فنانات الخط العربي يتألقن في القاهرة وتكريم رائدات النحت والتصوير

نشر في 16-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 16-04-2015 | 00:01
{خمسة إلا واحد}... إطلالة تشكيلية بأنامل أنثوية

شهدت القاهرة فعاليات تشكيلية لفنانات من أجيال مختلفة، توزعت بين ورشة فنية للخط العربي في مكتبة القاهرة، وتكريم رائدات النحت والتصوير من خريجات كلية التربية الفنية في معرضها السنوي الثاني بمركز الجزيرة للفنون، ومعرض «خمسة إلا واحد» في قاعة راتب صديق بأتيليه القاهرة، وسط حضور لفيف من الفنانين ونقاد ومحبي الفنون الجميلة.
احتفلت كلية التربية الفنية في مصر بمعرضها السنوي الثاني بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية المصرية، وشارك في فعالياته 180 فناناً وفنانة من الأساتذة والخريجين، وشهد تكريم الرائدات: د. جاذبية سري، د. عايدة عبد الكريم، د. زينب السجيني، والفنان د. صبري عبدالغني، وعرض مجموعة من أعمالهم المتفردة في الرسم والتصوير والنحت.

بهذه المناسبة قال عميد الكلية د. محمد أسحق إن المعرض إطلالة متفردة على أعمال رواد الكلية وفنانيها الشباب في الحركة المعاصرة، وتواصل الأجيال لإثراء الحياة الثقافية، وطرح اتجاهات وأساليب إبداعية لها بصمتها في الحاضر والمستقبل الفني.

يذكر أن كلية التربية الفنية أسهمت في تخريج أجيال من الفنانين، وأدت دوراً كبيراً في إثراء الحركة التشكيلية العربية، مكرسةً مناهجها لصقل الموهبة بالعلم والتجريب، ناهيك بأنها طيلة تاريخها الأكاديمي غيرت كثيراً من المفاهيم الفكرية والفلسفية والجمالية، وكانت بيئة خصبة للأبحاث والدراسات، والتحول في التوجهات والتقنيات الفنية.

مفهوم الملامح

في سياق متصل، استضافت قاعة راتب صديق في أتيليه القاهرة معرض {خمسة إلا واحد} للفنانات أماني الشيخ وشيرين البارودي ونهاد الحجازي ونهى نايل، وحضرت الافتتاح كوكبة من الفنانين التشكيليين من بينهم د. أحمد نوار ود. صلاح المليجي.

أوضحت الفنانة شيرين البارودي أن عنوان المعرض {خمسة إلا واحد} جاء بعد رحيل الفنان د. محمد هيكل، وكانت مقررةً مشاركته بأعماله المتفردة، موضحةً أنه سيظل حاضراً بإبداعه، ودوره المتميز في الحركة التشكيلية المصرية.

قدمت البارودي 29 لوحة تصويرية بخامات متعددة على الورق، تجسد جزءاً من تجربتها البحثية، وارتباطها بنظريات وفلسفات ورؤى اجتماعية ونفسية، وثقافات حول مفهوم الملامح، وتناغمها مع المعادل البصري للوحة.

 كذلك جاءت أعمال الفنانة نهاد الحجازي محملة بشحنات عاطفية، ومليئة برموز ودلالات، واستخدمت الألوان كأداة تعبيرية موحية بالمزاج الشعوري، وتراوحت بين درجات البني والأزرق المائل إلى الرمادي، معبرةً عن تمازج الشكل والمضمون، وطرح أفكار مغايرة للنسق الكلاسيكي، والارتحال التلقائي بين السوريالية والتعبيرية والتجريدية.

