{تحولات الفينومنولوجيا المعاصرة}... فلسفة مرلو- بونتي
صدر عن {المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات} كتاب {تحولات الفينومنولوجيا المعاصرة مرلو - بونتي في مناظرة هوسرل وهايدغر} في317 صفحة من القطع الكبير بقلم محمد بن سباع.
ينقد الكتاب مبادئ الفينومنولوجيا التقليدية، ويحاول إعادة تعريفها بطريقة تأويلية.
ينقد الكتاب مبادئ الفينومنولوجيا التقليدية، ويحاول إعادة تعريفها بطريقة تأويلية.
يسعى كتاب {تحولات الفينومنولوجيا المعاصرة مرلو- بونتي في مناظرة هوسرل وهايدغر} للكاتب محمد بن سباع إلى المساهمة في تعريف الفينومنولوجيا المعاصرة، وكشف التحولات التي عرفتها، تحديداً مع فينومنولوجيا الفيلسوف الفرنسي مرلو- بونتي الذي شهدت الفينومنولوجيا معه منعطفاً مهماً، تمثّل في التحول من سؤال فلسفة إلى فلسفة السؤال، فكان أول مظهر لهذا المنعطف هو الفينومنولوجيا.مدرسة الفينومنولوجيا أو {الظاهراتية} التي تقوم على العلاقة الديالكتية بين الفكرة والواقع، تُعتبر إحدى الأفكار الأساسية في فلسفة القرن العشرين، وتتوكأ على خبرة الظواهر الحدسية كنقطة بداية، أي ما تمثله هذه الظاهرة في خبرتنا الواعية. وبعد ذلك، تنطلق من الخبرة إلى تحليل الظاهرة وأساس معرفتنا بها. ولكنها رغم كل ما تبحث فيه، لا تدعي التوصل إلى حقيقة مطلقة مجردة سواء في الميتافيزيقا أو في العلم، بل تراهن على فهم نمط حضور الإنسان في العالم. وفيما نرصد بداياتها مع هيغل، يعتبر مؤسس هذه المدرسة الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل الذي تتلمذ على يد الفيلسوف الألماني برنتانو، ويقول إن {عملية إدراك الماهيات هي جوهر الفينومنولوجيا}. تلاه في التأثير عليها عدد من الفلاسفة أمثال: مرلو- بونتي وهايدغر وسارتر وموريس وريكور.
وشعار الفينومنولوجيا الهوسرلية (نسبة إلى هوسرل) الاتجاه إلى الأشياء ذاتها من خلال الوعي البشري الخالص. ولما كان هدفها الوصول إلى الماهيات، فقد انتهج هوسرل {الإيبوخية}، أي تعليق الحكم، من ثم وقف التعليق بالأحكام الشائعة بغية تمكيني من أن أصبح مشاهداً محايداً لذاتي وسائر الأمور.وبحسب الفلاسفة، استطاعت الفينومنولوجيا في ما قدمته من منهج بحث دقيق تجاوز التيارين العريضين الذين سيطرا على الفلسفة الأوروبية وهما الذاتي والموضوعي، ونجحت بتحقيق قطيعة معرفية مع القرن التاسع عشر والحداثة، وكأنها تؤسس لما بعد الحداثة .ولكن كتاب {تحولات الفينومنولوجيا المعاصرة مرلو- بونتي في مناظرة هوسرل وهايدغر} يحاول، من خلال نقد مبادئ الفينومنولوجيا التقليدية، إعادة تعريفها بطريقة تأويلية. لتحقيق هذه الغاية، سعى المؤلف إلى دراسة الوجود والوعي والإدراك والحرية والجسد والفن، واللغة في علاقتها بالفكر، واللسان في علاقته بالكلام، وغير ذلك من مواضيع لينشئ مدماكاً جديداً في هذا الميدان الذي ارتبط بإدموند هوسرل تقليدياً.أولوية الوعي الكتاب الذي جاء في مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، خصّصت مقدمته للتعريف بالموضوع، بينما اهتم الفصل الأول {تحولات الفيمنومنولوجيا المعاصرة من أولوية الوعي إلى مساءلة الكينونة}، بدراسة تطوّر مفهوم الفينومولوجيا إلى غاية ظهورها مذهباً قائماً بذاته مع هوسرل، وتحولها مع هايدغر إلى دراسة مبحث الوجود.ويوضح الفصل الثاني {الوعي المتجسد: من الذات العارفة إلى الجسد العارف}، المفهوم الجديد الذي يمنحه مرلو- بونتي للفينومنولوجيا، ووظيفتها الجديدة، ممثلة في أهم المقولات التي بنيت عليها، وأهمها {الإدراك الحسي}، و}فكرة الجسد».وخصص الفصل الثالث {الوجود في العالم: من معنى الوجود إلى وجود المعنى}، لدراسة المهمة الجديدة التي حددها مرلو- بونتي للفينومنولوجيا، وهي الكشف عن العالم الواقعي والعودة إليه، مع التركيز على أهم أبعاد الوجود في العالم التي هي الوجود المتجسد والوجود لأجل الآخرين والوجود مع الأشياء، من دون إهمال المسألة التي أولاها مرلو- بونتي خصوصاً في فلسفته المتأخرة، أهمية كبيرة، وهي مسألة اللغة.أمّا الفصل الرابع {آفاق الفيمنومنولوجيا الجديدة: من إصلاح الفينومنولوجيا إلى إصلاح العقلانية الغربية}، فدرس فينومنولوجيا مرلو- بونتي بوصفها إمكانية واسعة للتأويل والتفكيك، من خلال استئنافها بعض مقولات الحداثة من جهة، وتجاوزها بعض مقولات الفينومنولوجيا المعاصرة من جهة أخرى، ثم دخولها في حوار مع علوم الإنسان من أجل إصلاحها، فيما ضمّن المؤلف الخاتمة نتائج البحث وآفاقه.محمد بن سباع كاتب من مواليد مدينة سطيف الجزائرية، حاز شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة قسنطينة (2013)، وعمل في التدريس الجامعي، وهو عضو في اللجنة العلمية لقسم الفلسفة في جامعة قسنطينة. كذلك شارك آخرين في تأليف عدد من الكتب من بينها: هايدغر: من الكينونة إلى الأثر والفلسفة والنسوية.