بات مضيق باب المندب الاستراتيجي بين خليج عدن والبحر الأحمر حيث يمر قسم لا يستهان به من الملاحة الدولية في متناول المسلحين الحوثيين الذين يتقدمون في جنوب غرب اليمن بشكل عام، وأصبحوا على بعد خطوات معدودة من الساحل المطل على المضيق.

Ad

ويقع المضيق الذي يفصل الجزيرة العربية عن إفريقيا على مقربة من مدينة تعز التي سيطر الحوثيون أمس الأول على مطارها ويسعون إلى السيطرة عليها بشكل كامل.

وأفادت مصادر أمنية أمس الأول بأن تشكيلات من المسلحين الحوثيين كانت في طريقها إلى ميناء المخاء، على بعد 80 كيلومترا غرب تعز، وهي مطلة بشكل مباشر على مضيق باب المندب.

بُعد دولي

هذا السيناريو يعطي النزاع في اليمن بعدا دوليا، لأن القوى الكبرى لا تستطيع أن تقبل سيطرة مجموعة مرتبطة بإيران على مضيق باب المندب خصوصا أن طهران تسيطر في الأساس على مضيق هرمز، وهو المضيق الاستراتيجي الآخر الذي يربط بين الخليج وبحر العرب.

وقال المحلل السياسي اليمني باسم الحكيمي «في هذه الحالة، ستكون إيران المستفيد الرئيسي، وستمتلك ورقة للضغط على القوى الكبرى في مفاوضاتها حوال الملف النووي».

وأضاف المحلل أن «السعودية بدورها ستواجه مشكلة، لأن صادراتها النفطية إلى الأسواق الآسيوية تمر عبر باب المندب»، مضيفاً أن «إيران ستحظى بهذه الطريقة بوسيلة ضغط على الرياض». ويقع باب المندب على مسافة 150 كيلومترا غرب مدينة عدن.

ويسير الطريق بين عدن وباب المندب في خط مواز للشاطئ، ويغيب عنه أي وجود ملموس للقوات الحكومية بحسب مراقبين يمنيين.

ويتمتع باب المندب بأهمية استراتيجية بالنسبة لعدد من الدول مثل مصر وإسرائيل إضافة إلى الدول الكبرى.

وتملك الولايات المتحدة قاعدة في جيبوتي على الضفة الغربية لمضيق باب المندب، كما تملك فرنسا حضورا عسكريا قديما في جيبوتي.

مصر وإسرائيل

وبالنسبة للقاهرة، فإن «باب المندب» هو المدخل إلى قناة السويس التي تعتبرها «خطا أحمر» على حد قول السفير المصري في اليمن يوسف الشرقاوي.

ويشكل التهديد الحوثي لباب المندب مصدر قلق لإسرائيل المطلة على البحر الأحمر، لاسيما عبر ميناء إيلات.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الأميركي في الثالث من مارس إن «التهديدات» الإيرانية تعني «العالم بأسره»، مضيفا أن طهران تسعى إلى ابتلاع دول، مشيرا بشكل خاص إلى «المضيق الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر.

(عدن ــ أ ف ب)