استعاد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) زمام المبادرة في الحسكة، بعد سلسلة من الهزائم أمام القوات الكردية المدعومة بطائرات الائتلاف الدولي، وبات قاب قوسين من الوصول إلى هذه المدينة الاستراتيجية، بينما تقدم الأكراد في محافظة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم.

Ad

بعد معارك دامية مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد سقط فيها عشرات القتلى والجرحى، تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إلى مشارف مدينة الحسكة، في إطار محاولاته المستميتة لجعلها ثاني مركز محافظة يخضع لسيطرته بعد الرقة، وثالث مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام بعد إدلب.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، فجر أمس، في بيان، أن «مقاتلي التنظيم باتوا على بعد 500 متر تقريبا من مداخل المدينة، بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها استمرت لساعات جنوب المدينة، وانتهت بسيطرة التنظيم على نقاط عسكرية عدة بينها سجن الاحداث».

وأكد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن المعارك، التي خسرت فيها قوات النظام مقرها الرئيسي في سجن الأحداث، اندلعت «بعد هجوم شنه مقاتلو التنظيم وتخلله تنفيذ خمس عمليات انتحارية بعربات مفخخة»، مبينا أنه خلال الساعات الـ24 الماضية «قتل ما لا يقل عن 27 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وما لا يقل عن 26 عنصرا من التنظيم».

واستقدم التنظيم، وفق عبدالرحمن، «400 مقاتل إلى الحسكة من محافظة دير الزور، إضافة إلى عشرات المقاتلين العراقيين، لمساندته في استكمال هجومه بهدف السيطرة على مدينة الحسكة».

ويأتي تقدم التنظيم نحو الحسكة بعد خسائر ميدانية عدة مني بها في المحافظة بمواجهة مقاتلين أكراد بمؤازرة طائرات الائتلاف الدولي، وتحديدا في ريف الحسكة الشمالي والشمالي الشرقي وفي المناطق المجاورة لمدينة رأس العين.

«شرعية الخلافة»

في المقابل، اعتبر زعيم جبهة «النصرة»، أبو محمد الجولاني، أن «دولة الخلافة» التي أعلنها «داعش» قبل عام «غير شرعية»، متهما التنظيم بالحيلولة بين الجهاديين ودمشق مركز حكم الأسد.

ووصف الجولاني، الذي يتزعم فرع تنظيم القاعدة في سورية بالجزء الثاني من مقابلته مع قناة «الجزيرة» القطرية، الذي تم بثه أمس الأول، «داعش» بـ«الخوارج» واتهمهم بـ «استباحة دماء المسلمين وتكفير خصومهم».

واتهم عناصر التنظيم بأنهم «يتعمدون قطع طرق كبيرة جدا بين الشمال والمناطق الجنوبية، وهم بطبيعة الحال يحولون بيننا وبين دمشق»، متوقعا أن يلجأ النظام الى «الخطة (ب) وهي اللجوء إلى مناطق الساحل».

إيران و«الإخوان»

وزعم الجولاني أن «النصرة لا تسعى إلى الحكم بل تريد أن تحكم الشريعة»، كما هدد بأن الجبهة «تكتفي بقطع أيدي وأرجل إيران في المنطقة، وإذا لم يكف هذا، فسننقل المعركة إلى داخلها»، منتقدا تجربة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وداعيا الجماعة الى العودة لحمل السلاح لأن «الخلاص بالجهاد وليس بالمعارك السياسية».

الفريج يزور حمص

الى ذلك، زار وزير الدفاع السوري، فهد الفريج، وحدات للجيش شرق حمص في زيارة هي الأحدث بين سلسلة من الزيارات لرفع الروح المعنوية للجنود، الذين أكدوا قدرتهم على الدفاع عن سورية «في مواجهة الإرهاب ومن يدعمه».

وفي خطوة مماثلة، تفقد رئيس أركان الجيش النظامي علي عبدالله أيوب جبهات إدلب وحماة، حيث تمكنت قوات الأسد من التقدم في المنطقة والسيطرة على مناطق الزيادية وصراريف وتلة أعور بريف إدلب.

في غضون ذلك، استقبل الرئيس السوري أمس وفد مجموعة الصداقة الأرمينية- السورية، مؤكدا أن «العثمانيين الذين ارتكبوا المجازر قبل مئة عام بحق الأرمن هم اليوم، ممثلين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته، يستخدمون الإرهاب ضد السوريين».

هجمات بـ «الكلور»

إلى ذلك، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس الأول الحكومة السورية بتكرار استخدامها لمواد سامة، خصوصا غاز الكلور خلال هجمات عدة بالبراميل المتفجرة استهدفت محافظة إدلب، موضحة أنها طالت مدينة سراقب وبلدة النيرب المجاورة في 2 مايو، وقرية كفر بطيخ في 7 مايو.

وأكد السفير الروسي لدى الامم المتحدة، فيتالي تشوركين، أن بلاده تؤيد اجراء تحقيقات لمعرفة المسؤولين عن هجمات الكلور.

(دمشق، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ)