القاهرة ردت بقوة على «هجوم دمياط»... و«الحادث لن يتكرر»
صدمة بعد شريط «مذبحة القواديس»: أعلام «داعش» على آليات الجيش وإعدام الجنود بدم بارد
كشف مصدر عسكري مسؤول أن القوات المسلحة المصرية ردت بقوة على عملية استهداف لنش تابع للقوات البحرية الأربعاء الماضي من جماعات إرهابية، في حين تبنّت جماعة «ولاية سيناء» المعروفة سابقاً بـ«أنصار بيت المقدس» حادث استهداف كمين «كرم القواديس» شمال سيناء في مقطع فيديو، وتوعدت بالمزيد من العمليات.
أفاد مصدر عسكري مسؤول «الجريدة» بأن «حادث دمياط البحري لن يتكرر، وأن الرد عليه جاء شديداً وعنيفاً»، في إشارة إلى قيام الجيش بالرد بعنف، رافضاً الكشف عن المزيد من التفاصيل.يأتي ذلك، بعد ثلاثة أيام من هجوم إرهابي على لنش بحري تابع لقوات البحرية المصرية، قرب المدخل الشمالي لقناة السويس، فجر الأربعاء الماضي، وسط تصاعد لوتيرة العمليات الإرهابية ضد قوات الأمن، من قبل تنظيم «ولاية سيناء»، الذي عُرف قبل مبايعته زعيم تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ«داعش» أبوبكر البغدادي، باسم «أنصار بيت المقدس».الخبير العسكري اللواء طلعت موسى، قال إن «الإرهاب البحري يعتبر تطوراً خطيراً ونوعياً في أداء التنظيمات التكفيرية»، مضيفاً لـ«الجريدة»: «استهداف اللنش مؤشر يستلزم الانتباه إليه، حيث يعني ذلك تلقي تلك الجماعات الإرهابية تدريبات على عدة مستويات، هجومية ودفاعية».في السياق، وبعد 22 يوماً من حادث استهداف كمين «كرم القواديس» (شمال سيناء)، الذي وقع 24 أكتوبر الماضي وقتل فيه 30 جندياً وأصيب العشرات، تبنت جماعة «ولاية سيناء» الهجوم الكبير، وتوعد أحد مُنفذي العملية ويدعى أبوحمزة الأنصاري في تسجيل مصور بثته الجماعة المتطرفة على موقع «يوتيوب» الجيش بالمزيد من العمليات.فيديو «صولة الأنصار» كما أطلق عليه معدوه، حذفه موقع «يوتيوب» بعد ساعات من نشره مساء أمس الأول، بناء على طلب من الحكومة المصرية، وتضمن الفيديو، الذي وصفه خبراء في الحركات الأصولية بـ«الاستعراضي» تفجيراً كبيراً لموقع الكمين، أعقبه دخول مسلحين للموقع بغية قتل الأحياء من الجنود الذين نجوا من تفجير السيارة المفخخة.وتضمن مقطع الفيديو مشاهد تظهر عناصر ترفع أعلام «داعش» على دبابات الجيش وعمليات إعدام لجنود بدم بارد.خبراء في الحركات الأصولية قالوا إن «الفيديو يدخل ضمن الحرب النفسية، التي يقودها التنظيم للنيل من سمعة الجيش المصري»، موضحين أن لهجة مُنفذي العملية سيناوية بحتة، فضلاً عن لجوء التنظيم إلى فتاوى منسوبة إلى المحدِّث المصري أحمد شاكر، تخص إظهار أحكام الردة وهي القتل دون عذر، مُرجحين أن يكون الهدف من ذلك الإشارة إلى أن مرجعياتهم الدينية هي لدعاة مصريين. ردود فعلرسمياً، وفي الوقت الذي لم تصدر فيه القوات المسلحة حتى مساء أمس أي بيانات تعقيبية على فيديو «القواديس»، قال مستشار مفتي الجمهورية، إبراهيم نجم إن الجهاد الصحيح الشرعي المحقق لمقاصد الشريعة هو الذي يكون تحت راية الدولة، لصد العدوان وتحرير الأوطان، موضحاً أن إطلاق اسم الجهاد على التكفير وسفك الدماء وقطع الرقاب لا يحقق مقاصد الشرع، منتقداً ليِّ الجماعات التكفيرية عنق النص الديني لتوجيهه لتحقيق مآربهم.إلى ذلك، قال مصدر أمني رفيع إن البيان الأخير يُظهر سوء وضعية تلك الجماعات في ظل الإجراءات الأمنية الشديدة في شمال سيناء، موضحاً أن حادث «كرم القواديس» تم بتكنيك وتخطيط أعلى من قدرة الجماعات الإرهابية، ما يعني ضلوع مخابرات دول أجنبية فيه، في حين قال الخبير العسكري طلعت مسلم إن الفيديو يستهدف التشكيك في قدرة الجيش على المواجهة، مطالباً الجيش بإصدار بيان توضيحي للحادث.إلى ذلك، وبينما عقد وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي اجتماعا أمس مع كبار قادة الجيش لمناقشة مدى تطبيق الأساليب الجديدة في تأمين الحدود، أعلن عدد من أهالي المقبوض عليهم، في حادث «دمياط» من الصيادين، تنظيم تظاهرة حاشدة اليوم في حال لم يتم الإفراج عن ذويهم، في وقت قالت مواقع إلكترونية إن مجموعة تنتمي لدول عربية وشرق أوسطية تم القبض عليها عقب الحادث.تفكيك 4 ناسفاتميدانياً، وفي إطار عمليات الجيش في سيناء، طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي تقريراً شاملاً عن الأوضاع الأمنية في البلاد، خاصة في سيناء في ظل تصاعد العمليات، وزيادة حالة الاستياء عقب نشر فيديو «مذبحة القواديس»، وقالت مصادر مسؤولة لـ«الجريدة»: «الرئيس طالب وزيري الدفاع والداخلية بتشديد الإجراءات الأمنية خاصة على المنافذ الحدودية، ومواجهة أي عمليات لمنع تهريب الأسلحة».من جانبه، قال مصدر أمني إن عمليات القصف الجوي التي طالت بؤراً إرهابية جنوب الشيخ زويد حققت نتائج جيدة، حيث تمكنت القوات أمس الأول من قتل وإصابة عدد كبير من العناصر التكفيرية، فضلاً عن تدمير سيارات دفع رباعي، موضحاً أن العناصر التكفيرية فشلت في استهداف رتل من المدرعات، بعبوة ناسفة، بينما ضبطت قوات أمن محافظة مطروح، أمس 4 عبوات ناسفة داخل إحدى السيارات على الطريق الدولي لمطروح، وتمكن خبراء المفرقعات من تفكيكها.