قمة كامب ديفيد تناقش الدرع الصاروخية الخليجية

نشر في 07-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 07-05-2015 | 00:01
No Image Caption
أوباما سيضغط لإقناع قادة «التعاون» بنشر منظومة دفاعية موحدة ويقدم التزامات أمنية لا ترقى إلى «معاهدات»
بعد القمة الخليجية التشاورية في الرياض، والسقف العالي الذي طرحته بشأن ملفي إيران وسورية، بحضور الرئيس الفرنسي، كشفت مصادر أميركية أن الرئيس أوباما سيطرح نشر منظومة دفاع صاروخي خليجية موحدة خلال القمة التي ستجمعه مع قادة دول «التعاون» في «كامب ديفيد».

توقعت مصادر أميركية أن يجدد الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع المقبل مساعيه، لمساعدة حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الخليج على نشر منظومة دفاعية تغطي المنطقة لحمايتها من الصواريخ الإيرانية، بينما يسعى لتهدئة مخاوفهم من أي اتفاق نووي مع طهران.

وكان الرئيس الأميركي أقلق دول مجلس التعاون الخليجي أخيراً عندما قال إن الخطر على هذه الدول داخلي وليس إيران، داعياً الى إجراء إصلاحات داخلية.

كما نصح الحلفاء التقليديين لواشنطن بعدم توقع أن تحارب الولايات المتحدة عنهم بل أن يذهبوا هم إلى الحرب بدعم من واشنطن، كما جرى أخيراً في اليمن.

التزامات أمنية

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين ان عرض أوباما بشأن «الدرع الصاروخية» قد تصحبه التزامات أمنية متطورة، ومبيعات أسلحة جديدة، والمزيد من المناورات العسكرية المشتركة، في إطار مساعي أوباما لطمأنة دول الخليج العربية أن واشنطن لم تتخل عنها.

ويبحث مساعدو الرئيس الخيارات المتاحة في لقاءات تسبق القمة مع الدبلوماسيين العرب.  ويقول مسؤولون إنه لم تتخذ أي قرارات نهائية بشأن الاقتراحات الأميركية المحتملة.

ويواجه أوباما تحدياً هائلا في محاولة إقناع الحلفاء الخليجيين المتشككين في أولويات سياسته الخارجية بالتوصل إلى اتفاق نهائي مع إيران الشيعية بشأن برنامجها النووي في موعد أقصاه 30 يونيو. وربما يؤدي الإخفاق في تهدئة مخاوفهم إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين الجانبين. وعلى الجانب الآخر، فإن القبول بالتزامات دفاعية إضافية سيحمل في طياته خطر تورط الولايات المتحدة في صراعات جديدة في الشرق الأوسط.

وتخشى دول الخليج العربية، وعلى رأسها السعودية أبرز حلفاء الولايات المتحدة، أن تواصل إيران السعي لامتلاك القنبلة النووية وتدفق المال عليها، نتيجة رفع العقوبات وتحرير الأرصدة المجمدة، بما يسمح لها بتمويل منظمات تعمل لحسابها لتوسيع نفوذها في دول مثل اليمن والعراق وسورية ولبنان بالاعتماد على العامل المذهبي. وللسعودية حدود مع كل من اليمن والعراق، كما لديها نفوذ في لبنان، وأيضاً في سورية.

ويسلم مسؤولون أميركيون مطلعون على ما يدور في المناقشات الداخلية بأن أوباما يتعرض لضغوط، لتهدئة مخاوف العرب بتقديم التزامات أقوى أثراً.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى «حان الوقت لمعرفة ما المطلوب إضفاء الصبغة الرسمية عليه». وأصبح في حكم المؤكد أن أوباما لن يصل به الأمر إلى حد إبرام معاهدة أمنية كاملة مع السعودية أو دول أخرى في الخليج.

