لا يبدو أن أحداً من المارة في شارع كورنيش النيل، قرب المتحف المصري، يلتفت الآن إلى مبنى "الحزب الوطني" المُحترق، على يد الثوار، عشية ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت نظام الرئيس الأسبق، حسني مبارك، قبل أربعة أعوام، على الرغم من أن هذا المبنى كان قبل أربعة أعوام محط أنظار الجميع، داخل مصر وخارجها.

Ad

المبنى المكوَّن من 15 طابقاً، لا تزال آثار الحريق بادية على جدرانه الخارجية إلى اليوم، مع اقتراب الذكرى الرابعة للثورة، كأنَّ النيران التي اندلعت فيه ـ قبل أربعة أعوام ـ كانت دليلاً على مدى الظلم الذي حاق بالمصريين، بسبب قادة الحزب "المنحل"، الذين يسعى بعضهم إلى الترشح في البرلمان المقبل، تاركين المبنى القديم وحده يبحث عن دور جديد.

شعار "من أجلك أنت"، الذي كان رمزاً لسلطة ما قبل الثورة، بات محترقاً الآن، في حين يحرسه أربعة جنود من القوات المسلحة، وسط ما تبقى من رماد وتراب وقمامة، ووسط أرضيات محطمة، وأسلاك كهربائية معلقة، وأسقف منهارة، لا تزال تحتفظ بدخان أسود، من أثر الثورة.

المبنى بدا ساكناً تماماً، على الرغم من موقعه الاستثنائي على نهر النيل، قرب ميدان التحرير، الأمر الذي جعله محطَّ أنظار أجهزة الدولة والحكومة والمستثمرين، خاصة في موقعه المتميز، إلى درجة دفعت المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الحالي، إلى القول ـ في أحد لقاءاته التلفزيونية ـ إنّ "هناك نية لتحويل المبنى إلى حديقة تنضم للمتحف المصري، تفعيلاً للمادة 49 من دستور 2014، الذي يلزم الدولة بالحفاظ على الآثار".

وفي حين اقترح البعض أن يتضمن مشروع قانون جديد، لـ"مفوضية العدالة الانتقالية" مادة تتيح إنشاء متحف لتخليد الجرائم السياسية، على غرار الموجود في جنوب إفريقيا، قال مجدي الدقاق عضو أمانة التثقيف في الحزب المنحل، إن المبنى المحترق جزء من تاريخ مصر منذ اتخذ مقراً للاتحاد الاشتراكي أيام الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، مروراً بـ"حزب مصر" أيام الرئيس الأسبق أنور السادات والحزب "الوطني" في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك.

الدقاق أكمل حديثه بنبرة حزن قائلاً: "هذا كلام هزلي، المتحف يكون لائقاً بالإخوان وجرائمهم السياسية في قتل المواطنين وأفراد الشرطة المصرية في الشارع، أو يبقى "متحف شمع" أحسن".