مع فقد الغارات الأميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فاعليتها، رغم كثافتها واستمراريتها، اتجهت الإدارة الأميركية إلى مراجعة سياستها في سورية، بعد إقرار الرئيس باراك أوباما بأن هزيمة التنظيم المتطرف باتت غير ممكنة في ظل بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة.
وبعد ثلاثة أشهر من الغارات الأميركية والعربية في العراق وسورية، طلب أوباما من مستشاريه مراجعة استراتيجية القضاء على «داعش»، بحيث تكون منسجمة مع حل مشكلة سورية المستمرة منذ وقت طويل.ونقلت شبكة تلفزيون «سي إن إن» الأميركية عن مسؤولين أميركيين بارزين أن فريق أوباما للأمن القومي عقد أربعة اجتماعات على مدى الأيام الأخيرة، لإنجاز هذه المهمة، مؤكدة أن مسؤولاً مطلعاً في البيت الأبيض قال بشكل قاطع: «الرئيس أوضح أن الأسد فقد شرعيته، وإلى جانب جهودنا لعزله ومعاقبة نظامه فإننا نعمل مع حلفائنا لتعزيز المعارضة المعتدلة».ميدانياً، كشفت وزارة الدفاع الأميركية عن توجيهها 85 في المئة من الضربات الجوية إلى معاقل «داعش» منذ بدء الحملة في أغسطس الماضي، موضحة أن الشركاء العرب في التحالف (السعودية والإمارات والأردن والبحرين) شنوا 56 من أصل 393 ضربة جوية في سورية، بينما شن الغربيون (أستراليا وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمارك وفرنسا وهولندا) 70 من أصل أكثر من 470 غارة جوية على العراق.ومنذ بدء الغارات الجوية في الثامن من أغسطس ضد «داعش» في العراق، ثم في سورية منذ 23 سبتمبر، نفّذ التحالف نحو 9020 طلعة جوية، الآلاف منها خصصت للتموين أو للرصد، حسب آخر تعداد للجيش الأميركي. وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة، ألقى طيران التحالف نحو 2400 قنبلة وصاروخ في أكثر من 800 ضربة جوية.إلى ذلك، التقى نحو 200 ضابط من أكثر من 30 بلداً في التحالف الدولي في فلوريدا، بهدف تحسين استراتيجيتهم ضد التنظيم الجهادي. وقالت القيادة الأميركية الوسطى إن «المشاركين يمثلون القسم الأكبر من التحالف الذي يعد مفتاح الانتصار على داعش».في المقابل، بث «داعش» أمس تسجيلاً صوتياً قال إنه لزعيمه أبوبكر البغدادي، بعد أيام من الغموض حول مصيره منذ استهداف الائتلاف الدولي اجتماعاً له مع قادة في التنظيم شمال العراق، ودعا فيه إلى شن هجمات في السعودية.ولم يأت التسجيل، ومدته 17 دقيقة، على ذكر الغارات التي أعلنت واشنطن أن طائرات التحالف نفّذتها مساء الجمعة الماضي، إلا أن البغدادي ذكر في التسجيل أحداثاً وقعت في الأيام الماضية، مدعياً أن خلافته تمددت في أنحاء العالم العربي.وأكد البغدادي أن الحملة العسكرية التي تقودها واشنطن ضد «الدولة الإسلامية ستفشل»، ولن تستطيع وقف زحف تنظيمه، داعياً مؤيديه إلى «تفجير براكين الجهاد في كل مكان».وأضاف أن التحالف الدولي سيضطر إلى النزول إلى الأرض لمواجهة تنظيمه، بعد أن اعتمد سياسة فاشلة في حربه، معتبراً أن ذلك «بدأ بالفعل» إثر إعلان الرئيس الأميركي عزم بلاده مضاعفة عدد جنودها في العراق.(دمشق، واشنطن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)
آخر الأخبار
واشنطن: لا انتصار على «داعش» مع بقاء الأسد
14-11-2014