«طريق ذو اتجاهين»

وأصر مسؤول أميركي ثان على أن قمة كامب ديفيد «طريق ذو اتجاهين»، إذ تعمل واشنطن على دفع القادة الخليجيين للتغلب على المنافسات الداخلية، والعمل على إيجاد سبل لتحسين التعاون في الدفاع عن أنفسهم.

وقالت المصادر المطلعة على سير المناقشات، إنه من المرجح أن يحث أوباما دول الخليج على بذل المزيد لتحقيق التكامل بين جيوشها المتباينة، والعمل من أجل إقامة درع مضادة للصواريخ طرحت فكرتها منذ مدة طويلة للتصدي لخطر الصواريخ البالستية الإيرانية.

وقال أحد المصادر إن هذه الفكرة قد تتبلور في صورة مجموعة عمل مشتركة جديدة على مستوى عال تحت قيادة وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون).

وسبق أن اشترت دول خليجية نظما دفاعية صاروخية أميركية مثل نظام صواريخ «باتريوت «التي تصنعها شركة «ريثيون»، وكذلك نظام «تي.اتش.ايه.ايه.دي» من تصنيع شركة «لوكهيد مارتن».

غير أنه من المتوقع الآن أن تطالب إدارة أوباما دول الخليج العربية بتنفيذ المبادرة التي طرحها وزير الدفاع السابق تشاك هيغل في أواخر 2013.

ويسمح هذا البرنامج لمجلس التعاون الخليجي بشراء عتاد كتكتل واحد، والبدء في ربط شبكات الرادار وأجهزة الاستشعار وشبكات الإنذار المبكر بمساعدة أميركية غير أن مشاعر ارتياب بين بعض الدول الخليجية عرقلت هذا البرنامج. وتشعر إدارة أوباما بالقلق بشأن أوجه القصور في قدرات العمليات المشتركة لدول الخليج. ولم يتضح على وجه التحديد ما ستعرضه واشنطن على الدول الخليجية- التي تمتلك بعضا من أحدث الأسلحة الأميركية - من أجل إقناعها بالدرع الصاروخية. وسيتعين طرح خلافات مازالت قائمة بين بعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، خصوصا قطر والإمارات، جانبا قبل إمكانية إقامة نظام صاروخي مشترك. ويعتقد خبراء الآن أن الوقت قد حان لزيادة التعاون بسبب تدهور الوضع الأمني في المنطقة كلها.

ربط الدول

وقال ريكي إليسون مؤسس تحالف مناصرة الدفاع الصاروخي، وهو منظمة لا تهدف إلى الربح، إن «الدفاع الصاروخي حاسم بكل تأكيد لمجلس التعاون الخليجي الآن». وأضاف أن كفاءة الدفاع الصاروخي تزداد في حالة ربط الوحدات المختلفة ليكون أداؤها بمنزلة أداء فريق واحد.

خطوات ملموسة

ولأن دول الخليج تخشى أن يغلف أوباما أي تعهدات أمنية جديدة بالغموض، فقد أوضحت أنها تريد ترجمة ذلك إلى خطوات ملموسة. وقال دبلوماسي عربي «هذه القمة لا يمكن أن تكون مناسبة كبرى لالتقاط الصور للتظاهر بأن الجميع له نفس الموقف من إيران».

وقالت المصادر إنه من المرجح إبرام عدة صفقات أسلحة بما في ذلك إعادة تزويد دول الخليج بالقنابل والصواريخ، لتعويض ما استنفد منها في الهجمات الجوية في اليمن والضربات الموجهة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة في سورية.

لكن من المتوقع على نطاق واسع أن تتمسك واشنطن في الوقت الحالي بقرارها حجب مبيعات المقاتلة «إف-35» من تصنيع شركة «لوكهيد»، والتي وعدت بتسليمها لإسرائيل، للحفاظ على التعهد الأميركي القديم بالاحتفاظ لإسرائيل بتفوقها العسكري الإقليمي.

back to top