وسط مساعٍ مصرية لتشكيل قوات عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب، حسبما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمة وجهها إلى الشعب أمس الأول، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إلى وضع استراتيجية شاملة تتسم بالفاعلية والقدرة على التصدي للإرهاب، تساهم في تحديدها جميع القوى الحية بالمجتمع، من خلال حوار واسع يشارك فيه المفكرون والخبراء والسياسيون والمؤسسات الحكومية المعنية والمنظمات الأهلية.

Ad

وقال العربي، أمام مؤتمر الأمن الإقليمي والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، أمس، إن "ما تشهده بعض دول الوطن العربي من تداعيات كبرى تمثل تهديداً لكيانها وهويتها، يتطلب مراجعة شاملة لكل مسارات الحياة الاجتماعية على اتساعها، لتدبر ومعرفة أين الخطأ".

وأضاف، بحضور وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير تركي بن سعود الكبير، ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير محمد شاكر، أن "ثقافة التطرف والأصولية التي تؤدي إلى إشاعة العنف الدموي وما تحمله من مخاطر وتهديد للأمن القومي العربي تفرض علينا ضرورة إعادة النظر في المنظومة الفكرية العربية، بما في ذلك الفقه والاجتهاد والثقافة والتعليم والإعلام والفنون والآداب".

في حين طالب رئيس البرلمان العربي، أحمد الجروان، خلال المؤتمر بضرورة تحديث مفهوم الأمن القومي العربي وإعادة صياغته، بما يصون أمن الأمة العربية ويعزز حصانتها تجاه المحاولات الرامية إلى زرع الفتنة، وتجميع عوامل زعزعة استقرار الدول، والدفع بها للوهن واللجوء للحماية الخارجية.

بينما شدّد الأمير تركي، على ضرورة تضافر الجهود في مواجهة الإرهاب، وقال إن "أمن المنطقة واستقرارها وتنميتها لا يمكن تحقيقه إلا بالتعاون البنّاء على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، بما في ذلك تفعيل ميثاق الجامعة العربية وبقية الآليات والاتفاقيات التعاونية المبرمة بين الدول العربية".

يذكر أن المؤتمر يناقش على مدار يومين، أوراق عمل حول التحولات والمستجدات التي طرأت على ممارسات وأعمال المنظمات الإرهابية في السنوات الأخيرة، ويتعمق في أسباب تصاعد الإرهاب العابر للحدود واتساع نطاق عملياته العسكرية، وتأثيره الخطير على الأمن الإقليمي العربي والأمن الدولي.