تفاصيل مقززة وانتقادات داخلية وموجة استنكار عالمية ظهرت مجددا، بعد نشر تقرير أعده مجلس الشيوخ الأميركي (الكونغرس) الذي كشف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) استخدمت وسائل استجواب عنيفة وغير فعالة بحق معتقلين مرتبطين بتنظيم القاعدة.

Ad

من جهته، أكد السجين السابق بمعتقل غوانتانامو الأميركي، معظم بيغ، تعرضه للتعذيب، مشيرا إلى أن دولا ووكالات أخرى متورطة أيضا في تعذيب المعتقلين.

وأضاف: «أسوأ ما في الأمر أنهم هددوا بنقلي إلى مصر أو سورية، ليتم تعذيبي بشكل أكبر تحت نظام الرئيس بشار الأسد، فالوكالة لم تمارس التعذيب بمفردها، بل شاركتها نحو 54 دولة بذلك، إلى جانب مؤسسات أميركية أخرى مثل مكتب التحقيقات الفدرالي والجيش الأميركي والاستخبارات البريطانية».

وبعد حوالى 6 أعوام على رحيل جورج بوش عن البيت الأبيض، نشر اعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون من لجنة الاستخبارات، أمس الأول، تقريرا استثنائيا يفصل البرنامج السري الذي أدارته الـ «سي آي إيه» لاعتقال واستجواب أشخاص يشتبه في علاقتهم بـ «القاعدة»، خارج إطار القضاء.

واعترضت الـ «سي آي إيه» على الفور على نتائج التقرير الذي أعد بين 2009 و2012 والواقع في 525 صفحة مع 2725 ملاحظة في أدناها رفعت السرية عنها.

واستعرض التقرير تفاصيل التعذيب التي خضع لها المعتقلون، من إيهامهم بالغرق إلى تركهم لأيام في ظلام دامس، إلى وضعهم في مواجهة الحائط أو وضعهم في مياه مثلجة، إلى حرمانهم من النوم أسبوعا كاملا.

واتهمت اللجنة وكالة الاستخبارات بين 20 خلاصة توصلت لها، بإخضاع 39 معتقلا لتقنيات استجواب عنيفة وفي بعض الأحيان لا توافق عليها الإدارة،  وبالكذب على الكونغرس والبيت الأبيض. ومن هؤلاء المعتقل أبوزبيدة الذي تعرض لعمليات إيهام بالغرق، وفي أعقابها خرج الزبد من فمه، وهو في حالة فقدان الوعي تقريبا.

أما خالد شيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 فقد تعرض لتقنية الإيهام بالغرق خلال جلسات الاستجواب. وردا على نشر التقرير قال محاميه إنه من غير المتوقع أن تصدر عقوبة إعدام بحق موكله خلال محاكمته المقبلة.

وفي الإجمال، فإن 119 معتقلا أسروا وسجنوا في إطار هذا البرنامج السري لوكالة الاستخبارات الأميركية في مواقع اطلق عليها اسم المواقع «السوداء» في دول أخرى لم يتم تحديدها، ولكنها تشمل على ما يبدو تايلاند وأفغانستان ورومانيا وليتوانيا وبولندا. التي دفعت لها واشنطن أموالا لتكون مرنة بشأن سجن سري.

وجاء في خلاصة التقرير أن «تقنيات الاستجواب المتشددة للـ «سي آي إيه» لم تسمح بجمع معلومات مرتبطة بتهديدات وشيكة، مثل معلومات تتعلق بقنابل موقوتة مفترضة، اعتبر الكثيرون انها تبرر هذه التقنيات».

ويتهم التقرير الـ «سي آي إيه» أيضا بأنها كذبت ليس على الجمهور الواسع وكذلك على الكونغرس والبيت الأبيض، بشأن فعالية البرنامج، وخصوصا عندما أكدت أن هذه التقنيات سمحت بإنقاذ أرواح، وبأنها كلفت الدولة تكاليف مالية وغير مالية باهظة.

وجدد باراك أوباما الذي وضع حدا لهذا البرنامج لدى وصوله الى السلطة في يناير 2009، القول إن هذه الوسائل شوهت كثيرا من سمعة أميركا في العالم، واعدا بالقيام بكل ما هو ممكن لضمان عدم تكرارها. وأضاف «لا توجد أمة كاملة، لكن أحد مكامن القوة في أميركا يكمن في إرادة المواجهة الصريحة لماضينا».

ووفق التقرير، تم تهديد معتقل واحد بواسطة مقدح كهربائي، في حين أخضع 5 معتقلين على الأقل، بالقوة، لعمليات تزويد بالسوائل عن طريق الشرج، وفي إحدى الحالات، تم إدخال الطعام إلى جسم المعتقل عن طريق الشرج.

ودعا مقرر الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان بن ايمرسون الى اطلاق ملاحقات قضائية بحق المسؤولين الضالعين في هذه القضية. وقال «لقد تم وضع سياسة على مستوى رفيع في إدارة بوش أتاحت ارتكاب جرائم منهجية وانتهاكات فاضحة لحقوق الانسان العالمية».

كما دعت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان البريطانية (كايج) الى ملاحقات قضائية أيضا، مؤكدة أن هناك في التقرير أدلة واضحة تبرر فتح ملاحقات قضائية.

(واشنطن، بروكسل- أ ف ب، رويترز، د ب أ)