أدى الخيال دوراً رئيساً في لوحات الفنانة أماني الشيخ، ولفتت إلى أنه كي نصل إلى تحقيق الأفكار لا بد من أن نعيش هذا العالم المفارق للواقع بأدق تفاصيله، كجزء من كيان الإنسان وثقافته، وهو بعض من المشاعر الإنسانية، وقد نتمادى فيها فتذهب بنا بعيداً إلى فضاء أبعد من الحدود النمطية بل من إدراك العقل، وهناك نبحث عن العلاقة بين الطبيعة وما وراءها.

من جهتها قدَّمت الفنانة نهى نايل مجموعة من أعمالها التجريدية التعبيرية، بتناغم المخزون الداخلي من خبرات شعورية ومعرفية، واستلهام خصائص بيئية، إضافة إلى التمازج بين المشاعر الإنسانية ودرجات اللون الموحية بالحزن الشفيف.

التراث المعماري

 أما مكتبة القاهرة الكبرى فاستضافت ورشة فنية للخط العربي بمشاركة عدد كبير من الفنانات،  وحضور الدكتور إسماعيل سفير كوسوفو لدى القاهرة، ود. أشرف رضا رئيس مجلس إدارة مؤسسة أراك للفنون والثقافة، وسارة السهيل الأديبة والباحثة في مجال حقوق الإنسان والطفل، والفنان صلاح عبد الخالق المشرف على الورشة والمعرض.

لفت مدير مكتبة القاهرة ياسر عثمان إلى أهمية تلك الفعاليات وضرورة الاهتمام بإبداع المرأة في المجالات كافة، واكتشاف المواهب الشابة، فضلاً عن تمكين المبدعات من التواصل مع الجمهور، وطرح أعمالهن من خلال مشاركة فاعلة في الحياة الثقافية. وقالت الباحثة سارة السهيل إن المعرض تعبير حقيقي عن  دور الفن عبر التاريخ العربي، والزخارف الإسلامية وتأثيرها على فن الخط  العربي، وتجسيد للتبادل الحضاري الفني والثقافي عبر الفتوحات، ووشائج الفن المعماري والتشكيلي.

دعت السهيل إلى دعم المؤسسات الثقافية العربية للموهوبين في الآداب والفنون، والحفاظ على الطابع التراثي المعماري المميز للحضارة العربية، بالإضافة إلى ضرورة تشكيل لجان تنسيق بين الفنانين والجهات المعمارية والهندسية، والتقنين الجبري لتجميل المدن وإعطائها طابعاً شرقياً يشبه حضارتنا وتراثنا.

وتابعت: {انتقال الخط العربي إلى الفن المعماري ليس ببعيد فهما مكملان لبعضهما البعض. الفن المعماري أساسه الزخارف الإسلامية. لفتتني في المعرض فنانة كتبت بالخط العربي بطريقة غير متساوية، وهي لوحة لو نفذت على شكل معماري أو تمثال ستكون رائعة}.

في الوقت نفسه، أضافت السهيل، {المباني التي نراها مثل ناطحات السحاب جميلة، لكن لا رابط بينها وبين تراثنا العربي والإسلامي. لدينا السجاد العجمي والزخارف في الجوامع التركية والزخارف بالأحرف الكردية الإسلامية الباكستانية، المباني المكتوب عليها بأحرف من القرآن! لماذا لا نستخدم ما لدينا نحن في فننا المعماري؟ يجب أن نوظف الفنانين في تزيين البلد وإعادة ترميمه لنستفيد من خبراتهم}.

 وتمنت سارة السهيل من المسؤولين في وزارة الثقافة في مصر وشقيقاتها العربية العراق والأردن وتونس وغيرها أن يستفيدوا من مواهب المبدعين.

وبعد ذلك وزَّع كل من الأديبة سارة السهيل والدكتور أشرف رضا ومدير مكتبة القاهرة ياسر عثمان  وسفير كوسوفو في القاهرة شهادات تقدير للفنانات المشاركات في معرض {فن الخط العربي}، والتقطت بعد ذلك الصور التذكارية  للضيوف والمشاركين في المعرض.

back to top