أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن الكويت تلتزم قرارات مجلس الأمن بتجفيف منابع الإرهاب، مشيراً إلى وجود مساع لتحديث التشريعات وإيجاد آليات للعمل.

Ad

توج وزير الخارجية العراقي د. إبراهيم الجعفري زيارته الرسمية للبلاد أمس بلقاء مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي استقبل الوزير العراقي، بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، كما حضر المقابلة نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح.

وزار الجعفري والوفد المرافق له أيضاً سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وحضر اللقاء وكيل ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخة اعتماد الخالد، ومدير إدارة الوطن العربي بوزارة الخارجية السفير عبدالحميد الفيلكاوي، وسفيرا البلدين.

وعقد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أمس جلسة مباحثات رسمية مع نظيره العراقي، تناولت سبل توطيد وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات، والتعاون والتنسيق في مجمل القضايا محل الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

حضر المباحثات وكيل الخارجية خالد الجارالله، والمستشار في إدارة مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير خالد المغامس، ومدير إدارة مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد، ومدير إدارة الوطن العربي السفير عبدالحميد الفيلكاوي، وسفير دولة الكويت لدى العراق غسان الزواوي، ومدير إدارة مكتب الوكيل السفير أيهم العمر، ونائب مدير إدارة مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير صالح اللوغاني، وقنصل عام دولة الكويت المعين في اربيل عمر الكندري، وقنصل عام الكويت المعين في البصرة يوسف الصباغ، وعدد من مسؤولي وزارة الخارجية.

مؤتمر صحافي

وقد تلا المباحثات مؤتمر صحافي مشترك للخالد والجعفري حول مضمون اجتماعهما والقضايا المطروحة خلاله، ومصير بعض الملفات العالقة بين البلدين، بالإضافة إلى المواقف المشتركة حيال بعض القضايا الإقليمية.

ورد الخالد في المؤتمر حول الملفات العالقة مع الجانب العراقي، فقال: «خلال الـ3 سنوات الماضية، كانت هناك رغبة صادقة لطي صفحة الماضي وبحث كل الملفات العالقة»، مشيراً إلى عقد اللجنة العليا المشتركة قبل نهاية العام الحالي، لاستكمال عمل اللجنة التي ستتطرق إلى كل مجالات التعاون.

الإنسانية والإرهاب

وعن الوضع الانساني في العراق، قال الخالد: «يهمنا ونتابع هذا الامر مع المسؤولين في العراق لتخفيف معاناة النازحين نتيجة الاحداث الاخيرة، وسنبذل كل ما نستطيع للمساعدة من النواحي الانسانية والاغاثية والايوائية، ونتواصل مع اشقائنا لترتيب ما يحتاجونه انسانيا».

وحول اتهام الكويت من قبل الصحف البريطانية بأنها لا تبذل الجهود الكافية لايقاف تمويل الارهاب من قبل جمعيات كويتية، اوضح ان «الكويت ملتزمة بقرارات مجلس الامن بتجفيف منابع الارهاب، وخصوصا قراري 2170 و2178، وهناك اشادة بما تقوم به الكويت لتحديث تشريعاتها وايجاد آليات العمل، وبهذا الشأن امامنا طريق طويل وعلينا مراجعة عملنا والاستفادة من اصدقائنا وحلفائنا، ونحن نواجه فكرا مدمرا يحتاج الى مواجهة شاملة ليس فقط عسكريا بل مواجهة شاملة في مناح مختلفة ومتعددة».

تأشيرات

وبشأن تسهيل منح التأشيرة للعراقيين، ذكر الخالد ان «الانجازات التي انجزت تتطلب بالفعل ان ننظر الى مسألة تسهيل التأشيرة»، مشيدا بموافقة الحكومة العراقية على افتتاح قنصليتين، «ما سيسهل على اشقائنا العراقيين والكويتيين في الوقت نفسه، ومتابعة كل ما يتعلق بالعلاقات»، مشددا على ضرورة ايجاد آليات تسهيل ومساعدة لانجاز اكبر لكل ما يتطلب ذلك.

واضاف: «تشرفنا بلقاء سمو الامير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء»، مؤكدا ان العلاقات الثنائية بين البلدين احرزت تقدما ثابتا يعكس حرص البلدين على تعزيز وتطوير التعاون في كل المجالات، بما يسهم في الارتقاء بالعلاقات.

واشار الى ان المباحثات الثنائية التي عقدت انعكست فيها الروح الاخوية والعلاقات المتميزة بين البلدين، حيث تم بحث مجمل الاوضاع الامنية والسياسية في العراق والمنطقة والامة العربية والدولية، لدعم جهود الحكومة العراقية لاستقرار الامن في العراق.

