اختتم مؤتمر الاتصالات الخاص بأعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بمشاركة 14 دولة، ولفت خلاله ستينغل إلى أن هناك تنسيقاً معلوماتياً ضمن خطة محاربة التنظيم، التي تأتي بشكل مكمل للعملية العسكرية تجاهه.

Ad

أكد مبعوث الرئيس الأميركي الخاص بشؤون التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الجنرال جون ألن، ضرورة تنسيق العمل لمواجهة التطرف في المنطقة وما يتعدى حدودها الإقليمية.

ودعا ألن حلفاء بلاده الذين يشاركونها الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية ضمن تحالف دولي عريض، الى توسيع نطاق هذه الحرب لتشمل "الإنترنت".

وقال في افتتاح الاجتماع المخصص لمواجهة دعوات تجنيد مقاتلين لـ"داعش" عبر مواقع التواصل، إن هذه الدعوات تشكل "حربا رهيبة تهدف الى تجنيد وإفساد عقول أشخاص أبرياء".

واعتبر أن تنظيم الدولة الإسلامية "لن يهزم حقا إلا عندما يتم إسقاط شرعية رسالته الموجهة الى الشباب الذين لديهم نقاط ضعف".

وقال ألن إن "التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية يتطلب مقاربة شاملة ومنسقة على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، وذلك عبر دمج العمل العسكري وتطبيق القانون والاستخبارات والوسائل الاقتصادية والدبلوماسية".

وأضاف: "نحن هنا لنبحث في سبل إلحاق الهزيمة بسياسة التنظيم ولمواجهة نشاطه في المجال الافتراضي عبر الشبكة".

وأشار الى أن هناك خمسة جوانب للتعاون ستقضي في النهاية على عهد تنظيم الدولة الإرهابي، والتي تتضمن دعم الشركاء العسكريين، وقطع الدعم المالي عنه، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إلى صفوفه وتوفير الدعم الإنساني.

وقال إن وكلاء "داعش" الذين يعملون عبر شبكة الإنترنت يقدمون أنفسهم على أنهم ممثلون حقيقيون ومنتصرون للإسلام، ويريدون تصوير أنفسهم كفائزين وكقادة حقيقيين جديرين بالدعم المادي الذي يغري المقاتلين الأجانب ويوجههم نحو التطرف.

وأضاف أن كل دولة شريكة في التحالف لديها دور فريد وحيوي في هدم تلك الصورة، بما يتماشى مع ثقافتها ودينها وأعرافها المحلية.

جاذبية «داعش»

من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الأميركية للدبلوماسية الشعبية والشؤون العامة، ريتشارد ستينغل، أن "أعداد الأشخاص الذين ينضمون الى تنظيم داعش في انخفاض، ونشهد اليوم تراجعا لأعداد المنضمين الى التنظيم"، مضيفا "أننا تكلمنا اليوم (أمس) عن إزالة الشرعية عن جاذبية الانتماء الى "داعش"، موضحا أن "التنظيم عمل لأشهر طويلة على إظهار صورة خاطئة، حيال التنسيق وحيال منظمة منسقة تتضمن عدة أشخاص، وسمعنا أكثر من المقاتلين الذين تركوا التنظيم، أن أيديولوجية داعش وهمية خاطئة وغير صحيحة، ولقد ناقشنا هذه الفكرة مرارا وتكرارا".

وقال ستينغل، في مؤتمر صحافي ظهر أمس، عقب اختتام مؤتمر الاتصالات الخاص بأعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، والذي عقد بالكويت أمس، "إننا نعمل في الواقع على الحصول على الأعداد، ولكننا نعتقد أن جاذبية داعش تراجعت"، وبسؤاله عما إذا كان الاجتماع بسبب ازدياد عدد الأشخاص الذين ينتمون الى "داعش" ولاسيما من الغرب، قال إن عدد المقاتلين الأجانب تراجع، وعملنا اليوم هو تحديد أفضل الوسائل لنوقف ذهاب المقاتلين وانضمامهم الى التنظيم، وإلى تصحيح الصورة الخاطئة التي يبثها التنظيم".

وأضاف أن التحالف العسكري يعمل على ساحة القتال ضد التنظيم بشكل يومي، ومنذ البداية قام الشركاء في التحالف بالتشديد على أهمية الحصول على تحالف في مجال الحيز الإنساني والفضاء الإلكتروني الذي يكمل عمل التحالف العسكري، مؤكدا في الوقت ذاته أن العمل المشترك في ساحة القتال لابد من تعزيزه بإضافة العمل في مجال الفضاء الإلكتروني، وكما قال الجنرال ألن إن النصر على "داعش" يأتي في وقت أسرع إذا ما عملنا في محاربة التنظيم ضمن الحيز المعلوماتي.

وقال إن الاجتماع اليوم (أمس) كان بداية طريق طويل في هذا الصدد، وبداية تأسيس هذا التحالف للعمل المعلوماتي، ونجحنا في هذا الاجتماع، ورأيتم أننا توصلنا الى اتفاق كبير ونقاط مشتركة بين الدول المشاركة، وخاصة أننا نواجه عدوا مشتركا، مضيفا "نحن اليوم نناقش طرقا للعمل في مجال الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة هذا التنظيم، وأفكاره وأيديولوجيته على الساحة".

