حكايتي مع المكيف

نشر في 11-04-2015
آخر تحديث 11-04-2015 | 00:01
 محمد العويصي مساء الأربعاء الموافق 1/8/1990 ذهبت مع أخي أحمد لشراء تلفزيون ومكيف من محل للأجهزة الكهربائية يقع في ساحة الصفاة، فاشتريت التلفزيون بـ130 دينارا ومكيف ناشيونال بـ170 دينارا... أخذت التلفزيون معي في السيارة، أما المكيف فقال البائع غداً الخميس نقوم بتركيبه في شقتك.

يوم الخميس 2/8/1990 حصل الغزو على دولة الكويت من العدوان العراقي الغاشم، ولم يتم تركيب المكيف، وبعد التحرير في فبراير 1991م، ذهبت إلى المحل الذي اشتريت منه المكيف ومعي فاتورة الشراء سلمتها إلى البائع فقال: المكيف الذي اشتريته مني بـ170 دينارا ارتفع سعره 30 ديناراً، فإذا أردت المكيف ادفع لي 30 ديناراً أو أرد لك فلوسك.

قلت للبائع: لا يجوز فقد اتفقت معك على السعر ودفعت لك المبلغ كاملا... رفض البائع وأصرّ على رأيه، فطلبت منه أن يرد فلوسي فردها لي.

أخبرت صديقي بالموقف الذي حصل مع بائع الأجهزة الكهربائية فقال: جاري عنده مكيف ناشيونال للبيع بسعر 50 ديناراً هل ترغب في شرائه؟ وافقت فورا وأحضر جاره المكيف بسيارته من منطقة صباح السالم إلى شقتي في الخالدية.

ذهبت إلى ورشة لتصليح المكيفات في جمعية كيفان وأخبرت الموظف عن تركيب المكيف في المطبخ، فطلب مني 10 دنانير أجرة للتركيب، فقلت له المبلغ كبير! فقال: سوف أستخدم مسامير فولاذ في تركيبه! تركته ورجعت إلى البيت.

في صباح اليوم التالي شاهدت رجلين من الجالية الباكستانية يجلسان في مقهى يقع في المرقاب أخبرتهما عن المكيف فقالا: نساعدك في تركيبه لكن بدون مقابل مادي "ببلاش"!

بعد تركيبهما للمكيف عرضت عليهما نقودا فرفضا، وقالا: اتفقنا معك على تركيب المكيف بدون مقابل مادي!

قدمت لهما عصيرا ومشروبا غازيا فرفضا أيضا، وطلبا كأسا من الماء فقط، ثم أوصلتهما بسيارتي إلى مكانهما في المرقاب، وشكرتهما على مساعدتهما لي.

 نخلص من خلال الحكاية السابقة إلى فوائد وعبر منها: "عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم"، و"الخيرة فيما اختاره الله"، و"ربّ ضارة نافعة"، و"احذر جشع بعض التجار"، و"عليه العوض ومنه العوض"، و"اللي أوله شرط آخره نور"، و"أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"، و"الصديق وقت الضيق"، و"عدم المغالاة في الأسعار واستغلال حاجة الناس"، و"الثقة بالله وحسن الظن به".

back to top