قال المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبو زيد، إن سيطرة المعارضة السورية قبل ساعات على منطقة جسر الشغور في ريف إدلب، هي انتصار استراتيجي ومقدمة لخوض معركة مناطق الساحل واللاذقية، التي ما تزال تسيطر عليها قوات نظام بشار الأسد، فيما أكد أن الوضع الأمني في مركز نصيب الحدودي مستقر وأن هناك تنسيقا بالحد الأدنى مع الجانب الأردني.
وقال أبو زيد في لقاء خاص مع CNN بالعربية أمس، إن تقدم فصائل المعارضة في ريف إدلب، "أقوى رد" على من يزعم بتراجع وانهيار المعارضة السورية، مؤكدا أن المعركة أنجزت عبر غرفة عمليات جيش الفتح وفصائل أخرى، بينما شكلت جبهة النصرة فقط ما نسبته 30 في المائة من مجمل القوات المشاركة. وأضاف أبو زيد أنه " لابد من التأكيد على أن السيطرة على جسر الشغور محطة حاسمة لأنها من المناطق التي بقيت غير محررة وسبقها منذ حوالي 10 أيام تحرير مركز محافظة إدلب، العملية أنجزت عبر غرفة عمليات لجيش الفتح وبمشاركة أحرار الشام وفيلق الشام وجبهة النصرة و حركة أحرار الشام وجند الأقصى ، وأؤكد أن النصرة لم تتجاوز قوتها 30 في المائة وهي حقيقة لابد من توضيحها". وعسكريا، بين أبو زيد أن معركة تحرير جسر الشغور شهدت فتح أطول "جبهة عسكرية منذ بداية الثورة السورية بحسبه، امتدت على طول 60 كم ابتداء من قلعة المضيق في حماة إلى معسكر المسطومة في ريف إدلب...هذه الجبهة هي الأطول على امتداد تاريخ الثورة السورية، وشارك بها بقيادة زهران علوش زعيم جيش الإسلام، وفصائل من الجيش الحر وكذلك الفرقة الساحلية الأولى والفرقة 13 ". وقال أبو زيد :" بتحرير جسر الشغور وهذه المساحة الجغرافية بين إدلب واللاذقية أهم معاقل النظام السوري أصبح الساحل على مرمى من نيران الثوار". أما بشأن الوضع الأمني عند مركز نصيب الحدودي مع الأردن الذي يقابله مركز جابر، فقد أكد أبو زيد استقراره الآن وانسحاب عناصر الجيش الحر من المنطقة الحرة، مشيرا الى أن الجيش الحر اعترف بتقصيره في البداية عند السيطرة على نصيب، ما تسبب بحدوث عمليات سلب . وقال :" في الثورات تحدث حالات فوضى واعترفنا بتقصيرنا في نصيب وأصدرت الفصائل بيانات في هذا الشأن، وقامت محكمة دار العدل المتوافق عليها بين فصائل الجيش الحر بإعادة بعض ما سلب ..الحالة الأمنية الآن مستقرة ." وأكد أبو زيد أن هناك تنسيقا أمنيا بالحدود الدنيا مع الجانب الأردني في مركز جابر،وأعرب عن أمل المعارضة السورية باعتراف دولي وأردني ليصار إلى تنظيم عمل المركز الحدودي، بعد أن تمت السيطرة على الجبهة الجنوبية، مشيرا إلى الصعوبات الناجمة عن الاعتراف السياسي وليس القانوني بالمعارضة السورية. مؤكدا أن " أمن الأردن يهمنا والتنسيق قائم لكننا بحاجة إلى رفع مستوى التنسيق ودعم المجتمع الدولي في ذلك". وانتقد أبو زيد ما سماها بالضغوطات التي تتعرض لها المعارضة السورية، لتوجيه حربها إلى "داعش" فقط، بالإضافة إلى دعوتها للذهاب إلى جنيف 3، دون التمسك بمقررات جنيف1، وكشف عن توقف إمداد الجيش الحر وفصائله بالسلاح منذ 5 أشهر، والتي كانت ترد من دول أصدقاء سوريا، خاصة السعودية وتركيا وقطر وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وأن غرفة التنسيق الواقعة جنوب سوريا لم تتلق أي دعم عسكري منذ ذلك الحين. وقال إن المفوضية الأوروبية أشارت إلى مشاركة 6 آلاف مقال أوروبي في سوريا، ولم تذكر بأنهم جاءوا لمقاتلة الجيش الحر معتبرا هذا الأمر "كذب كبير"، وفي حديثه عن برنامج التدريب الأمريكي الذي أعلنت عنه وزارة الدفاع قال بأن الأطراف التي دعيت للتدريب للآن هي فصائل غير معروفة، مرجحا أنها مخصصة لقتال داعش، معتبرا أن استقالة المسؤول عن البرنامج مايكل ناغاتا تؤكد على وجود خلافات دولية بشأنه، وأن "تركيا أعلنت التدريب يهدف لمقاتلة داعش وقوات الاسد معا ولكن استبعاد الجيش الحر يعني أن الخطة هي جزء من أهداف التحالف الدولي لمقاتلة داعش فقط ، ونحن لانريد المشاركة في التدريب"، مستشهدا بأن المجموعات التي تواصل معها فريق من البنتاغون داخل سوريا، تمكنت من احلال مواقع تمتد لمسافة 50 كليومرا بجوار مناطق يسيطر عليها النظام وأن " تلك المناطق لم يطلق فيها رصاصة واحدة على قوات النظام هذا يعني أن الخطة هي لمحاربة داعش فقط".
دوليات
مستشار للجيش الحر: معاقل النظام في مرمى الثوار
26-04-2015