إلى جلسة اليوم (السبت)، لاستمرار المداولة بين أعضاء هيئة المحكمة، فضلاً عن الانتهاء من كتابة أسباب الحكم، حيث وصلت أوراق القضية بحسب فيلم تسجيلي عرضته المحكمة، إلى 160 ألف ورقة، تضمن أوراق ومستندات القضية، وأقوال وشهادات الشهود، ودفاع المتهمين والمدعين بالحق المدني.

وتعد القضية التي وصفها المستشار الرشيدي بـ»قضية وطن»، هي الأكبر في تاريخ المحاكم المصرية، حيث امتدت جلساتها إلى أكثر من 3 سنوات، استمعت المحكمة فيها لشهادات شخصيات بارزة على رأسها وزير الدفاع الأسبق المشير محمد حسين طنطاوي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الفريق سامي عنان، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء محمد فريد التهامي، وسلفه اللواء مراد موافي، ويحق للنيابة العامة ودفاع المتهمين الطعن على الحكم. ويواجه مبارك ثلاث جرائم مختلفة، كان قد حكم عليه في إحداها بالمؤبد وهي قتل المتظاهرين، وأخرى سقطت بالتقادم وهي قبول الرشوة واستغلال النفوذ دون وجه حق من رجل الأعمال حسين سالم، والثالثة حصل فيها على البراءة، وهي الخاصة بإهدار المال العام عبر تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل، قبل أن تسقط محكمة «النقض» (أعلى درجات التقاضي في مصر) الحكم وتأمر بإعادة محاكمته.

الخبير الدستوري المحامي، شوقي السيد، رفض توقع الحكم، قائلا لـ«الجريدة»: «لا يستطيع أحد التنبؤ بالحكم»، مطالباً باحترام أحكام القضاء، في حين قال مدير «منظمة الإصلاح الجنائي» محمد زارع، إن مبارك لم يتم محاكمته على جرائم الفساد التي سببها لمصر خلال 30 عاماً، مطالباً بمحاكمات ثورية لمبارك وأعضاء نظامه.

صفحات التواصل الاجتماعي شهدت منذ أمس موجات سخرية واسعة، مع تزايد توقعات النشطاء بحصول مبارك على براءة، حيث قال أحد النشطاء: «الحرية للمناضل مبارك والجحيم للثوار».