نضال الشافعي: مشهد قتلي الأصعب في {الجزيرة 2}

نشر في 31-10-2014 | 00:02
آخر تحديث 31-10-2014 | 00:02
No Image Caption
بموهبته اللافتة وقدرته على تجسيد مختلف الأدوار، استكمل الممثل نضال الشافعي استكمال دور الأصم في فيلم {الجزيرة 2}، وذلك بعدما تعايش مع مجموعة من أساتذة لغة الإشارة حتى أتقنها، وطبق ما تعلمه منهم في التعبير عن مشاعر شخصية {فضل} التي يجسدها. حول فكرة تقديم جزء ثانٍ من عمل سينمائي، وأبرز الصعوبات التي واجهته في شخصية الأصم، والجديد الذي تضمنته كان لنا معه هذا اللقاء.
كيف وجدت ردود الأفعال نحو دورك في {الجزيرة 2}؟

الحمد لله، في مجملها جيدة، وسعدت بها كثيراً لأنني اجتهدت في تجسيد شخصية {فضل} الأصم، وتبين ذلك للجمهور فتعايش معها وأحبها.

هل يرجع نجاح {الجزيرة 2} إلى نجاح الجزء الأول؟

لم يعتمد الفيلم على الجزء الأول فقط، وإلا كنا قدمنا الجزء الثاني في 2009 أو 2008، أي بعد مرور عامين على الأول. لكن هذا الأمر لم يحدث لأن القيمين على العمل لم يكونوا قد قرروا تقديم جزء ثانٍ من الفيلم.

ما الذي استدعى هذه الفكرة؟

المتغيرات والظروف التي حدثت في مصر خلال السنوات الأخيرة أوجدت أفكاراً متعددة فتحت بدورها مجالات عدة لابتكار دراما جديدة يمكن وضع أجواء {الجزيرة 2} فيها، بما يجعله مثيراً لاستدعاء اهتمام المشاهد لمتابعته.

وإلام يرجع النجاح إذاً؟

توفيق من الله، ثم إلى اجتهاد كل فريق العمل أمام الكاميرا وخلفها فجميعهم كانوا في أشد الحب والشغف بتقديم {الجزيرة 2}، ولأننا كمثثلين شاركنا في الجزء الأول فإن ارتباطنا به قوي للغاية. شخصياً، كنت أتساءل عن الجديد الذي سنقدمه في الجزء الثاني، وهو سؤال بديهي أخافني كثيراً، حتى قرأت السيناريو، ومن ثم انتهت المخاوف، وحضر الخوف الصحي المتعلق بكيفية تقديم الأحداث لأن الموضوع ضخم ولا يمكن عرضه بسهولة.

كيف وجدت انضمام عناصر جديدة إلى الفيلم؟

سعدت جداً بها سواء كان الراحل العظيم خالد صالح، أو أروى جودة، أو الممثل الشاب أحمد مالك لأنهم أوجدوا ثقلًا في {الجزيرة 2}.

كيف تعاملت مع شخصية {فضل} الأصم؟

لدى {فضل} عاهة خلقية في الكلام، جعلته يستمر على وضعه هذا خلال الجزأين. أعتقد أن الأحداث الجديدة أعادت تقديمه، وربما يرجع ذلك إلى البُعد الإنساني الذي برز فيها.

وما الذي أعجبك في هذه الشخصية؟

تفاصيل كثيرة فهو لم يتزوج ولم ينجب ورغم العاهة الخلقية التي ولد بها، فإن ذلك لم يمنع مشاعره الراقية من التعلّق بـ}علي} ابن شقيقه {منصور الحفني}، وإحساسه بأنه ابنه هو، والحفاظ عليه بالهروب به إلى الإسكندرية كي لا تقتله عائلة {النجايحة} انتقاماً من والده، فهو شخصية تتسم بالتضحية الكبيرة. حتى إنه لم يمانع بالتضحية بحياته في سبيل إنقاذ حياة {علي} أو {منصور}.

ألاحظ حديثك عن {فضل} بحماسة شديدة؟

صحيح. تربطني بـ}فضل} حالة من الوجد والعشق لأنه بقدر ما حُرم من الكلام وحرمني كممثل من سلاح كبير هو منطوق الكلام أكسبني خبرة التعبير عمّا في داخلي من مشاعر بالإشارة من دون التفوه بكلمة، وهذا في حد ذاته علمني الكثير في التعاملات الحياتية.

وهل اختلف شعورك بالصم والبكم بعد تجسيد هذه الشخصية؟

بالطبع، فقبل تقديم {فضل} كنت أشعر بأنه عالم بسيط وعادي، لكن حينما تعايشت مع الحالة، ومع كثير من أفرادها، وأساتذة لغة الإشارة، اكتشفت أن هذا العالم خاص جداً لأن الشخص الأصم يعيش مع نفسه في عالمه الداخلي أكثر من الخارجي، وهذا أبرز ما حاولت التركيز عليه في دوري.

