أصبحت برامج الـ «فورمات» موضة لدى غالبية القنوات، إذ يلجأ فنانون كثر يرغبون في خوض مجال تقديم البرامج إلى هذه النوعية، ليقينهم أنها مضمونة النجاح.

Ad

الـ «فورمات» برامج تلفزيونية عالمية، نالت نجاحاً وشهرة في دول أجنبية، فيتمّ تعريبها ونقلها وتقديمها بالطريقة نفسها، والديكور وعدد المشاركين، وفي بعض الأحيان يرتدي المقدم الملابس ذاتها التي يرتديها المذيع الأصلي للبرنامج.

خاض هذه التجربة نجوم من بينهم: نجلاء بدر، أحمد الفيشاوي، رزان مغربي وعمرو يوسف، واليوم دخل حلبة المنافسة إدوارد الذي يقدم برنامج «بكام»، وهو نسخة من البرنامج العالمي The Price Is Right الذي كان يقدمه الأميركي بوب باركر منذ 1973 وتوقف بثه منذ سنوات عشر.  

 يتضمن «بكام» باقة من الألعاب والمسابقات ضمن فقرات عدة، ففي بداية كل حلقة يتم اختيار، بالقرعة، أربعة متنافسين من بين الجمهور الحاضر للمشاركة في المسابقة، وتعرض عليهم منتجات معينة، وعليهم تحديد سعرها التقريبي للفوز بها، ويطلب منهم، في بعض الأحيان، ترتيب هذه المنتجات طبقاً للأغلى أو الأرخص.

تتراوح أسعار هذه السلع بين رخيص ومرتفع، وتتنوع بين مواد استهلاكية غذائية، آلات، أدوات كهربائية، مفروشات منزلية، سيارات، دراجات... وللمشاهدين في المنازل فرصة الفوز بجوائز من خلال الاتصال أو الرسائل القصيرة.

تجربة شيقة

يوضح إدوارد أن تجربة تقديم البرامج شيقة، بالنسبة إليه، خصوصاً عندما يكون برنامج مسابقات وفيه حضور ونسبة مشاهدة مرتفعة، لتوافر إمكانية لدى المشاهدين في الفوز بجوائز، مؤكداً أن البرامج الترفيهية تحصد شعبية واسعة نظراً إلى  ملل الجمهور من السياسة وبرامجها،  وبحثه عن الضحك والترفيه والمعلومات.

يضيف: «لا يختلف عمل الفنانين في تقديم البرامج عن عملهم كممثلين، لا سيما البرامج التي تتطلب حضوراً قوياً»، مشيراً إلى أنه تعاقد على تقديم موسم واحد، وينتظر ردة فعل الجمهور، فإذا تجاوب مع البرنامج سيتعاقد مع إدارة القناة على مواسم أخرى، مؤكداً أن كل من سيشارك في البرنامج سيربح أجهزة في حال قدّر سعرها بشكل صحيح، وسيتسلّمها على الفور من دون مراوغة.

يتابع أن هذه النوعية من هذه البرامج وسيلة سريعة لإنعاش الشاشة بديكور مبتكر وطريقة تصوير مختلفة،  ما يحقق العائد المرجو منها من خلال الإعلانات التي ترافق هذه الفئة من البرامج، موضحاً أن عرض برنامج «بكام» تأخر بعض الشيء بسبب الاتفاق مع المعلنين، كونه يتطلب كماً من الرعاة والمعلنين.

بدورها توضح نجلاء بدر مقدمة «كاش أور سبلاش» وهو برنامج فورمات أيضاً: «فرص نجاح برامج الفورمات العالمية مضمونة أكثر من أي برنامج آخر، إذ يشتريها مالكو القنوات، وهم على ثقة بنجاحها، لأن تنفيذها لا يكلف كثيراً مقارنة بعناصر الإبهار الموجودة فيها، وحماسة المشاهد لمتابعة برامج ترفيهية خفيفة تشعره بالبهجة وهذا دور الإعلام والفن.

تضيف أنها تكتفي بتقديم برامج ترفيهية، وترفض تقديم برامج سياسية لأنها لا تجيد الدخول في السياسة، وفي الوقت نفسه، تريد أن يكون برنامجها خفيفاً على الجمهور، مشيرة إلى أن المشاهدين عرفوها  عبر البرامج بعدما بدأت حياتها كمذيعة قنوات فضائية خاصة، وهو ما أوصلها إلى طريق الفن.

ترفيه وضحك

يرى الخبير الإعلامي الدكتور صفوت العالم أن الجمهور تشبع من البرامج الجامدة، ويريد متابعة برامج ترفيهية يضحك فيها  ويشاهد نجومه المفضلين وهم يقدمون البرامج أو يشاركون فيها كمتسابقين، وهو ما تستثمره القنوات الفضائية، موضحاً ألا مانع من هذه النوعية طالما أنها لا تسيء لأحد.

يضيف: «للأسف أصبح الجميع يلجأ إلى برامج الفورمات الجاهزة بعيداً عن محاولات الابتكار»، مشيراً إلى أنه ليس من الضروري أن تنجح النسخة المصرية من برنامج فورمات عالمي بمجرد نقله، ولكن يتوقف ذلك على مسايرة المذيع المصري البرنامج وقدرته في جذب الجمهور إليه من خلال الكاريزما التي يتمتع بها، وفي حال لم يمتكلها سيفشل هو وبرنامجه.

لا يرى رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق سامي الشريف مانعاً من الاستعانة بمثل هذه البرامج، لكنه يعيب على أصحاب القنوات الفضائية كل هذا الكم من البرامج الجاهزة المنقولة، «لأن ذلك اعتراف منا بعدم قدرتنا على ابتكار أفكار جديدة تجذب الجمهور»، مطالباً الإعلاميين بتقديم برامج تليق بنا بعيداً عن النقل الحرفي.

يضيف: «في فترات كثيرة كانت ثمة برامج مصرية ذات صبغة خاصة بنا وكان الجمهور يتابعها بشغف، لشعوره بأنها من لحم ودم»، لافتاً إلى أنه من غير المعقول أن يكون هدف القيمين على القنوات الفضائية الإتيان بكل ما هو أجنبي ظناً منهم أن الجمهور يتقبل كل ما هو مستورد».