مقتل 30 جندياً في هجمات بسيناء... و«داعش مصر» يتبنى `

نشر في 31-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-01-2015 | 00:01
No Image Caption
السيسي يقطع زيارته لإثيوبيا... واجتماع عاجل للمجلس العسكري وتشكيل خلية إدارة أزمة

خيّم الحزن على المصريين أمس، غداة مقتل ما لا يقل عن 30 عسكرياً، إثر سلسلة من الهجمات الإرهابية المتزامنة في مدن شمال سيناء في هجوم أعلن تنظيم «ولاية سيناء» الفرع المصري لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) تبنيه له.
أعلنت الدولة المصرية أعلى درجات الاستنفار الأمني أمس، غداة سقوط ما لا يقل عن 30 قتيلاً و50 مصاباً بين صفوف الجيش، إثر سلسلة من الهجمات الإرهابية، استهدفت منطقة شمال سيناء، وأعلن تنظيم "ولاية سيناء" جناح  تنظيم" الدولة الإسلامية" في مصر، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تبنيه لها.

الهجوم الأخير قطع فترة من الهدوء النسبي امتدت من وقت وقوع مجزرة "كرم القواديس" التي كان ضحاياها 31 مجنداً في أكتوبر الماضي، ويعد كذلك الأول منذ بدء الجيش المصري في إقامة المنطقة العازلة على الحدود مع قطاع غزة.

سيارة مفخخة وقذائف

مصدر أمني قال لـ"الجريدة" إن العناصر الإرهابية استخدمت قذائف "الهاون" وصواريخ "غراد"، في هجومها خاصة تجاه مقر "الكتيبة 101" التابعة لقوات حرس الحدود المتاخم لمبنى مديرية أمن شمال سيناء بمدينة العريش، بعد أن استخدمت العناصر الإرهابية سيارة مفخخة اخترقت الحاجز الأمني لموقع الكتيبة، مشيراً إلى أن شدة الحادث الإرهابي أدى لتفحم عدد من الجثث، كما استهدف الهجوم الإرهابي استراحة ضباط الشرطة المجاورة لميناء العريش، بالإضافة إلى تعرض جميع الكمائن المتمركزة بالشيخ زويد على الطريق الأسفلتي، وكذلك معسكر الساحة في مدينة رفح، لهجوم بواسطة قذائف "أر. بي. جي".

وأشار المصدر إلى أن شدة التفجيرات التي شهدتها ضاحية السلام بالعريش، أدت إلى تحطيم النوافذ في عدد من المباني، وتسببت في تصدع بعض المنازل كما أصابت السكان بالهلع، فضلاً عن تدمير مكتب صحيفة "الأهرام" المصرية بالعريش، لقربه من مديرية الأمن ومبنى محافظة "شمال سيناء"، لكنه كان خالياً من العاملين بسبب قرار حظر التجول المنفذ في شمال سيناء، المستمر منذ أكتوبر الماضي.

السيسي

وقطع الرئيس عبدالفتاح السيسي مشاركته في افتتاح القمة الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية "أديس أبابا"، عائدا إلى القاهرة لمتابعة الأوضاع الأمنية في سيناء، وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، إن السيسي أجرى اتصالات من مقر إقامته بـ"أديس أبابا" مع وزير الدفاع، الفريق أول صدقي صبحي، ورئيس الأركان الفريق محمود حجازي، موجها بملاحقة الإرهابيين المعتدين وتصفية أوكارهم.

اجتماع عاجل

وعقد أعضاء المجلس العسكري اجتماعا برئاسة وزير الدفاع صدقي صبحي، صباح أمس، للوقوف على الأوضاع الأمنية في سيناء، بينما أصدر المتحدث باسم القوات المسلحة، محمد سمير، بيانا بعد ثلاث ساعات على الحادث، قال فيه إن الهجوم جاء نتيجة للضربات الناجحة التي وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء، وفشل جماعة "الإخوان" الإرهابية والعناصر الداعمة لها في نشر الفوضى في الذكرى الرابعة لثورة (25 يناير) المجيدة، دون أن يكشف عن تفاصيل الحادث أو إعطاء بيانات حول عدد القتلى أو المصابين.

وفي السويس، قال مصدر أمني إن ضابط شرطة برتبة ملازم أول، قتل في انفجار عبوة ناسفة، بعدما منع إرهابيين من إلقاء القنبلة على مبنى تأمين الطرق بمدينة المستقبل بالسويس فألقوها عليه، ما أدى إلى مقتل الضابط فورا في موقع الحادث، وعقب مدير أمن السويس اللواء طارق الجزار، قائلاً "إن من قاموا بالجريمة لن يفلتوا من العقاب".

عمليات أمنية

وعلى الأرض، وفي حين سادت حالة من الوجوم في سيناء، بدأت قوات الجيش والشرطة في عمليات أمنية لملاحقة العناصر الإرهابية والعمل على تصفيتها، تشمل المناطق الملتهبة في شمال سيناء، خاصة المناطق المتاخمة لمدن "العريش" و"الشيخ زويد" و"رفح"، وهي المدن التي تتعرض لهجمات إرهابية بصفة مستمرة، وكشف مصدر مصري رفيع المستوى لـ"الجريدة" أنه تم تشكيل خلية إدارة أزمة لمواجهة الوضع في سيناء، مرجحا أن يتم إرسال قوات خاصة من فرق "999" و"777"، لتولي عمليات أمنية محددة في سيناء، وهي القوات الأكثر تدريبا في الجيش المصري.

نعي رسمي

وبينما سيطرت أجواء الحزن على عموم المصريين باستثناء أنصار جماعة "الإخوان المسلمين"، الذين شاركوا في تظاهرات تخريبية أمس، قاد رئيس الحكومة المصرية، إبراهيم محلب، الإدانات المحلية، مترحما على الشهداء، موجهاً نداء -في بيان رسمي- إلى دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان لـ"يسجلوا ويشهدوا على تضحيات أبناء مصر في مواجهة الإرهاب، دفاعا عن العالم كله"، وأضاف: "الإرهاب أصبح صناعة متقدمة، وتجارة عالمية، وإن لم تكن هناك مواجهة جماعية دولية له، فالجميع سيكتوي بناره".

ودعا محلب المصريين جميعا إلى الاصطفاف، ونبذ أية خلافات حزبية أو سياسية، من أجل مصالح الوطن "وأن تكون هناك مواجهة جماعية لكل صور الإرهاب والتطرف، وإصرار على استكمال خريطة الطريق، والوصول بالوطن إلى بر الأمان"، مشددا على أن "رجال الجيش والشرطة، ونحن من خلفهم، مستمرون في مواجهة قوى الإرهاب، والتطرف، بكل قوة وحسم"، وأشار إلى أن القاهرة عازمة على استكمال مسيرة الديمقراطية بإتمام المرحلة الثالثة من خريطة الطريق، بإجراء الانتخابات البرلمانية المقررة على جولتين في مارس وأبريل المقبلين.

واشنطن

دولياً، قادت الولايات المتحدة الأميركية إدانة هجمات العريش، إذ أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جين ساكي، عن عزاء الولايات المتحدة لأسر الضحايا ومصر حكومة وشعبا، مضيفة: "أن رخاء وقوة مصر يتطلبان إيجاد مناخ آمن ومستقر"، مؤكدة أن "الولايات المتحدة ستظل تدعم بقوة جهود الحكومة في مصر في حربها ضد الإرهاب في إطار التزام واشنطن المستمر بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين".

back to top