وهل تقديمك الشخصية نفسها في الجزء الأول ساعدك على إتقانها في الثاني؟

إلى حد ما، فحينما قدمت شخصية {فضل} في {الجزيرة 2} كان عليّ حمل كبير كي أستعيد معايشتي له بالطريقة والأسلوب المناسبين، والصوت الذي يخرجه محاولاً التحدث. لكن بعدما قرأت النص ودخلت في أجواء الدور والفيلم، بدأت مرحلة الاستعادة لما سبق تدريجاً، ورحت أضيف تفاصيل وأموراً من هذا القبيل، إلى جانب أن تطور أدائي خلال السنوات التي تفصل بين الجزأين الأول والثاني ساعدني كثيراً في ذلك.

وهل توقعت أن يكون بعض مشاهد {فضل} مصدراً لضحك الجمهور؟

لا على الإطلاق؛ فقد فاجأتني مساحات الضحك والبسمة والتفاعل بينه وبين بقية الشخصيات، وأقصى ما توقعت حدوثه أن يكون {فضل} سبب بسمة خفيفة على وجه المشاهدين. لكن أن يثير ضحكاً كبيراً وتصفيق الجمهور فهو أمر لم أتوقعه، بل كانت إحدى أسعد المفاجآت التي صادفتني في مشواري.

وهل أنت راض عن المشاهد التي أطليت بها على الجمهور؟

بالطبع؛ الحقيقة أنها لم تكن مناطق ظهور ضعيفة ولا مهمشة من دون أهمية، على العكس كانت ذات تأثير في مجريات الأحداث، وكان يحركها أيضاً كلام {فضل} الذي يوضحه بلغة الإشارة. عموماً، يرجع هذا الأمر إلى صانعي العمل من المؤلفين محمد وخالد وشيرين دياب، والمخرج العظيم شريف عرفة لأنهم منحوا كل شخصية تفاصيلها ومقوماتها.

وما أصعب مشاهدك في الفيلم؟

مشهد مقتل {فضل} الذي جاءت صعوبته على الجانبين البدني والمعنوي. أتت الصعوبة الأولى من تصوير الفيلم في الصحراء، وكنت خلال ذلك أواصل تصوير دوري في مسلسل {دلع بنات} الرمضاني، ولم أنم لمدة يومين فكنت في حالة عذاب بدني، والتي كان المشهد يحتاج إلى ظهورها على ملامحي.

ماذا عن الصعوبة المعنوية؟

جاءت من محاولة {فضل} الفهم عبر نظرات الأشخاص وحركة الشفاه لمعرفة ما ستؤول إليه الأحداث، ومع ذلك ما يعنيه أن لا يموت {علي}، ويطالب بكف ضرب شقيقه {منصور}، كذلك منع {علي} من تقديم كفنه لعائلة {النجايحة}، وفي النهاية يكتشف أن الرصاص موجه إليه، فينظر إلى الجميع متسائلاً: هل حياتي هي ما قررتم إنهائها لأجل إبقاء شقيقي وابنه على قيد الحياة؟ ومع ذلك لا يمانع بتضحيته المعهودة، وكانت هذه اللحظة غاية في الصعوبة، وأظن أنها كانت بحاجة إلى تقديمها بتوازن كي لا تخرج بشكل مبالغ فيه ولا أقل من مستوى الحدث.

حدثنا عن مشهد المشادة الكلامية بينك وبين {منصور} بعد إصابة {علي}؟

كانت أجواء هذا المشهد صعبة أيضاً؛ فبعد إصابة {علي} وارتباك الموجودين في المنزل محاولين إخراج الرصاصة من صدره، كانت المهمة الأخرى أخذ المشاهد إلى أصم يحاول الإشارة بكلام مهم.

وكيف كان العمل الثاني لك مع المخرج شريف عرفة؟

يرجع الفضل إليه في خروج دور {فضل} على هذا النحو الجيد، ونجاح العمل ككل لأنه مخرج عبقري، وهذه هي وظيفة المخرج لأنه يأخذ أحلى ما في الممثل من تعبيرات وردود أفعال لما يحدث، بما يخدم دوره. مثلاً مشهد المشادة تم تصويره بنحو سبع كاميرات حتى وصلنا إلى أفضل مظهر بما يتناغم مع العمل ككل، ما يؤكد أنه إذا كان مع المخرج الجيد ممثل جيد فإنه يُخرج منه أداء متميزاً، لذا لا تعجبني فكرة استعانة الممثل الذي يرى نفسه جيداً بمخرج قليل الموهبة حتى يستطيع التحكم فيه.

ماذا عن أعمالك الدرامية الجديدة؟

استأنفت منذ أيام تصوير مسلسل {الوسواس} مع كل من زينة وتيم حسن، وفي شهر يناير المقبل أعود لاستكمال مسلسل {خيانة عصرية} مع داليا البحيري.

back to top