الجيش البريطاني يعترف بخطأ تقييم العمليات بافغانستان
اعترف قادة القوات المسلحة البريطانية اليوم بأنهم أخطأوا في تقييم حجم المهمة العسكرية وتعقيداتها قبل قرارهم المشاركة الى جانب الولايات المتحدة في غزو افغانستان.
وقال القائد السابق للجيش البريطاني الجنرال سير بيتر وول في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان "قادة القوات البريطانية اعتقدوا انه لديهم ما يكفي من القوة لبلوغ الاهداف التي اريد تحقيقها من المشاركة في الحرب ضد افغانستان".واوضح انه تم وضع خطط عسكرية بعدد "معقول" من القوات من اجل تحقيق أهداف محدودة مضيفا انه "يعترف اليوم ومن تلقاء نفسه بأن تلك الخطط كانت خاطئة".من جانبه اكد رئيس أركان الجيش البريطاني الأسبق الجنرال سير ريتشارد دانت ان "الاعتقاد الذي كان سائدا بإمكانية خفض عدد القوات البريطانية في العراق الى حوالي 1000 او 1500 جندي بحلول عام 2006 كان خاطئا ايضا".وقال ان تدهور الأوضاع الامنية في العراق عام 2005 خلط حسابات قادة الجيش حيث صعب نقل الجنود من العراق الى افغانستان معتبرا ان بريطانيا لم تكن قادرة على المشاركة بكفاءة في حربين متزامنتين. واكد دانت الذي قاد القوات الدولية لحلف شمال الاطلسي (ايساف) في افغانستان حتى عام 2007 انه "كان ينبغي على بريطانيا مراجعة قرارها بقيادة عمليات عسكرية كبيرة في جنوب افغانستان عام 2006".وأقر بأنه وجد نفسه في وضع "صعب للغاية" بسبب قلة جنود الاحتياط ومحدودية العتاد العسكري مضيفا انه لم تضع تحت تصرفه حتى طائرة لمراقبة مناطقه العسكرية التي يشرف عليها في مقاطعة هلمند جنوبي افغانستان.وقال انه "كانت هناك اخطار حقيقية بإمكانية عجزنا عن دعم جزء من قواتنا .. كان من المحتمل ان تقطع السبل بإحدى الكتائب العسكرية لنجدها قد أبيدت عن اخرها".بدوره ذكر قائد القوات البرية البريطانية في افغانستان عام 2006 الرائد ايد باتلر ان القوات البريطانية "كانت غير جاهزة وغير مجهزة ايضا والاخطر من ذلك لم تكن لدينا استراتيجية عسكرية واضحة يمكن ان تحقق أهدافا ناجحة".وبالرغم من هذه الاعترافات التي تنشر لاول مرة اعتبر قادة الجيش البريطاني فان ما سيتحقق في افغانستان من أهداف على المدى الطويل يجعل العمليات العسكرية التي جرت هناك "تستحق كل ذلك العناء".يذكر ان بريطانيا فقدت 453 جنديا بجانب جرح الاف اخرين منذ بداية العمليات العسكرية في افغانستان في أكتوبر 2001.