بعد 3 أيام من المعارك التي أسفرت عن مقتل 11 عسكرياً على الأقل، بينهم ضباط، انتهت المواجهات في مدينة طرابلس عاصمة الشمال اللبناني، بعد انتشار الجيش في كل أحياء المدينة، وخصوصاً باب التبانة.

Ad

وبدأ الجيش، أمس، تنفيذ مداهمات في "مربع منصور ومولوي" وعدد من أماكن وجود المسلحين المحتملين في أحياء التبانة.

 كما قامت عناصر منه بتفجير قنابل غير منفجرة في شارع برغشة في التبانة.  

ونفت قيادة الجيش، في بيان أمس، حصول "أي تسوية في طرابلس لوقف المعركة"، واعتبرت أن "ما قيل يدخل في إطار الاستغلال السياسي للمتضررين من النجاح السريع في استئصال المجموعات المسلحة".

وأكدت "استمرار وحدات الجيش في تنفيذ عملياتها العسكرية في طرابلس ومحيطها، وتمكّنها من دخول آخر معقل للإرهابيين في التبانة".  

وقالت: "دخل الجيش باب التبانة آخر معقل للجماعات المسلحة واعتقل عددا منهم، في حين تمكن آخرون من الفرار، مستفدين من طبيعة المباني السكنية".

ودعت قيادة الجيش المسلحين الفارين إلى تسليم أنفسهم الى الجيش اللبناني، "الذي لن يتهاون في كشف مخابئهم، أو يتراجع عن مطاردتهم حتى توقيفهم وسوقهم إلى العدالة، وتنبه هؤلاء العناصر الذين باتوا معروفين لديها إلى أخذ العبرة مما حصل، حيث لا بيئة حاضنة لهم ولا غطاء للجميع سوى الدولة والقانون".

وساد أمس هدوء حذر في التبانية، حيث أقفل الجيش الطريق من دوار أبو علي الى التبانة، وفكك العبوات التي زرعها المسلحون وإزالة القذائق غير المنفجرة في مكان الاشتباكات، كما توقفت حالة النزوح من التبانة.

وعمد الجيش الى منع السوريين من دخول المنطقة، كما فتش السيارات الداخلة الى هناك. وعاشت منطقة بحنين المنية أجواء هادئة ومستقرة، الأمر الذي سمح بإعادة فتح الطرق بين عكار - المنية وطرابلس.

من جهة أخرى، أقفلت أغلب مدارس الضنية الرسمية والخاصة أبوابها، بسبب الاشتباكات والوضع الأمني في طرابلس والمنية وغياب قسم كبير من معلمي هذه المدارس ممن يقيمون في طرابلس.

مخطط «خلية عاصون»

في السياق، كشف الموقوف أحمد سليم ميقاتي (الملقب بأبي الهدى) خلال الاعترافات التي أدلى بها حقائق عن المخططات التي كانت تحضرها "خلية عاصون"، ومن أخطرها "احتلال" عدد من القرى لإعلانها منطقة لـ"داعش".

ونقلت محطة "ال.بي.سي" عن مصادر أمنية أن "ميقاتي اعترف بالسعي لاحتلال قرى بخعون وعاصون وسير الضنية وبقاعصفرين، تمهيداً لإعلانها ملاذاً آمنا للمسلحين"، مضيفاً أن "المخطط كان يشمل القيام بأعمال أمنية في مدينة طرابلس بهدف ربط القلمون السورية بالساحل اللبناني".  وضمن الاعترافات أيضاً أن "شادي المولوي وأسامة منصور كانا يعلمان بالمخطط"، مشيراً إلى أنه "كان من المفترض البدء بتنفيذه بعد شهر".

«النصرة» وحرب الأعصاب

إلى ذلك، خاضت "جبهة النصرة" خلال اليومين الماضيين معركة أعصاب حيال مصير العسكريين اللبنانيين المحتجزين لديها. وبعد قرارها إعدام الجندي علي البزال عند العاشرة قبل ظهر أمس الأول، وإرجائها الموعد حتى الثانية بعد الظهر، وضربها مجدداً موعداً آخر عند الخامسة فجر أمس، أعلنت الجبهة أمس إرجاءها قرار إعدام البزال الى موعد لم تحدده.

جنبلاط وجعجع

في موازاة ذلك، أشاد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أمس بتعاطي الجيش مع الأوضاع في طرابلس، وقال في هذا الإطار: "مرّة جديدة يؤكد الجيش اللبناني أنه منحاز فقط لحماية اللبنانيين ولإعادة الطمأنينة إليهم".

كما أشاد بموقف رئيس الحكومة الأسبق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، معتبراً أن موقفه "الداعم للجيش والدولة حسم التردد الذي كان ملازماً لمواقف بعض المسؤولين من طرابلس، وهذا الموقف ذكرّنا بالموقف التاريخي لوالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري أثناء أحداث الضنيّة في عام 2000".

كما أجرى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أمس اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد جان قهوجي، مشدداً على "دعم المؤسسة العسكرية في معركتها ضد الإرهاب والتطرف". وأبلغ جعجع قهوجي أن "كلّ اللبنانيين يقفون وراء الجيش في معركته، ولاسيما أبناء طرابلس والشمال"، مضيفاً أن "عاصمة الشمال أثبتت مرة من جديد أنها ليست بيئة حاضنة للإرهاب كما حاول البعض إلصاق هذه التهمة بها".