دخول بري

وفي رده على سؤال عما إذا كانت الضربات الجوية لم تتوصل الى نتيجة، وهل هناك توجه الى استخدام القوات البرية، وهل من ضمانات أمنية تقدم لدول المنطقة إذا تم هذا الشيء، أكد ستينغل "أننا هنا اليوم لمناقشة الشأن المعلوماتي على الإنترنت، وليس الشأن العسكري، مضيفا أن ما رأيناه هو أن المبادرات العسكرية كانت فعالة، وتمكنت من الحد من انتصار "داعش"، متوقعا أن الاجتماع يتم لإضافة التعاون المعلوماتي على التحرك العسكري، مبينا "أننا في حربنا ضد داعش تتطلب الحرب العمل ليس فقط على الصعيد العسكري وإنما الإلكتروني أيضا".

 حرية التعبير

أما بخصوص ضمان عدم استخدام الأنظمة للتحرك المعلوماتي ضد "داعش" لقمع حريات التعبير في وسائل الاتصال، فأكد أن كل الشركاء في التحالف اعتمدوا مبدأ حرية التعبير، ولدينا ايضا علاقة وثيقة بين الخصوصية والسلامة وبين الخصوصية والحرية، بهدف مكافحة التنظيم، مضيفا أن أي طرف لم يرغب في تقويض حرية التعبير وحرية الإعلام، مؤكدا أن هذا ليس هدف اجتماع اليوم، ومبينا أن حرية التعبير بحد ذاتها تكافح

وتناهض أيديولوجية داعش، وأعتقد أننا توصلنا الى اتفاق بهذا الشأن وحساسيته.

وأضاف: لقد ناقشنا مع الجنرال ألن موضوع الحريات، وشدد الجنرال على أن الحملات ضد "داعش" هي الخطوة الأولى وليست الوحيدة، ولكنها خطوة طارئة، مضيفا أن هذه الأولوية هي التي دفعتنا الى الاجتماع اليوم، وهذه الخطوة هي الأولى، ولم نتخذ بعد أي خطوة إضافية ضد نظام بشار الأسد، موضحا أن ما قاله الجنرال هو التوصل الى حل سياسي فقط.

سورية والعراق وإيران

وبشأن إجراءات التحالف لمواجهة هجرة الأوروبيين الى سورية والعراق للمحاربة مع "داعش"، وأين إيران من تحركات التحالف ولاسيما أنها لاعب أساسي في المنطقة، أوضح ستينغل أن مسألة المقاتلين الأجانب مسألة مشتركة بين الجميع من الشركاء والحلفاء، مضيفا أننا اليوم ركزنا على التقنيات الفعالة لوقف تجنيد المقاتلين الأجانب مع "داعش"، وركزنا على كيفية وقف اجتذاب التنظيم لهم، وأعتقد أن كل بلد يعمل على هذا بشكل فردي، مضيفا أن المناقشة الجماعية تتم لبيان الممارسات الناجحة والفاشلة في هذا الموضوع، لذلك انخرطنا مع كل الشركاء في هذا المجال.

أما بشأن دور إيران في المنطقة، فأكد أن إيران من اللاعبين الأساسيين في المنطقة، ولدينا مصالح مختلفة معها حول هزيمة "داعش"، وفي هذه المرحلة نحن نرحب بكل الأطراف التي تريد المشاركة معنا لهزيمة التنظيم.

فرناندو: رد فعل تقني بخصوص التمويل

قال منسق بالمركز الاستراتيجي للاتصالات الأميركية البارتو فرناندو إن نتائج الاجتماع كانت مختلفة، واتفق الحضور على التزام بمواصلة إرسال رسالة قوية وموحدة ضد تنظيم داعش.

وفي ما يخص تمويل التنظيم من قبل أشخاص بالكويت وقطر قال فرناندو: الأمر ليس فقط بالتمويل، والتميز كان على التعاون والعمل معا بطرق جيدة وملموسة لمحاربة التنظيم، مبديا ارتياحه لأن تكون النتائج إيجابية مستقبلا.

وحول دور دول الخليج ونظرة الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم، قال نحن سنعمل معا في مجال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا الى وجود "داعش" في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام لإيجاد طرق قوية والكشف عن الصورة الخاطئة للتنظيم، لذلك هو ليس عمل دول الخليج وحدها، ولا عمل الولايات المتحدة وحدها، وإنما هو عمل جماعي لدول التحالف لكشف الغطاء عن الدعاية الإعلامية للتنظيم.

وحول تصريح ستينغل بتناقص أعداد المنخرطين في "داعش" وإمكان التخلص من التنظيم بسهولة، قال إن القضاء على "داعش" يحتاج الى بعض الوقت، ونحن الآن في المرحلة الأولى وفي بداية الحملة ضده، حيث إنه في بداية الحملة لم تكن هناك نتيجة، لكن الآن نلمس نتائج، ولدينا رد فعل تقني بخصوص التمويل، ونحن لا نريد أن نبالغ، ولابد من الصبر للوصول الى نتائج إيجابية.

وحول مدة الحملة للقضاء على "داعش" قال: الله وحده يعلم ذلك.