وجّه النظام السوري ضربة قاتلة لمؤيديه قبل معارضيه مع إقدامه على رفع الأسعار بنسب تراوحت بين 30 و55 في المئة، في وقت أبدى الرئيس بشار الأسد تمسكه بإيجاد حل للأزمة عن طريق الحوار، مشدداً على أنه ماض فى تعزيز وتوسيع المصالحات الوطنية.

Ad

وقال الأسد، خلال لقائه أمس الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي مارتين تشونغونغ، إن «نجاح الحوار يتطلب الاستمرار فى محاربة الإرهاب وممارسة ضغوط جادة وحقيقية على الدول المتورطة فى دعم الارهابيين وتسليحهم، الامر الذي يمكن الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمانات الاعضاء فيه من القيام بدور فاعل من اجل تحقيقه». وأضاف الأسد أن «الاطلاع عن قرب على حقيقة المشكلات التى تواجه عالمنا اليوم بعيدا عن اسلوب التضليل السياسي والاعلامي الذى مورس ولايزال من قبل البعض، يساهم في حل كثير من هذه المشكلات التي سببها انعدام التواصل او ضعفه بين الدول بمختلف مؤسساتها».

في غضون ذلك، لم تختلف ردود أفعال الموالين عن المعارضين إزاء قرار رفع الأسعار، الذي طال المازوت، ليبلغ 125 بدلاً من 80 ليرة، والغاز المنزلي 1500 (سعر الجرة) ارتفاعاً من 1100 ليرة، والخبز من 25 ليصبح 35 ليرة، حيث اتسمت باستياء واضح وغضب شديد، من توقيتاته وتخوفا من انعكاساتها. وتعالت الأصوات بين المؤيدين أيضاً، بضرورة إقالة الحكومة، التي قامت خلال فترات قليلة برفع أسعار المحروقات من مازوت وبنزين وغاز الطهي، عدة مرات، مع تبريرها أن النقص الحاصل مرده إلى أن الاحداث التي تشهدها البلاد تسببت في انقطاع الطرق ما أدى إلى عدم تأمين هذه المواد.

كوباني

وعلى جبهة القتال، استعادت وحدات حماية الشعب الكردي أمس السيطرة على هضبة مشتة نور في مدينة كوباني بعد نحو 3 أشهر من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) عليها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن وحدات الحماية قامت برفع رايتها على البرج الموجود في قمة الهضبة، وذلك إثر عملية عسكرية خاطفة استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس، وأسفرت عن قتل ما لا يقل عن 11 عنصراً من «داعش».

ووفق المرصد فإنه بهذا التقدم تكون الوحدات الكردية سيطرت نظرياً على طرق إمدادات «داعش» من حلب والرقة، بالإضافة للسيطرة النظرية على كامل مدينة كوباني، بما فيها الجزء الشرقي والجنوبي الشرقي، الذي لايزال تحت سيطرة التنظيم ويشكل نحو 15 في المئة من مساحتها.

وفي إطار الاقتتال الدائر في الحسكة، أكد المرصد أن اشتباكات قوات المقاتلين الاكراد مع النظام مازالت مستمرة في منطقة الطلائع وفي حي العزيزية وسط معلومات عن تقدم النظام في هذه المنطقة، التي شهدت حركة نزوح كبيرة نحو المناطق المجاورة.

وفي دير الزور، قالت شبكة «شام» إن طائرات النظام شنت غارات جوية كان النصيب الأكبر منها على مدينة موحسن حيث قتل تسعة مدنيين أغلبهم من عائلة واحدة.

وفي حلب، أعلنت «الجبهة الشامية» عن أسر ثلاثة عناصر من قوات الأسد بعد عملية وصفتها بالنوعية فجر أمس على جبهة منطقة البريج.

سياسياً، أكد رئيس المكتب الإعلامي في «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة، منذر خدام، إن «المنسق العام للهيئة، حسن عبدالعظيم سيترأس وفدها في لقاء موسكو». واشترط خدام في تصريح «مشاركة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لحضور عبدالعظيم اجتماعات موسكو»، محذرا من أن «الهيئة ستخفض مستوى المشاركة في حال غياب المعلم».

وأعلن خدام أنه «تم تأجيل الاجتماع الموسع الذي كان من المقرر أن تعقده جهات المعارضة في القاهرة في 22 الجاري بشأن توحيد رؤيتها السياسية».

(دمشق- د ب أ، أ ف ب، كونا)