وبشأن العلاقات السعودية العراقية قال: «المستفيد من العلاقات بين المملكة والعراق العالم كله، وكما شاهدتم في اجتماع باريس صورا على الصفحات الاولى الامير سعود الفيصل محاطا بالرئيس العراقي ووزير الخارجية، هذه هي الامور الطبيعية التي يجب ان تكون عليها العلاقات بين دول المنطقة».

العراق والسعودية

وفي ما يتعلق بالعلاقات مع الجانب السعودي، اكد الجعفري: «نسعى لتحسين علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية، فهذه حقائق ووقائع فنحن ولدنا في هذه المنطقة، وليس لدينا فرصة لتغيير جغرافيتنا، وبالتالي علينا تطوير هذه العلاقات، لاسيما اننا يربطنا مع المملكة مصالح كثيرة، معنوية ومادية، ومصالحنا متبادلة مع اشقائنا في السعودية». وسنبذل كل الجهود من اجل اقامة علاقات مع السعودية بمسارها الطبيعي كجزء من سياستنا مع دول الجوار».

وعن دور الكويت في دعم التحالف الدولي عن طريق اسناده لوجستيا وانسانيا، قال الجعفري: «الكويت بالنسبة لنا تتمتع بخصوصيات، وهي لم تتورط في دعم الارهاب، ووقفت الى جانب العراق، وكانت سندا له، واتذكر عام 2006 سمو الامير عندما كان رئيسا للوزراء، اتصل بي شخصيا واخبرني عن تسلل شخصين عبر الحدود»، مشيدا بهذا التحذير ولافتا الى انهم «لا يحكمون على تسلل عنصرين، خصوصا ان رئيس الدولة يشجب ويحرم ذلك».

الملفات العالقة

وفي رده عن الملفات العالقة بين البلدين لفت الجعفري الى عقد اجتماع اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين الشهر المقبل، مبينا ان الجديد ليس في الملف وانما في الذهنية والروحية والجدية في التعامل مع الملف، والرؤية الواضحة بعقلية الانجاز والتفكير بعقلية واحدة. واردف: «زرت سمو الامير والقيادات الكويتية، واثناء حديثي معهم وجدت ان آراءنا فيها تطابق اكثر من التقارب بكل ما تطرقنا اليه من نقاط سواء في موضوع الامن العراقي والخطر الذي داهم العراق او المستوى السياسي بين العراق والكويت.

الأنبار و«داعش»

وردا على سؤال عما اذا كانت الانبار مهددة بالسقوط، ومدى ترحيبهم بقوات اميركية قال الجعفري: «الظروف التي فرضت كانت استثنائية»، لافتا الى ان القوات المسلحة تحرز انتصارات جيدة على الارض.  

وبخصوص دخول قوات اجنبية بين انه «ليس من السهل ان نتقبل تدخلا ايا كان لولا الظروف الاستثنائية التي احاطت بالعراق، ولان المعركة غير متكافئة كان من الطبيعي التدخل بشيء محسوب دون قواعد عسكرية او امتداد بري بل حصرت بالجانب الجوي بشرط الابتعاد عن المناطق الآمنة والآهلة بالسكان بالتنسيق مع القوات العسكرية العراقية».

تعاون لوجستي

وحول مدى قبولهم لقوات حفظ سلام، اشار الجعفري الى انه «لم يطرح على العراق هذا الموضوع، وكل ما في الامر استثمرنا قوات التحالف للضرب الجوي بالتعاون اللوجستي والاستخباراتي».

وعن العلاقات مع تركيا نفى ان يكون وجه لتركيا اتهاما بدعم داعش، مضيفا ان هذا الامر تحدثت عنه الاوساط الاعلامية، وزيارته لتركيا تأتي في سياق اعادة العلاقات مع دول الجوار الجغرافي، «ونختار انسب الاوقات لتنفيذ الزيارة، وبها نستطيع ان نقلص الفجوات بين البلدين».

جار عزيز

وعن دور ايران ذكر الجعفري ان «دور ايران دور الجار العزيز له 1400 كلم من الحدود مع العراق، ودورها محوري، وقفت الى جانب العراق في ظروف كانت شديدة ودعمت العملية السياسية، ودعمت العراق من الناحية الامنية، ونحن نتعاطى معها بالقدر الذي يخدم سياستنا، مع المحافظة على سيادة الدولة مع عدم التدخل في شؤوننا الداخلية، وليس كل المساعدات التي قدمت للعراق ضمن التحالف، حيث وصلتنا مساعدات من دول خارج التحالف مثل الصين».

وحول المصالحة الوطنية افاد بأن «داعش ليس منشأها العراق، ونحن عازمون على المصالحة مع جميع الاطراف»، متحدثا عن تشكيل الحكومة التي تشمل بمكوناتها الاطياف العراقية، مشيرا الى اختيار وزيري الداخلية والدفاع «ونحن جادون بتنفيذ ما من شأنه تحقيق المصالحة الوطنية».