تسعى القاهرة إلى تعزيز قبضتها على الحدود مع قطاع غزة، عبر إنشاء جدار عازل فور الانتهاء من إخلاء الشريط الحدودي مع القطاع، ضمن منظومة أمنية متكاملة تعتزم مصر الانتهاء منها خلال أيام لتأمين حدودها الشرقية، بينما أعلنت الحكومة حظر نشاط تحالف دعم الشرعية الموالي لجماعة «الإخوان المسلمين».

Ad

أكدت مصادر مصرية مطلعة لـ"الجريدة" أن القاهرة ستبدأ في إنشاء منطقة أمنية على الحدود مع قطاع غزة، فور الانتهاء من عمليات إخلاء الشريط الحدودي مع القطاع بطول 13 كيلومتراًَ وبعمق 500 متر من السكان، بهدف إحكام القبضة الأمنية على الحدود التي يعتقد استخدامها من قبل جماعات إسلامية متشددة في الدخول إلى سيناء وتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الشرطة والجيش، آخرها مذبحة كرم القواديس التي راح ضحيتها 30 مجنداً يوم الجمعة الماضي.

 وقالت المصادر إن قوات الجيش ستبدأ في إنشاء منظومة أمنية متكاملة على الحدود تتضمن بناء جدار عازل بموازاة الشريط الحدودي مع غزة، ودعمه بشبكات طرق مدعومة بأجهزة تقنية متطورة خاصة بالمراقبة والاستشعار عن بعد وتزويد أبراج المراقبة بأجهزة رادارات متطورة، بما يسمح برقابة شاملة للشريط الحدودي على مدار الساعة، وأشارت المصادر إلى أنه سيجري إنشاء نظام أمن كهربائي متطور على امتداد الحدود لمنع أي عمليات تسلل من العناصر الإرهابية على امتداد الحدود.

إلى ذلك، أنهت غالبية الأسر في مدينة رفح أمس، عملية الإخلاء من المنطقة العازلة التي يعتزم الجيش إقامتها هناك، وتقاطرت شاحنات النقل على رفح لحمل المواطنين ومقتنياتهم، حيث فضل أغلبية المواطنين الانتقال إلى مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، لتوافر الوحدات السكنية بها، فضلاً عن تأمينها بشكل أفضل وبعدها عن مناطق الالتهاب الأمني في مدينتي "رفح" و"الشيخ زويد".

من جهته، صرح محافظ شمال سيناء، اللواء عبدالفتاح حرحور، أن المحافظة دفعت أول تعويض بشيك بنكي بقيمة 950 ألف جنيه، لأحد السكان أمس الأول، كما حصل 47 مواطناً على شيكات التعويض عن منازلهم بمنطقة الشريط الحدودي برفح، وكان رئيس الحكومة أصدر قراراً أمس الأول، بعزل منطقة الشريط الحدودي مع قطاع غزة، على أن "يتم تقدير التعويضات المستحقة".

وزار رئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمود حجازي، العريش أمس، حيث التقى مع شيوخ وعواقل سيناء، مشيداً بجهودهم المستمرة في دعم القوات المسلحة ومعاونتها في فرض السيطرة الأمنية، مشدداً على أن القوات المسلحة اتخذت جميع التدابير لمحاصرة وتضييق الخناق على العناصر التكفيرية والقضاء عليها في شبه جزيرة سيناء وإقامة منطقة مؤمنة على امتداد الشريط الحدودي للقضاء نهائياً على مشكلة الأنفاق ومخاطرها على الأمن القومي المصري.

وقال مصدر عسكري لـ"الجريدة" إن عمليات المداهمة بشمال سيناء أمس، أسفرت عن مقتل 3 تكفيريين شديدي الخطورة، وإصابة 3 آخرين في تبادل لإطلاق النيران مع عناصر القوات المسلحة والشرطة، كما نجحت عناصر حرس الحدود بالتعاون مع عناصر الهيئة الهندسية في اكتشاف وتدمير 6 أنفاق جديدة على الشريط الحدودي برفح.

تنفيذ الحظر    

وأصدر رئيس الحكومة المصرية، إبراهيم محلب، قرارا أمس، بحظر أنشطة ما يسمى بـ"تحالف دعم الشرعية" المؤيد للرئيس الأسبق محمد مرسي، تفعيلاً للحكم الصادر من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة الصادر في 29 سبتمبر الماضي، ونشرت الجريدة الرسمية نص قرار محلب في عددها الصادر أمس.

ورد التحالف الداعم لجماعة "الإخوان المسلمين"، والمعروف بتنظيمه لتظاهرات أسبوعية، على قرار الحكومة، بتحريض أنصاره على تنظيم فعاليات احتجاجية مناهضة للجيش المصري، ضمن أسبوع من التظاهرات تنطلق اليوم الجمعة، تحت شعار "العسكر يبيع سيناء"، اعتراضاً على نقل المواطنين من مدينة رفح.

وقال التحالف في بيان إن "الوطن في خطر، ويحتاج إلى كل غضبة وحركة، فانتفضوا في أسبوع ثوري قوي، وانشروا مبادئ الاستقلال الوطني ولا تنسوا دعم الطلبة، وأحرقوا صور الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وواصلوا التحضير لانتفاضة إنقاذ الجيش وإعادته للثكنات في 18 نوفمبر المقبل في ذكرى جمعة المطلب الواحد".

ميدانياً، واصل طلاب الإخوان تظاهراتهم التخريبية في الجامعات المصرية أمس بعدما أحرقوا مبنى أمن جامعة "المنصورة"، بينما اشتبك الطلاب مع قوات الأمن في جامعات الإسكندرية وطنطا.