مازال حلم الشفاء من مرض الالتهاب الكبدي الوبائي الذي يسببه «فيروس C» يغازل نحو 17 مليون مصري مصابين بالفيروس، بحسب إحصائية صادرة حديثاً عن منظمة الصحة العالمية، خاصة مع الإعلان عن أدوية عدة للمرض بعضها فعَّال والآخر يعتبره متخصصون مجرد وهم، في إشارة إلى الجهاز الذي سبق وأعلنت القوات المسلحة قدرته على إبراء المرضى، ولم يتم حسم جدواه حتى الآن، رغم مرور شهرين على الموعد الذي كان مقرراً إطلاق العلاج به في 30 يونيو الماضي.

Ad

ومع الجدل الدائر حول حقن «الإنترفيرون» طويلة المدى التي يتسبب نقصها في معاناة المرضى، تجدد الأمل بالنسبة لملايين المرضى، حيث من المنتظر أن يبدأوا التسجيل منتصف سبتمبر الجاري للعلاج بعقار «سوفالدي»، الذي أعلنت وزارة الصحة المصرية توفيره منتصف أكتوبر، على أن يقتصر العلاج على المرضى من سن 18 إلى 70 عاماً، والأولوية لمرضى التليف الكبدي في المرحلتين الثالثة والرابعة.

وتشمل المرحلة الأولى من صرف عقار «سوفالدي» حوالي 220 ألف جرعة لـ70 ألف مريض، حيث حددت الوزارة ثماني وحدات توفر العقار، اثنتان منها في القاهرة وثلاث في الوجه البحري، وثلاث في الوجه القبلي، في وقت يصل سعره في الصيدليات الخاصة إلى 15 ألف جنيه. ورغم تهافت المرضى على العقار الجديد، شكك في كفاءته أستاذ الكبد والجهاز الهضمي محمد عبدالوهاب، واتهم وزارة الصحة بالتورط في الدعاية للعقار الأميركي في وسائل الإعلام، قبل التأكد من جدواه، ما قد يؤدي إلى تحقيق الشركة المنتجة للعقار «جيلياد ساينس» أرباحا طائلة نتيجة تهافت المرضى عليه، فضلاً عن أن الدعاية لم تظهر مدى تأثير العقار على مرضى التليف الكبدي. ويستمر مسلسل أمل الشفاء، ليتعلق المريض بقشة حتى لو لم تكن مصادرها علمية، فمن جهاز الجيش الذي لم يُبت في أمره نهائياً، إلى وهم الاستشفاء بحليب الحيوانات، حيث قال مزارع في محافظة المنيا، إن طبيباً بيطرياً أخبره أن حليب بقرته يشفي من الفيروس وأن ثلاث جرعات تكفي، في وقت أعلن صاحب عنزة في الفيوم، أنه اكتشف أن عنزته الوليدة تدر حليباً في غير الموعد، ومع تحليل لبنها اكتشف أنه يشفي من جميع الأمراض.