أعلنت مصر والسعودية تشكيل لجنة عسكرية مشتركة وإجراء مناورات كبرى على أراضي المملكة بمشاركة خليجية، وبينما واصلت حملة «عاصفة الحزم» غاراتها لليوم الـ21 على التوالي، رفض الحوثيون الانصياع لقرار مجلس الأمن الدولي الذي طالبهم بالانسحاب من المحافظات اليمنية التي سيطروا عليها، بينما اعتبرت إيران أن القرار الأممي منحاز.

Ad

في حين تشارف عمليات تحالف «عاصفة الحزم» على إنهاء أسبوعها الثالث، اتفقت مصر والسعودية على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لتنفيذ «مناورة استراتيجية كبرى» على الأراضي السعودية بمشاركة قوات عربية وخليجية.

وتشارك مصر بقوات بحرية وجوية في تحالف «عاصفة الحزم»، الذي تقوده السعودية للدفاع عن شرعية الرئيس اليمني عبدربه هادي منصور ضد الحوثيين في اليمن.

وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان عقب اجتماع بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مساء أمس الأول، «الاتفاق على تشكيل اللجنة المشتركة لبحث تنفيذ المناورة الكبرى».

ولم تعط الرئاسة المصرية أي تفاصيل أخرى عن المناورة، لكن مسؤولاً أمنياً مصرياً قال لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف هويته، إن الغرض من المناورات هو «التدريب» فقط.

وقالت الرئاسة إن الاجتماع تناول العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن التي «تستهدف إرساء الاستقرار والأمن في اليمن، والحفاظ على هويته العربية، ومساعدته على تجاوز تلك المرحلة الدقيقة في تاريخه».

وفي اجتماعه مع وزير الدفاع السعودي، كرر السيسي أن «أمن منطقة الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر، وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي (...) لاسيما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب».

وسبق أن أعلنت القاهرة استعدادها لإرسال قوات برية إلى اليمن، إذا «لزم الأمر»، كما أكدت السعودية والإمارات عدم استبعاد خيار إرسال جنود إلى الأرض في اليمن.

باكستان

وفي سياق قريب، توجه رئيس وزراء إقليم البنجاب الباكستاني شاه باز شريف أمس لمدينة جدة السعودية، للقاء وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وكبار المسؤولين، وبحث الموقف في اليمن والشرق الأوسط.

رفض حوثي

إلى ذلك، رفضت الحركة الحوثية المدعومة من إيران قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الذي يفرض حظراً للأسلحة عليها وعلى حلفائها، بينما وجه عضو المجلس السياسي في الحركة، حسن عبدالمنعم الشرائي اللوم لروسيا بعد امتناعها عن التصويت في مجلس الأمن.

ودعت اللجنة العليا في الحركة إلى احتجاجات حاشدة اليوم، قائلة إن قرار الأمم المتحدة يدعم «الاعتداء» عليها.

ومنح القرار الأممي الصادر مساء أمس الأول الأمين العام للأمم المتحدة عشرة أيام، لتقديم تقرير عن تنفيذ التزام الأطراف بتطبيقه.

ويفرض قرار مجلس الأمن حظراً على تسليح الحركة الحوثية والرئيس السابق علي عبدالله صالح ونجله.

كما دعا القرار الحوثيين إلى سحب قواتهم من المناطق التي استولوا عليها، بما في ذلك العاصمة صنعاء، والتخلي عن الأسلحة التي استولوا عليها، والتوقف عن الأعمال التي تندرج تحت نطاق السلطة الشرعية في اليمن.

وطالبهم القرار كذلك بإطلاق سراح وزير الدفاع، اللواء محمود الصبيحي، والسجناء والموضوعين رهن الإقامة الجبرية.

ودعا جميع الأطراف كذلك إلى الالتزام بمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ونتائج الحوار الوطني، وناشدهم برعاية سلامة المدنيين، وأمن موظفي المنظمات الدولية، وتوصيل المساعدات الإنسانية والطبية بسرعة دون عوائق.

تنديد إيراني

من جهتها، نددت إيران بقرار مجلس الأمن بشأن اليمن، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، أمس، إنها تأسف لأن قرار المجلس الدولي «تجاهل العدوان على الشعب اليمني وهدم البنية التحتية».

ودعت إلى «ضرورة اعتماد نظرة واقعية، لأن الخيار العسكري لن يكون حلا بل الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة اليمنية».

وكانت روسيا امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن، قائلة إن «حظر الأسلحة لابد أن يشمل جميع الأطراف المتنازعة».

وفي حين رفضت السعودية المبادرة الإيرانية بشأن اليمن، وقال سفيرها في الأمم المتحدة، إن القرار يعد «تأييدا واضحا» لغارات «عاصفة الحزم»، أعربت الحكومة الألمانية عن ارتياحها لعدم عرقلة روسيا والصين لقرار مجلس الأمن بشأن اليمن.

عاصفة الحزم

ميدانياً، واصلت «عاصفة الحزم» غاراتها الجوية أمس بمشاركة مقاتلات من دولة الإمارات على مواقع الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق في اليوم الـ21 من الحملة، بينما تتزايد مشكلة نقص الوقود وانقطاع الكهرباء في مختلف المحافظات اليمنية بسبب الاشتباكات بين اللجان الشعبية الموالية للشرعية والمتمردين الحوثيين.

وقصفت طائرات التحالف معسكر الوتدة غربي محافظة مأرب قرب حدود صنعاء وأغارت على عدة مناطق بمحافظة صعدة معقل الحوثيين شمالي البلاد، التي انسحب إليها المسلحون أمس الأول بعد تراجعهم في محافظة الحديدة المجاورة.

واستهدفت الغارات مرافق حكومية تحت سيطرة الحوثيين، منها المجمع الحكومي، والمركز الثقافي، والمجلس التنفيذي للحوثيين، ومبنى «سبأفون» للاتصالات، وهيئة البريد.

وفي عدن جنوبي البلاد، استمرت غارات التحالف على مواقع تمركز قوات المتمردين واستهدفت مدرج المطار، ونقطة جبل حديد، ومواقع الحوثيين في كريتر وخور مكسر وبئر أحمد.

وفي المقابل، كثفت القوات التابعة للحوثيين وصالح، قصفها العشوائي على الأحياء السكنية في عدن، فضلا عن استهداف المدنيين برصاص القناصة، بعد ساعات من صدور قرار مجلس الأمن الدولي.

(صنعاء، عدن ــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)