محاضرو «نظرة استراتيجية» في الجامعة: منع اختراق الجزيرة العربية يحفظ أمننا
الفرج: إيران قد تثير القلق من خلال خلايا إرهابية سرية نائمة تؤدي إلى انهيار البورصة
اتفق محاضرو ندوة «منطقة الخليج العربي: نظرة استراتيجية» أمس، على أن الأمن يقوم بمنع اختراق الجزيرة العربية، وأن إيران قد تثير القلق من خلال خلايا إرهابية وغيرها سرية نائمة.
نظّم مركز دراسات الخليج في جامعة الكويت ندوة بعنوان "منطقة الخليج العربي: نظرة استراتيجية"، حاضر فيها مدير مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية، د. سامي الفرج، وقائد القوة الجوية الأسبق، اللواء ركن طيار صابر السويدان، في ديوانية نادي الجامعة بمنطقة الشويخ.وخلال الندوة، أكد الفرج أن للدولة استراتيجية عليا تسخر من أجلها الاستراتيجيات الصحية والاقتصادية والمالية للحفاظ على دول المنطقة، مشيرا إلى عدد من الامور المتصلة بها، وهي أن "امننا يقوم على منع اختراق الجزيرة العربية سواء كان فارسيا أو غيره، وضرورة الحفاظ على توازن منطقة الخليج والشرق الأوسط والعالم، لأننا ضد تغيير خرائط العالم". وأضاف أن "دول الخليج لا تدخل حربا إلا عندما يكون ما نتوقعه بعد شن الحرب سيكون أكثر سلاما مما سبقها"، لافتا إلى "ان الاستراتيجيات تشمل وجوب الاستثمار للحفاظ على الروح الوطنية، فالأخطار المحدقة بنا ليست بالضرورة عسكرية، لذا فإن الردود المتعلقة بأمننا الوطني ليست محدودة بالنطاق العسكري".وأوضح أن "علينا أيضا أخذ ثقلنا وحجمنا في العالم بعين الاعتبار، وأن ندركه ونحافظ عليه، فنحن نعرف حدود إمكاناتنا، لذا يجب ألا يتم استدراجنا من منطقة لأخرى، على سبيل المثال خلال حربنا في اليمن، علينا ألا نفكر في ما يحدث في سورية أو في ما يفعله (داعش) بالعراق، لكون الأمر يتطلب قدرات استراتيجية، وهو الخطأ الذي وقعت فيه إيران"، مشددا على ضرورة عدم إغفال عامل الوقت، ومن ثم الحرص على إنجاز الأمور سريعا مع مراجعة المدركات والاقتناع بها أكثر واكثر.أزمة المخدراتوأشار الى ان "ما يحدث للشعب اليمني ليس بسببنا، فهم يعانون منذ عام 2011، و60 في المئة منهم عاطلون عن العمل، إلى جانب تفشي أزمة المخدرات (القات)، لافتا إلى وجود محاولات سابقة لتسريب المخدرات إلى السعودية، مؤكدا ضرورة الاستفادة من عامل الوقت في إنجاز الاهداف من أجل التفرغ للخصوم، فإيران اليوم مشغولة بالاتفاق النووي، والذي سينتهي لمصلحتها، وسيسمح لها بإنتاج قنبلة نووية، ولكنها ليست بحاجة إلى قنبلة نووية لتهديدنا، إنما بإمكانها ذلك من خلال قدراتها التكنولوجية".حوار الإراداتوفي معرض رده على سؤال "هل على الكويت أن تخاف من تهديد إيراني في ظل عاصفة الحزم"، ذكر ان "الأمر يعتمد على كيفية رد إيران علينا، وهو ما يسمى بحوار الإرادات، وحتى ننجح علينا هزم عقيدة الخصم في النصر، وهزم قدرته على مواصلة القتال، وذلك مبتغانا الآن"، مشيرا إلى أن ايران قد تثير القلق من خلال خلايا إرهابية وغيرها سرية نائمة، أو قد تعمل بشكل يؤدي إلى إنهيار اسعار البورصة، "وأنا شخصيا أفكر في مرحلة ما بعد عاصفة الحزم، والهالة التي خلقناها، وأخاف من أن يضعف التحالف بسبب خلافات داخلية". ومن جانبه، تحدث قائد القوة الجوية الكويتية الأسبق، اللواء ركن طيار صابر السويدان، في محاضرته عن المراحل التي مر بها الخليج العربي مع تطور النفوذ البريطاني، ودور النفط في الصراع الاميركي- البريطاني على الخليج، وأهمية الخليج في القرون الماضية، إضافة إلى المتغيرات الحاصلة فيه بالقرنين الأخيرين سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وأمن الخليج بين التحديات، وأمنه بين الامكانات والسيطرة على بؤر التوتر.مراحل تطوروأفاد السويدان بأن الخليج العربي مر بمراحل تطور اختلفت على حسب القرون، لافتا إلى انه قبل منتصف القرن التاسع عشر لم تكن هناك اهمية للخليج العربي لعدة أسباب، منها وعورة الطرق وعدم وجود شبكة مواصلات تربط شماله بجنوبه، والطقس الصحراوي القاسي، إضافة إلى انعدام الموارد الطبيعية، وأنه بعد منتصف القرن التاسع عشر تم اكتشاف اهمية الموقع الاستراتيجي له بين 3 قارات، تمثل نقطة التقاء التجارة المختلفة خاصة من بريطانيا الى الهند.وأوضح انه في النصف الاول من القرن العشرين شهد الخليج على ارتفاع نفوذ بريطانيا بعد الانتصار في الحرب العالمية الاولى، ما ادى الى القضاء على النفوذ البرتغالي، والدخول في نزاع مع النفوذ الهولندي، ومواجهة القوة الفرنسية، ومحاولة تقاسم مناطق النفوذ وغيرها، أما في القرن العشرين فاحتضن الخليج بزوغ دور الولايات المتحدة الاميركية، والاكتشافات النفطية وبدء تصديره، وارتفاع المد القومى للدول وحركات الاستقلال وكذلك استقلال الكويت عام 1961، وأزمة عبدالكريم قاسم لغزو الكويت عام 1961، وانسحاب بريطانيا من الخليج عام 1971. وأضاف أنه في القرن الواحد والعشرين كانت هناك تأثيرات مثيرة على الخليج، منها تأثير أحداث 11 سبتمبر، وحرب تحرير العراق 2003، والنتائج اللاحقة، وإرهاب ما بعد تحرير العراق "القاعدة/ داعش"، وعملية عاصفة الحزم 2015، والتأثير المحتمل للاتفاق النووي بين الغرب وايران.السويدان: لا أخطار عسكرية على الكويت بسبب «الحزم»نفى قائد القوة الجوية الكويتية الأسبق اللواء ركن طيار صابر السويدان وجود أخطار عسكرية على الكويت في ظل مشاركتها في "عاصفة الحزم"، مشدداً على أن تلك الحملة "ناجحة بشكل كبير لأنها استطاعت تحقيق العديد من الاهداف على الأرض".وتوقع السويدان، في تصريح على هامش ندوة "منطقة الخليج العربي... نظرة استراتيجية"، أن تنتهي حملة عاصفة الحزم قبل رمضان، مبيناً أنه من الصعب التنبؤ بضرورة التدخل البري، "حيث يجب تقييم الوضع أولا والتحرك وفق الأهداف الموضوعة".