تعزيزات حوثية إلى تعز... وواشنطن تسحب 100 جندي

نشر في 22-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 22-03-2015 | 00:01
No Image Caption
• هادي يدعو الجيش إلى الامتثال للشرعية • «القاعدة» يعدم 27 جندياً
تمكنت تعزيزات عسكرية حوثية من دخول مدينة تعز مساء أمس الأول، وتوالت ردود الفعل المنددة بالمجزرة التي وقعت في مسجدين تابعين للحوثيين أمس الأول، وفي حين نفى «القاعدة» مسؤوليته عن تفجيرات صنعاء، أعدمت عناصر تابعة له 27 جندياً بمحافظة لحج.

في وقت ينزلق فيه اليمن إلى أتون حرب أهلية، وبعد يوم دام شهدته صنعاء، دخلت تعزيزات عسكرية أرسلها الانقلابيون الحوثيون إلى معسكر القوات الخاصة في مدينة تعز الجنوبية مساء أمس الأول، دون مقاومة، على الرغم من إعلان اللجنة الأمنية بالمحافظة رفضها قدوم تلك التعزيزات وعزمها التصدي لها في وقت سابق.

وأكد شهود عيان أن الرتل العسكري المرسل من صنعاء يضم المئات من مسلحي الجماعة الحوثية، وأنه تسلّم قيادة المعسكر الواقع في سوق الجملة المقابل للقصر الجمهوري، وسط تعز.

ولاحقا، أطلق مسلحو الحوثي النار على مسيرة مناهضة لهم خرجت صباح أمس، تطالب بخروج حشودهم العسكرية من معسكر قوات الأمن الخاصة في تعز، حيث دخل الآلاف من الشباب في اعتصام مفتوح بمحيط المعسكر للمطالبة برحيل الحوثيين.

في السياق، حذرت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز من نوايا وسعي بعض الأطراف لنشر الفوضى في تعز بالزج بمجاميع مسلحة لدخولها تحت غطاء المؤسسة الأمنية والعسكرية في عمل مرفوض شعبيا وجماهيريا، كما هو مرفوض قانونيا ودستوريا.

وتأتي تطورات تعز وسط أنباء عن عزم الحوثيين السيطرة على عاصمة محافظة تعز، بعد أن تردد أن العميد الذي قاد تمردا فاشلا في مدينة عدن عبدالحافظ السقاف وصل إلى المدينة بعد فراره من اللجان الشعبية الموالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي في عدن.

«مجزرة  المسجدين»

من جهة أخرى، شن الحوثيون حملة اعتقالات واسعة في صنعاء على خلفية التفجيرات التي استهدفت مسجدين تابعين للحوثيين، وتبناها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أمس الأول، وأسفرت عن مقتل 142 وإصابة 375 شخصا، من بينهم مرجعية زيدية كبيرة، بينما اتهم قيادي حوثي هادي بالتحالف مع «داعش».

ودان الرئيس اليمني التفجيرات، وذكر المكتب الإعلامي له في بيان أن «هادي بعث برقية عزاء لأسر وأقارب ضحايا التفجيرات الإرهابية التي استهدفت جامعي بدر والحشوش بصنعاء ومحافظة صعدة»، في حين أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز التفجيرات، وأمر بإرسال مساعدات طبية للجرحى، كما أبدى استعداد المملكة لنقل من تستدعي حالته تلقي العلاج في مراكز طبية بالمملكة. ودعا هادي في كلمة متلفزة وجهها إلى اليمنيين الجيش بالامتثال للشرعية، وتعهد بالاصلاح، واصفاً قصف عدن بالارعن.

واشنطن تدين وتدقق

في غضون ذلك، دان البيت الأبيض بشدة أمس الأول الهجمات ضد يمنيين كانوا يصلّون بشكل سلمي، لافتا إلى أنه يدقق في تبني «داعش» الهجمات، وقال متحدث باسم البيت الأبيض إنه لا يستطيع أن يؤكد حتى الآن «صحة ما أعلنه هؤلاء المتطرفون لجهة انتمائهم إلى الدولة الإسلامية».

«القاعدة» ينفي

في هذه الأثناء، نفى تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ «قاعدة الجهاد في شبه الجزيرة العربية»، أي صلة له بالتفجيرات التي وقعت في صنعاء.

وقال التنظيم في بيان جاء بعد كلمة صوتية منسوبة لتنظيم «داعش» تبنى الأخير فيها المسؤولية: إن «الجماعة لا تستهدف المساجد والأماكن العامة، وذلك في سبيل عدم إيذاء المدنيين الأبرياء، وذلك بتوجيه من زعيم التنظيم، أيمن الظواهري».

يذكر أن «القاعدة» أعلن مسؤوليته في أوقات سابقة عن عمليات مشابهة في اليمن، وخصوصا بعد تعهده باستهداف الموالين لجماعة الحوثي العام الماضي.

وكان «داعش» تبنى في بيان موقع باسم «المكتب الإعلامي لولاية صنعاء» الهجمات.

إعدام 27 جندياً

على صعيد آخر، أعدمت عناصر يعتقد أنها تابعة لتنظيم «القاعدة» مساء أمس الأول 27 جنديا في مدينة لحج جنوبي البلاد.

وقال مصدر أمني إن «مسلحين مجهولين يعتقد بأنهم على صلة بتنظيم القاعدة سيطروا على لحج ومقارها الحكومية».

وأشار المصدر إلى أن المسلحين قتلوا 27 جنديا من ضباط وجنود يتبعون جهازي الأمن العام والسياسي، وسيطروا عليه وعلى مقار عسكرية من ضمنها مقر قوات الأمن الخاصة (الحرس الجمهوري سابقا). وقال إن خيانة كبرى تشهدها مدينة لحج التي سقطت بساعات قليلة بيد مسلحين مجهولين.

وأكدت مصادر محلية أن «لحج تعيش في الوقت الحالي فراغا أمنيا كبير»، وأشاروا إلى أن عمليات نهب طالت عددا من المقرات المهمة الموجودة فيها، وبنوك من قبل مسلحين، كما قاموا بنهب الأسلحة من داخل المعسكرات التي سلمت إليهم دون مقاومة». وأكدت المصادر أن المسلحين المجهولين لا ينتمي معظمهم للجان الشعبية التابعة للحراك الجنوبي، والمساندة للرئيس هادي.

في السياق، أفادت مصادر متطابقة أن الولايات المتحدة قامت بسحب قواتها المتمركزة في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج الجنوبية، بالتزامن مع سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من عاصمة المحافظة الحوطة. ويبلغ عديد هذه القوات 100 جندي من القوات الخاصة.

(صنعاء، عدن ــ أ ف ب،

رويترز، د ب أ)

back to top